23-09-2025 09:19 AM
بقلم : يحيى الحموري
ها هو العالم، من نيويورك إلى عواصم القرار، يُصغي لنداءٍ يجلجل في ضمائر البشر: لا سلام بغير عدل، ولا عدل بغير فلسطين حرة مستقلة، ترفع علمها فوق ترابها المسلوب.
المؤتمر الدولي رفيع المستوى، برعاية السعودية وفرنسا، وبتصدّر جلالة الملك عبدالله الثاني، لم يكن اجتماعاً سياسياً عابراً، بل صرخة في وجه الدماء المسفوكة، وحائط صدٍّ أمام زحف اليأس، وإحياء لوعدٍ يتجذر في القانون والضمير: حلّ الدولتين.
حلٌّ ليس شعاراً يذروه الريح، بل ميثاقٌ أممي، وحقٌ تاريخي، وجسرٌ بين فلسطين وإسرائيل، كي يسكنا أرضاً واحدة بسلام آمن وحدود معترف بها، على خطوط الرابع من حزيران 1967، كما نطقت القرارات والاتفاقيات الدولية.
الملك، في كلمته، لم يكتفِ بالتحليل ولا بالتشخيص، بل رسم لوحة الحقيقة بمداد الصراحة: عامان من حرب غزة تركا خراباً مرعباً ودماءً تصرخ في وجه الإنسانية، وإجراءات أحادية في الضفة تحفر هوّةً أعمق بين الحق والباطل، فيما المستوطنون يعيثون قتلاً وتهجيراً. العالم إذن على مفترق طرق: إمّا استمرار النزيف، وإما انبلاج فجر السلام العادل.
ولم يغب الشكر عن مقامه، إذ حيّا السعودية وفرنسا على رعاية المؤتمر، وأثنى على الدول التي اعترفت بفلسطين، داعياً إلى تكثيف الجهود، ورفع السدود أمام كل ما يقوّض حلّ الدولتين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية كالماء الجاري لا يُحجز ولا يُحاصر.
إنها ليست كلمات في مؤتمر، بل وصايا التاريخ. فمن أراد أمناً في الشرق الأوسط والعالم، فطريقه واحد لا ثاني له: دولة فلسطين حرة، وشعبها كريم، وسلامٌ يُبنى على العدل لا على الأشلاء.
يحيى الحموري
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-09-2025 09:19 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |