حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,18 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6393

موفق ابودلبوح يكتب: القيادة الهاشمية .. نبض الأمة وصوت الحكمة في زمن التحولات الكبرى

موفق ابودلبوح يكتب: القيادة الهاشمية .. نبض الأمة وصوت الحكمة في زمن التحولات الكبرى

موفق ابودلبوح يكتب: القيادة الهاشمية ..  نبض الأمة وصوت الحكمة في زمن التحولات الكبرى

17-09-2025 09:36 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : موفق عبدالحليم ابودلبوح
القيادة الهاشمية... نبض الأمة وصوت الحكمة في زمن التحولات الكبرى
قراءة تحليلية في خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في قمة الدوحة الإسلامية
في خضم بحر متلاطم من الفوضى الإقليمية وتحت وطأة عدوان متصاعد يتجاوز حدود الجغرافيا ويتحدّى منطق القانون والعدالة ارتفع صوت جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ـ في قمة الدوحة الإسلامية ـ صوتًا مميزًا، واثقًا، عميقًا، لا يكتفي بالتشخيص، بل يضع الإصبع على موضع الخلل، ويعيد تعريف البوصلة السياسية العربية وفق منطق المسؤولية والمبادئ.
خطاب جلالته خطاب قائد لا يجامل الا انة يحمل الأمانة فلم يكن مجرد موقف سياسي عابر، بل وثيقة موقف تاريخي تُضاف إلى سجل الأردن المشرف في الدفاع عن قضايا الأمة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية لقد وصف الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر ـ دون مواربة ـ بأنه "خرق فاضح للقانون الدولي"، معلنًا أن "الصمت الدولي لم يعد تواطؤًا خفيًا، بل صار شراكة معلنة في انتهاك العدالة الإنسانية" كلمات موجزة ولكن مُحمّلة بالمعنى، حمل جلالته المجتمع الدولي، والأمة الإسلامية والعربية، مسؤولية الخروج من مربع الإدانات اللفظية إلى ميدان الفعل السياسي القادر على إحداث التغيير، لا التبرير.
ما يميز الخطاب الملكي أنه لم يغرق في تفاصيل الحدث الطارئ، بل تجاوزه برؤية استراتيجية تستشرف ما هو أخطر: امتداد العدوان إلى عمق الأمن القومي العربي فحين قال جلالته إن “الخطر لم يعد يهدد فلسطين وحدها، بل يطال أمن قطر والمنطقة العربية بأسرها”، كان يوجّه إنذارًا مبكرًا لأمة طال صمتها، ويعيد رسم خريطة التهديد، لا من منظور إقليمي ضيّق، بل من منظور أمة تُستنزف بالتدريج.
جلالته، وكما عُهد عنه، قدّم خطابًا يوازن بين الحزم والحكمة، بين الغضب المشروع والعقلانية الهادئة. لم ينزلق إلى شعارات غوغائية ولم يساير منطق التصعيد الأجوف، بل رسم حدودًا واضحة لما يجب أن يكون: مواقف حاسمة، أدوات ردع حقيقية، ووحدة عربية لا تعرف التنازلات أو المناورات وهنا تتجلى الحكمة الهاشمية؛ حكمة تستند إلى التاريخ، وتستشرف المستقبل، وتُعبّر عن ضمير الأمة لا عن موقف آنٍ فحين دعا جلالة الملك إلى "قرارات واضحة، حازمة، ورادعة"، لم يكن يتحدث من فراغ، بل من فهم عميق لطبيعة الصراع، وسياقات النظام الدولي، وموازين القوى المتغيرة.
ورغم تعدد الجبهات، لم تغب القدس عن خطاب جلالته، فهي قلب الصراع، وجوهر المعركة، ورمز السيادة والهوية فالموقف الأردني، المستند إلى الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ظل ثابتًا لا يتزعزع، ويمثل عمق الالتزام الأردني تجاه فلسطين وشعبها، لا بوصفه التزامًا سياسيًا فقط، بل عهدًا تاريخيًا لا يُنكَر.
وفي ختام الخطاب، أطلق جلالة الملك نداءً واضحًا وصريحًا للأمة: الوحدة ليست ترفًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية لأن تجاوز الحسابات الضيقة، ووقف استنزاف الطاقات في صراعات جانبية، والالتفاف حول موقف موحد هو الأساس الذي يرسم ملامح الرد العربي ـ الإسلامي بكرامة، لا بخنوع، وبقوة، لا بتمنٍّ.
خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني لم يكن عتابًا، بل تحفيزًا لم يكن لومًا، بل تحمّلًا للمسؤولية إنه خطاب رجل دولة من طراز نادر، يعرف متى يصمت، ومتى يتكلم، ومتى يعلن الموقف بشجاعة لا تعرف المواربة فهل تلقى الأمة هذا النداء بعين الجد؟ جاء خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني ليُذكّر بأن في هذه الأمة من لا يزال يحمل شعلتها، ويدافع عن كرامتها، ويصوغ خطابها بلغة السيادة لا التبعية، بلغة المبادئ لا المصالح.
ففي زمن تعمّه العواصف، تظل القيادة الهاشمية صرحًا من التوازن، وصوتًا للعقل، وجسرًا بين الممكن والمأمول.
فلعلّ كلماته تكون نبراسًا، وموقفه يكون محفزًا، وحكمته تكون بداية لاستعادة أمة تُعاني من غياب الموقف... وتفتّش عن قائد، وقد وجدته في عبدالله الثاني بن الحسين.

موفق عبدالحليم ابودلبوح











طباعة
  • المشاهدات: 6393
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
17-09-2025 09:36 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم