حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,13 سبتمبر, 2025 م
  • الصفحة الرئيسية
  • كُتاب سرايا
  • زياد فرحان المجالي يكتب: إسرائيل في خطابها نتنياهو بين "الدمل المصري" وضربة الدوحة: مقامرة تُشعل غزة وتستفز الإقليم
طباعة
  • المشاهدات: 5164

زياد فرحان المجالي يكتب: إسرائيل في خطابها نتنياهو بين "الدمل المصري" وضربة الدوحة: مقامرة تُشعل غزة وتستفز الإقليم

زياد فرحان المجالي يكتب: إسرائيل في خطابها نتنياهو بين "الدمل المصري" وضربة الدوحة: مقامرة تُشعل غزة وتستفز الإقليم

زياد فرحان المجالي يكتب: إسرائيل في خطابها نتنياهو بين "الدمل المصري" وضربة الدوحة: مقامرة تُشعل غزة وتستفز الإقليم

13-09-2025 09:24 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زياد فرحان المجالي
في لحظة فارقة من مسار الحرب المستمرة على غزة، تحوّل بنيامين نتنياهو من البحث عن "صورة النصر" داخل أزقة القطاع المحترق إلى مقامرات إقليمية أكثر خطورة: ضربة جوية في قلب الدوحة، ضغط مباشر على مصر عبر ملف الممر الإنساني، ومراوغة دبلوماسية تهدف إلى إقحام تركيا في معادلة الاستنزاف. هذه الخطوات التي يسميها الإعلام العبري "أخطارًا محسوبة"، تكشف في الواقع عن رهانات غير مضمونة قد تدفع إسرائيل إلى عزلة أكبر وتفتح عليها جبهات سياسية وإسلامية لا قِبل لها بها.
غزة… المدينة المحاصرة في قلب المناورة
منذ نهاية الأسبوع الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي إنهاء "المرحلة الواسعة" من عملياته العسكرية في غزة، بما في ذلك ضرب مواقع وصفها بأنها "مراكز الجحيم ب". الهدف المعلن كان الضغط على حماس لتقديم تنازلات حاسمة، لكن ما تكشّف سريعًا هو أن هذه الضربات كانت جزءًا من استراتيجية أوسع تتعدى غزة.
التقارير أشارت إلى أن عشرات الآلاف من سكان غزة حاولوا الفرار عبر الممرات الإنسانية، خصوصًا في منطقة خانيونس، لكن ازدحام الطرق كشف هشاشة المشهد: المدنيون يُستخدمون كورقة ضغط سياسي أكثر من كونهم ضحايا نزاع دموي. المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وصفت العملية بأنها "الخيار الأخير"، غير أن الواقع أوضح أنها مجرد ورقة إضافية في لعبة مساومة معقدة بين تل أبيب وواشنطن والوسطاء الإقليميين.
ضربة الدوحة… استهداف الوسيط ورسالة إلى أنقرة
في خطوة مفاجئة، نفذت إسرائيل ضربة جوية استهدفت قيادات من حركة حماس في الدوحة. ورغم أن التبرير الرسمي تمحور حول "ضرب بنية إرهابية"، إلا أن أبعاد الخطوة تجاوزت بكثير الحسابات العسكرية.
المصادر الإقليمية أوضحت أن الضربة في قطر كانت "مناورة مقصودة" لخلق ذريعة لعملية اغتيال أوسع كان يُخطط لها في تركيا. اختيار الدوحة لم يكن صدفة: فنتنياهو وحكومته مقتنعون بأن قطر – برغم غضبها العلني – ستبقى أكثر استعدادًا للتسوية بضغط من إدارة ترامب، بينما ستجد أنقرة نفسها في موقع الخاسر الأكبر، تدفع ثمنًا اقتصاديًا وسياسيًا أعلى في ظل أزمتها المالية.
لكن هذه المناورة لم تمر بلا ثمن دبلوماسي. فقد أدانت قطر الضربة ووصفتها بأنها "إرهاب دولة" يقوّض دورها كوسيط. الولايات المتحدة نفسها عبّرت عن امتعاضها من تنفيذ العملية دون تنسيق مسبق، ما أظهر لأول مرة شرخًا علنيًا بين ترامب ونتنياهو حول حدود استخدام الأراضي الحليفة كساحة لتصفية الحسابات.
الضغط على مصر… "الدمل" الذي قد ينفجر
الصحافة العبرية وصفت خطوة نتنياهو الأخيرة بأنها "ضغط على الدمل المصري". التعبير بقدر ما هو صادم، يعكس إدراكًا بأن القاهرة تبقى مفتاحًا حاسمًا لأي معادلة تتعلق بغزة.
فالممرات الإنسانية التي أُقيمت قرب معبر رفح لم تكن سوى وسيلة اختبار: هل يمكن دفع مصر إلى لعب دور "المخرج النهائي" للفلسطينيين؟ لكن القاهرة سارعت إلى رفض هذا الطرح جملة وتفصيلًا، مؤكدة أن التهجير الجماعي للفلسطينيين "خط أحمر" لا يمكن تجاوزه. هذا الموقف العلني لم يُفاجئ فقط نتنياهو، بل أرسل إشارة واضحة لواشنطن مفادها أن أي ضغوط إسرائيلية–أميركية على مصر ستنقلب إلى خسائر استراتيجية لا تحتملها المنطقة.
أنقرة في عين العاصفة
تركيا بدورها لم تكن بعيدة عن الحسابات الإسرائيلية. فاستهداف قطر، ثم الحديث عن عمليات محتملة في أنقرة، جاء في لحظة يمر فيها الاقتصاد التركي بأزمة خانقة. نتنياهو يراهن على أن الضغط المتزامن على الدوحة والقاهرة سيجعل أنقرة أكثر عزلة، ويضعها أمام ثمن اقتصادي مضاعف. لكن القراءة الاستراتيجية تُظهر أن هذه المقامرة قد تأتي بنتائج عكسية: فتركيا تمتلك أوراقًا عديدة للرد، بدءًا من استخدام ملف اللاجئين، مرورًا بعلاقاتها مع حلف الناتو، وصولًا إلى قدراتها العسكرية في شمال سوريا والعراق.
الحساب الأميركي… بين الغطاء والإنكار
واشنطن وجدت نفسها في موقف مربك. فمن جهة، لا تستطيع إدارة ترامب أن تُدين علنًا الضربة الإسرائيلية في قطر، لأنها تُفسَّر كجزء من حملة أوسع لتركيع حماس. ومن جهة أخرى، فإن تجاوز نتنياهو للخطوط الأميركية الحمراء – خاصة في بلد يستضيف أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط – مثّل تحديًا محرجًا للرئيس الأميركي نفسه.
هذا التوتر بين الحليفين ظهر جليًا في التقارير عن "مكالمة حادة" بين ترامب ونتنياهو، وهو مؤشر على أن إسرائيل لا تملك تفويضًا مفتوحًا مهما بلغ حجم الدعم السياسي والعسكري.
القمة الإسلامية في 15 سبتمبر… البعد الأخطر
في خضم هذه التطورات، جاء إعلان عقد مؤتمر قمة إسلامي طارئ في الخامس عشر من هذا الشهر ليضيف بعدًا جديدًا، ربما الأخطر على حسابات نتنياهو.
هذه القمة، التي ستنعقد تحت شعار الدفاع عن سيادة الدول الإسلامية ورفض تهجير الفلسطينيين، تمثل تحركًا جماعيًا غير مسبوق منذ اندلاع الحرب الأخيرة. فهي من جهة تُظهر قطر كضحية عدوان غاشم، ومن جهة أخرى تمنح مصر غطاءً إسلاميًا يعزز موقفها الرافض لسيناريو التهجير. والأهم أنها تضع الولايات المتحدة نفسها في قفص الاتهام، باعتبارها الراعي الأول للسياسات الإسرائيلية.
انعقاد هذه القمة يعني ببساطة أن نتنياهو لم يعد يواجه حماس فقط، ولا حتى الفلسطينيين وحدهم، بل بات في مواجهة الأمة الإسلامية مجتمعة. إن الضغط على "الدمل المصري"، والمقامرة في الدوحة، والتلاعب بورقة أنقرة، كلها خطوات ارتدت سريعًا على صاحبها، لتفتح جبهة دبلوماسية أعرض بكثير من قدرات إسرائيل على المناورة.
ما وصفه الإعلام العبري بـ"الأخطار المحسوبة" لم يكن سوى مقامرة غير محسوبة من رجل يبحث عن صورة نصر بأي ثمن. نتنياهو ضغط على مصر، استهدف قطر، لوّح بتركيا، لكنه لم يُدرك أن هذه الحركات قد وحّدت صفًا إسلاميًا غائبًا منذ سنوات. القمة الإسلامية المرتقبة قد لا تُوقف الحرب في غزة، لكنها بالتأكيد ستُسجّل في التاريخ كلحظة انكشاف استراتيجي لإسرائيل، وعزلة سياسية متزايدة لنتنياهو. وإذا كان يبحث عن مكان في التاريخ، فقد وجده بالفعل… لكن كقائد مقامر جرّ كيانه إلى حافة هاوية، وفتح على نفسه جبهة الأمة بأكملها.
بقلم: زياد فرحان المجالي تتصرّف وكأنها تطبّق وصايا التلمود، وكأن كل جريمة ترتكبها مبرَّرة بنص ديني خاص بها. فهي تضرب العواصم العربية كما لو كانت تكتب سطرًا من التلمود على جدران التاريخ. كل قذيفة وكل هجوم هو ترجمة حرفية لمعتقد ديني يراه الإسرائيليون مبرِّرًا لهم.
وهنا تكمن خطورة المشهد: مشروع صهيوني يبرّر عدوانه بالنصوص، ويترجمه بالصواريخ، ويحوّله إلى واقع دموي على أرض العرب. إن لم تتوحّد الأمة لإطفاء هذه النار، فلن ينجو منها أحد، ولن يبقى لنا سوى رماد يكتب تاريخنا بدلًا منّا.











طباعة
  • المشاهدات: 5164
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-09-2025 09:24 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم