بقلم : غيث القرالة
أعلن سمو الأمير الحسين بن عبد
الله الثاني ولي العهد خلال لقائه مجموعة من شباب محافظة إربد عن قرب إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم في خطوة تحمل أبعادا وطنية واجتماعية وسياسية عميقة وتؤكد على الدور المركزي للشباب في مسيرة بناء الوطن وصون هويته.

أوضح سموه أن هذه الخطوة تأتي في إطار رؤية متكاملة لإعداد الشباب الأردني ليكون أكثر جاهزية لخدمة وطنه والدفاع عنه مبينا أن الخدمة العسكرية لا تعني التدريب البدني فقط بل هي مدرسة حقيقية لصقل الشخصية وتعزيز قيم الانضباط والعمل الجماعي وروح المسؤولية وهو ما ينعكس بشكل مباشر على حاضر الشباب ومستقبلهم.

يحمل القرار دلالات وطنية بارزة إذ يعيد إلى الواجهة روح التضحية والانتماء التي شكلت عبر التاريخ جزءا من وجدان الأردنيين ويؤسس لمرحلة جديدة من بناء الهوية الوطنية حيث يصبح الانخراط في خدمة العلم تجربة تسهم في تعزيز الوعي العام وترسيخ مفهوم المواطنة الفاعلة.

كما أن لهذا التوجه بعدا سياسيا واستراتيجيا فهو رسالة واضحة بأن الأردن يواصل الاستثمار في شبابه بوصفهم خط الدفاع الأول عن أمنه واستقراره في وقت تمر فيه المنطقة بتحديات غير مسبوقة وقد لاقى الإعلان ترحيبا واسعا من أوساط شبابية وسياسية.

علاوة على ذلك إن عودة خدمة العلم ليست مجرد استعادة لبرنامج وطني قديم بل هي محطة جديدة في مسيرة بناء الدولة تعكس إيمان القيادة الهاشمية بأن الاستثمار الحقيقي يكمن في الشباب وأن الأردن قادر على مواجهة التحديات بقوة مؤسساته وتلاحم شعبه.

مجمل القول ،،،إن إعلان ولي العهد عن عودة خدمة العلم يمثل نقطة تحول في العلاقة بين الشباب ووطنهم فهو يفتح أمامهم آفاقا جديدة للتجربة والانضباط والمشاركة الفاعلة في صناعة المستقبل.