حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,16 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7436

م. أحمد عواد يكتب: الشرق الأوسط بين أوهام التوسع ورؤية السلام والازدهار المشترك

م. أحمد عواد يكتب: الشرق الأوسط بين أوهام التوسع ورؤية السلام والازدهار المشترك

م. أحمد عواد يكتب: الشرق الأوسط بين أوهام التوسع ورؤية السلام والازدهار المشترك

16-08-2025 09:45 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م. أحمد نضال عواد
التصريحات الأخيرة حول ما يسمى "إسرائيل الكبرى" ليست مجرد نزوة سياسية أو رأي عابر، بل هي إعلان صريح عن مشروع توسعي يتحدى القانون الدولي، ويهدد السيادة الأردنية، ويضرب الاستقرار الإقليمي، ويمس السلم العالمي. إنها رؤية تتجاهل حقائق التاريخ والجغرافيا، وتستحضر أوهامًا تجاوزها الزمن، بينما ما يحتاجه الشرق الأوسط والعالم هو إيقاف نزيف الدماء، والانتقال من لغة الحروب والدمار إلى لغة البناء والعمران.

الأردن، بقيادته الهاشمية الرشيدة، وبشعبه الوفي، وقواته المسلحة وأجهزته الأمنية الباسلة، كان وسيبقى السد المنيع أمام أي مشروع يمس ترابه أو يهدد أمنه. إن التشبث بالثوابت الوطنية، وتعزيز العمل العربي والإسلامي والإنساني المشترك، هو الرد الأمثل على كل المخططات التي تحاول العبث بواقع المنطقة ومستقبلها.

وفي الداخل الأردني، فإن وحدة الصف والتماسك المجتمعي هما خط الدفاع الأول عن الوطن. مواجهة الحملات الإعلامية المضللة، والتصدي لمحاولات بث الفتنة على وسائل التواصل الاجتماعي، ورفض أي خطاب يهدد أمننا واستقرارنا، هي مسؤولية كل مواطن. الوقوف إلى جانب الدولة الأردنية وجلالة الملك في مواجهة المخططات التوسعية ومحاولات زعزعة الاستقرار، واجب وطني وديني، وحق للأرض علينا. في الأردن رجال نثق بهم، من قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، وجميع أبناء الوطن وقت الجد هم جيش واحد يذود عن الأرض والعرض، بكل ما أوتوا من عزم وأمل بمستقبل مشرق للإنسانية جمعاء.

بديل الحروب هو السلام، وبديل الأطماع هو التنمية. منطقتنا لا تحتاج إلى خرائط دم، بل إلى خرائط تنمية مشتركة، قائمة على احترام سيادة الدول، وحماية حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وصون المقدسات في القدس باعتبارها أمانة دينية وإنسانية مشتركة. كما أن إطلاق مشروع وطني–عربي–إسلامي–إنساني–أممي، يقوم على القيم الأخلاقية، ومحاربة الفساد والتطرف، وتمكين الشباب، والاستثمار في الإنسان، وتعزيز التكافل الاجتماعي، هو السبيل الأمثل لبناء مستقبل مزدهر ومستدام للجميع.

السلام العادل ليس خسارة لأحد، بل هو الضمانة الحقيقية للأمن والازدهار المشترك. أما الاحتلال والحروب، فليس لها إلا أن تزرع الكراهية وتغذي عدم الاستقرار. الأمن الدائم لا يتحقق إلا بالاعتراف بحقوق الآخرين واحترام سيادة الدول، والتخلي عن أوهام التوسع التي لفظها التاريخ.

إن مستقبل الشرق الأوسط يجب أن يُبنى على العدل والفضيلة والتنمية، لا على الحروب والمشاريع الاستعمارية. وكما قال الله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم"، فإن تكريم الإنسان يبدأ بصون حياته وحقوقه وكرامته. وما زالت الفرصة قائمة لصنع شرق أوسط آمن ومزدهر ومتصالح مع نفسه، إذا ما انتصرنا لقوة المنطق على منطق القوة، ووضعنا مصلحة الإنسان فوق كل اعتبار.

يكفي الشرق الأوسط حروبًا ودماء، ويكفي العالم دمارًا وكراهية. ففي الاتحاد قوة، وفي التفرقة ضعف وهوان، ومع كل فجر جديد تشرق معه شمس الحرية، يتجدد الأمل، ويرتفع الصوت الحق: اللّه أكبر… اللّه أكبر.











طباعة
  • المشاهدات: 7436
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
16-08-2025 09:45 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم