بقلم : رولا المغربي
مصطلح “الوطن العربي” لم يكن معروفًا بهذا اللفظ في العصور القديمة، لكنه ظهر بشكل أوضح في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، مع صعود القومية العربية وسقوط الدوله العثمانيه والخشيه من ضياع الهويه العربيه.
هناك اسماء بارزه ساهمت في ترسيخ مفهوم (الوطن العربي):

جمال الدين الأفغاني من أوائل من دعوا إلى وحدة المسلمين والعرب ودعى إلى نهضه للأمه وكتب عن أهمية الهوية الجامعة.التي تجمع اللغه بالعِرق في بقعه جغرافيه يتشابه قاطنيها في الإرث والعادات والمُعتقد(بشكل نسبي) لكنه لم يستخدم مصطلح (الوطن العربي)صراحةً.

من ابرز الشخصيات التي تبنّت ترسيخ الهويه العربيه الشامله ساطع الحصري (1880–1968) .هو مفكر سوري يُعد من آباء القومية العربية.هو من أطلقَ مصطلح “الوطن العربي”.

على المستوى الشخصي أراهُ مصطلحاً ثقافياً سياسياً .ذَكَرَ الحصري أنّ كل من يتكلم العربية فهو عربي، وكل العرب يشكلون وطنًا واحدًا هو الوطن العربي.
ما يقابل مصطلح الوطن العربي عند الغربيين هو (الإتحاد الأوروبي).
يُعد مصطلح (الوطن العربي) أقدَم من مصطلح (الإتحاد الاوروبي)بحوالي 50 عاماً.
مصطلح(الوطن العربي)مصطلح (قومي،ثقافي،سياسي). بينما مصطلح (الاتحاد الاوروبي) مصطلح( اقتصادي ، سياسي، قانوني) لكنه غير قومي!!!
مصطلح (العالم العربي) يُستخدم كوصف إعلامي للدلاله على حغرافية الدول العربيع مجتمعه.
هناك تعبيرات مثل “العالم الإسلامي” يُقابلها “العالم الغربي”.
عند الحديث عن “العالم العربي نحنُ نصِف واقعاً قائماً.لكن عند الحديث عن “الوطن العربي” نحنُ نصف واقع سياسي ثقافي وحدوي.
كان الرئيس المصري جمال عبد الناصر أبرز من دعا للوحدة العربيه بجملته الشهيره :
“الوطن العربي من المحيط إلى الخليج وحدة لا تتجزأ” حصلت محاولات لإنجاح الوحده العربيه كبدايه لوِحده شامله فتأسس اتحاد بين مصر وسوريا سنة 1958 اسمه الجمهورية العربية المتحدة.لكنها فشلت وأثبتت فشل فكرة “الوحدة العربية”؟
كان من اهم اسباب فشل اي محاولات للوحده العربيه الخلافات بين الحكام العرب فكان من الصعب ان يتنازل الحاكم عن الحكم لصالح وحدة عربية. اضافةً الى السبب الذي لا يخلو من وجوده الى يومنا هذا وهو التدخل الأجنبي
الدول الغربية (خاصة بريطانيا وفرنسا وأمريكا) فهي ترى في الوحده العربيه تهديداً لمصالحها (نفط، موقع استراتيجي).فكانت محاولات إفشال اي مشروع عربي وحدوي حاضره بقوه.
لكن ما طغى بعد كل محاولات الوحده ما يعرف بالهوية القُطرية (القطر = الدولة)
بعد الاستقلال، بدأت كل دولة تبني هويتها الخاصة (أنا أردني، أنا لبناني، أنا جزائري…) بدل “أنا عربي”. الكثير من الحكومات العربية استغلّت شعار “الوحدة العربية” لتثبّت حكمها بدون خطوات حقيقية.
نجح الإتحاد الاوروبي برغم من عدم (قوميته) لأنّ الهدف مشترك ،فبعد الحرب العالميه الثانيه تم منع الحروب واجتهدوا في ايجاد حلول الحدود الجغرافيه بلا نزاعات،قُطريه ودون محاولات لإعتلاء المصالح والمكاسب لمن يحكم ،فعمّ اوطانهم السلام ، وحققوا تكافلاً اقتصادياً فتم إصدار عمله اوروبيه موحده،نجحوا في خلق تنميه اجتماعيه قلّصت الفجوه بين المناطق الفقيره والغنيه. لكن ما اعتلى ذلك كله هو تحقيق الأمن وترسيخ العداله:
فقط في (عالمنا العربي) تذوب الأوطان لتُصبِحَ أملاكاً شخصيه تُشبه كل شئ لكنها لا تُشبه اوطان العالم بأسره.
فضفضات الأوطان
رولا المغربي