حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,9 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8608

زياد فرحان المجالي يكتب: الاجتياح المؤجل: إسرائيل تصرخ ولا تضرب… وقطر تردّ بدون طلقة

زياد فرحان المجالي يكتب: الاجتياح المؤجل: إسرائيل تصرخ ولا تضرب… وقطر تردّ بدون طلقة

زياد فرحان المجالي يكتب: الاجتياح المؤجل: إسرائيل تصرخ ولا تضرب… وقطر تردّ بدون طلقة

07-08-2025 08:46 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زياد فرحان المجالي
في قلب العاصفة، وبين نيران تتطاير فوق غزة وقرارات تتأرجح داخل تل أبيب، يعيش المشهد السياسي والعسكري الإسرائيلي لحظة من الانكشاف الكامل.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يُعلن أنه سيجتاح غزة، يُلوّح بالحسم، يُطلق الشعارات… لكنه لا يتحرك.
في المقابل، قطر ـ ومن خارج خط المواجهة ـ تُدخل إسرائيل في معركة أصعب: معركة الصورة والكلمة والرأي العام.
وهكذا تتحول غزة إلى ساحة مزدوجة: قصف فعلي، وصراع رمزي… تهويش عسكري، وهجوم إعلامي.
في الرابع من آب، صعد نتنياهو إلى المنصة وتحدث بثقة:
سنعقد الكابينت لتحقيق ثلاثة أهداف… تدمير حماس، استعادة الرهائن، واستعادة الأمن.
لكن ما بدا كبيان حرب، لم يكن سوى بيان تهويش سياسي مموّه.
لم يكن خطاب جنرال متجه للحسم، بل مناورة رجل سياسي يغرق حتى رأسه، ويريد أن يربح الوقت قبل أن يغرق أكثر.
ثلاثة أهداف أعلنها نتنياهو، والنتيجة واحدة… خاسرة من كل الزوايا.
أولًا، تدمير حماس؟
بعد أكثر من 600 يوم من الحرب، ما تزال حماس تقاتل، وتُفاجئ، وتُربك.
لا انهيار في القيادة، ولا تفكك في البنية، ولا استسلام ولا حتى مؤشرات تفكك داخلي.
بل الواقع أن إسرائيل هي من استُنزفت عسكريًا، بينما حماس ما زالت تدير المعركة… ولو من تحت الركام.
ثانيًا، استعادة الرهائن؟
كل العمليات العسكرية التي خُطط لها بليل، انتهت بفشل ذريع.
الرهائن لم يُحرروا، بل بعضهم قُتل بنيران إسرائيلية.
أما طريق التفاوض فهو الخيار الوحيد المتاح، لكن نتنياهو لا يريد أن يظهر بمظهر المتوسل.
والأسوأ: المجتمع الإسرائيلي بات يفقد ثقته بأنه سيستعيدهم أصلًا.
ثالثًا، استعادة الأمن؟
المستوطنات المحاذية لغزة أصبحت مناطق أشباح.
العشرات من الجنود قُتلوا، والجنوب الإسرائيلي يعيش في ظل رعب دائم.
أما الجنود في الميدان، فهم يعلمون أنهم يُقتادون إلى معركة بلا أفق… فقط كي يُقال إن الدولة لم تُهزم.
كل ذلك يدفع إلى سؤال محوري: لماذا يُماطل نتنياهو؟
لأنه لا يملك ما يُقدّمه.
ولأن إطالة الوقت أصبحت هدفًا بحد ذاتها، لا وسيلة لتحقيق انتصار.
يطيل الوقت كي يُبعد الضغط الشعبي، يماطل كي يشتري مزيدًا من التوازن داخل الكابينت، يُصعّد في الإعلام كي يُخفي الفشل في الواقع، ويخلق ضجيجًا في الصحافة الدولية كي لا يُقال إن إسرائيل خسرت… من دون أن تنتصر.
وفي خلفية هذا المشهد، تبرز حساباته الشخصية.
المحاكمة تقترب، التحالف الحاكم يتفكك، والجمهور بدأ يفهم أن الزعيم الذي وعد بالحسم لا يملك حتى خطة انسحاب.
في مداولات الكابينت، ظهر الانقسام جليًا.
وزراء يطالبون بالاجتياح ولو بالكلفة المرتفعة، وآخرون يحذرون من كارثة استراتيجية.
الجيش بدوره قدّم أرقامًا صادمة: اجتياح غزة قد يُكلف مئة جندي في أيامه الأولى فقط، مع غرق طويل في حرب شوارع.
لكن رغم ذلك، لم يُتخذ قرار واضح، ولم تُنفذ أي عملية حقيقية على الأرض.
ميدانيًا، اقتصر الأمر على تكثيف القصف، وإخلاء بعض المناطق داخل غزة، وتمهيد نفسي عبر الإعلام.
لكن لا جندي تحرّك، ولا دبابة عبرت الحدود.
الاجتياح ظل معلّقًا، وربما مؤجلًا إلى أجل غير مسمى.
وفي مقابل هذا الجمود، دخلت قطر إلى المعركة من الجهة التي لا تملك إسرائيل دفاعًا حقيقيًا أمامها: الإعلام.
قناة الجزيرة لم تكن فقط تغطي الأحداث، بل تُدير سردية الحرب.
الطفل تحت الركام صار أقوى من وزير الدفاع.
والمُراسلة التي تبكي على الهواء أوجعت إسرائيل أكثر من عشرات المقالات.
الجزيرة بثّت المذبحة لحظة بلحظة، بالصوت والصورة… ونقلت الغضب إلى العواصم، إلى المجالس، إلى الرأي العام العالمي.
رد إسرائيل كان هستيريًا.
اتُهمت قطر بأنها توفر غطاءً سياسيًا لحماس، وطُرح إغلاق مكتب الجزيرة في القدس، ومُورست ضغوط على الحلفاء لكبح ما وصفوه بـ "الإعلام المعادي".
لكن الطلقة كانت قد خرجت.
وبدون طلقة واحدة، أربكت قطر القبة الحديدية، وهدّت أعمدة السردية الصهيونية.
اليوم، يقف نتنياهو أمام مرآة الخوف:
لا اجتياح، لا أسرى، لا انتصار.
بل وقت ضائع، ودم مهدور، وخصوم يزدادون قوة… بالكلمة لا بالصاروخ.
ليست كل الحروب تُحسم بالسلاح، أحيانًا تُربكك صورة أكثر من دبابة، وأحيانًا تُهزم دولة بسطر في نشرة، أو مشهد في بث مباشر.
إسرائيل تصرخ ولا تضرب، وقطر تردّ… بدون طلقة.











طباعة
  • المشاهدات: 8608
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
07-08-2025 08:46 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم