حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,5 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 12514

د. صبري درادكة يكتب: ماذا تريدون من طلبة أبناء الحَرَّاثين؟

د. صبري درادكة يكتب: ماذا تريدون من طلبة أبناء الحَرَّاثين؟

د. صبري درادكة يكتب: ماذا تريدون من طلبة أبناء الحَرَّاثين؟

05-08-2025 09:12 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. صبري راضي درادكة
باسم توازن سوق العمل: حصار جديد على أحلام طلبة أبناء الحَرَّاثين

تصريحٌ مفاده أن أعداد طلبة الطب أصبحت تهدد توازن سوق العمل. ولكن، لماذا كل هذا الحصار على طلبة التوجيهي؟

أولًا: بدأتم بصدم طلبة جيل 2007 بامتحانات وُصفت بالصعبة في أكثر من مادة.
ثانيًا: خفضتم أعداد المقبولين في تخصص الطب للعام الجامعي القادم.
ثالثًا: رفعتم الحد الأدنى لمعدل القبول الجامعي في تخصص الطب إلى 90٪ للدراسة داخل الأردن أو الاعتراف به في الجامعات خارج الأردن، وهنا المقصود أكثر بخارج الأردن وليس بداخله؛ لأنه ربما من المستحيلات قبول معدل 90٪ في تخصص الطب إذا استبعدنا القبولات خارج التنافس الحر، أي "الكوتات" التي لا يسمع بها أبناء الحَرَّاثين.

هذا هو المثلث الذي حاصرتم به الطلبة المتجهين نحو تخصص الطب من جيل 2007. لكننا — ونحن نتابع المنظومة الجديدة للتوجيهي — ننظر أيضًا إلى المسار الصحي لجيل 2008 بعين الريبة؛ إذ يُضاف إلى هذا المثلث محاصرة جديدة بحرمان طلبة جيل 2008 من دراسة الطب خارج الأردن حتى لو حصلوا على معدلات 90٪، لأن برنامجهم الجديد في التوجيهي يخلو من مادتي الرياضيات والفيزياء، وهما من شروط القبول في كثير من الجامعات الخارجية. وحتى الآن لا نعرف ماذا سيضاف لاحقًا ليصبح مثلث التشديد على جيل 2007 مربعًا يطوق جيل 2008، إن لم يصبح خماسي الطوق أو ما شاء الله بعد ذلك عددًا.

وكل ذلك يتم بحجة أن "أعداد الأطباء كبيرة". ونحن نتساءل: ما علاقة الأعداد بالتوظيف أصلًا؟ أليس من زمن بعيد قد فُكّ الارتباط بين الشهادة والوظيفة ولو ضمنيًا؟ إذا كان الخلل في التخطيط أو في استيعاب سوق العمل، فلماذا يُحمَّل الطلبة وزر ذلك؟

ثم لم يقتصر الأمر على تخصص الطب؛ فقد ذهبتم أيضًا إلى رفع الحد الأدنى لمعدلات القبول في تخصص تكنولوجيا المعلومات لجيل 2008، الذي يتقدم حاليًا لامتحانات جديدة من حيث الشكل، لتضيقوا الدائرة أكثر على مستقبل الطلبة وتحدوا من خياراتهم الأكاديمية في العام الجامعي 2025/2026.

إن ما يحدث اليوم ليس إصلاحًا بقدر ما هو حصار على طموحات الطلبة، خصوصًا أبناء الطبقات الكادحة الذين يرون في التعليم العالي طريقًا للارتقاء.
ألا يَستَحِقُّ أبناءُ الحَرَّاثين أن تُفتَحَ أمامهم الأبوابُ بدلًا من أن تُغْلَقَ في وجوههم؟

بالمناسبة، لماذا نقول "أبناء الحَرَّاثين" دون غيرهم؟ نقول ذلك لأن هذا الباب الوحيد الذي يمكنهم الدخول منه، وإذا لم تصدقوا فراجعوا أسماء أساتذة الجامعات وأسماء كبار الأطباء والمحامين والمعلمين وعمداء كليات الطب والهندسة... إلخ، ستجد معظمهم أبناء الحَرَّاثين.

وأخيرًا، سيجد طلبة جيل 2008 في امتحانات الصف الثاني عشر العام القادم أنفسهم أمام مواجهة كبرى مع وزارة التربية والتعليم ومع التعليم العالي وسياسات القبول الجامعي. وإذا خرج علينا مسؤول ليقول: "من أراد الالتحاق بتخصص الحقل الطبي ولزيادة فرصة قَبُولِهِ في حقل آخر وهو تكنولوجيا المعلومات فعليه إضافة مادة الرياضيات"، فنقول له: إنك أيضًا رفعت معدلات قبول الطلبة في تخصصات تكنولوجيا المعلومات في الجامعات الأردنية، وربما ستستدرك الوزارة بجعله شرطًا للاعتراف به في الجامعات خارج الأردن، وربما سيلحقها تخصصات أخرى أو ربما كلها، لذلك فإن الطلبة أمام صراع بطولي جديد يُفرض عليهم.

وهنا نسأل صاحب القرار سؤالين نتمنى أن يجيب:

السؤال الأول: هل امتحانات التوجيهي، حتى بصيغتها الجديدة، تُقاس فعلًا أو تُعَدُّ مؤشرًا لنجاح الطالب في تخصصه الجامعي؟
السؤال الثاني: هل التخصصات الأخرى التي لا يُقبل عليها الطلبة تعاني من نقص حاد في الأردن؟ أو هل التخصصات التي لم يُجرَ عليها رفع لمعدلاتها الدنيا عليها طلب مثل التخصصات التعليمية الرياضيات، الفيزياء، التاريخ، تخصصات التربية، الهندسة…؟

إذا كان ذلك صحيحًا، فوالله من الواجب أن ندفع بأبنائنا دفعًا إجباريًا نحو هذه التخصصات ما دام الوطن يناديهم لحاجة ماسة إليها.

وأخيرًا، هل نُخطط للتعليم من أجل سوق العمل الداخلي فقط، أم الإقليمي، أم العالمي؟

إن كنتم ترون في الأعداد خطرًا على توازن سوق العمل، فالأجدر بكم إصلاح السياسات التعليمية والتخطيطية وسوق العمل الأردني العام والخاص لا التضييق على أحلام الطلبة. كُفّوا عن محاصرة أبناء الحَرَّاثين في مقاعد الدراسة، فالتعليم ليس ترفًا ولا منحة من أحد، بل حق أصيل لا يجوز مصادرته تحت أي ذريعة. هؤلاء الطلبة لم يطلبوا المستحيل، بل سعوا خلف أحلامهم بأمل أن يكون الغد أفضل، فلا تجعلوا تلك الأحلام تُكسَر عند أبواب القبول الجامعي. افتحوا لهم الطريق، فهم أبناء هذا الوطن وأمله في مستقبل أكثر عدلًا وإنصافًا.











طباعة
  • المشاهدات: 12514
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
05-08-2025 09:12 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم