سرايا - تزوج شقيقان من امرأة واحدة وفق تقليد محلي نادر لا يزال معمولًا به في بعض المجتمعات الهندية، رغم الحظر القانوني لتعدد الأزواج.

شهدت قرية شيلاي الجبلية بولاية هيماشال براديش الهندية حفلاً غير مألوف جمع شقيقين بزوجة واحدة، في واقعة عكست استمرار تقليد قديم لا يزال معمولًا به في بعض مناطق أقصى شمال الهند.

أُقيم حفل الزفاف المشترك للشقيقين براديب وكابيل نيغي على امرأة لم يُفصح عن هويتها، نهاية الأسبوع الماضي، بحضور مئات المدعوين من سكان القرية الواقعة في سفوح جبال الهيمالايا شمال الهند، حيث جرى الاحتفال بموافقة كاملة من العائلتين، كما هو معتاد في مثل هذه المناسبات.

انتشرت صور الزوجين مع زوجتهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي فور نشرها، ما أدى إلى تفاعل واسع معها، الأمر الذي فاجأ العروسين، إذ لم يتوقّعا هذا القدر من الاهتمام. وصرّح براديب نيغي لوكالة أنباء "برس ترست" الهندية قائلًا: "كنا ببساطة نتّبع تقليدًا نفخر به"، فيما أضاف شقيقه كابيل: "سنقدّم لزوجتنا الحب والدعم والاستقرار".

ورغم أن تعدد الأزواج محظور قانونًا في معظم الدول، بما في ذلك الهند، فإنه لا يزال مقبولًا في بعض المجتمعات المعزولة، وخصوصًا ضمن مجموعة هاتي التي يبلغ عدد أفرادها نحو 300 ألف شخص. ويُعد هذا النوع من الزواج أحد الموروثات الاجتماعية التي ارتبطت بثقافات محلية متجذّرة، وإن أصبحت نادرة مع مرور الوقت.

النائب المحلي هارشواردهان سينغ تشوهان أكّد في تصريحات صحافية أن هذا النوع من الزواج كان شائعًا في أجيال سابقة من سكان المنطقة، ولا يزال يُمارَس بين بعض أفراد جماعة هاتي، مشيرًا إلى أن الظاهرة لم تختفِ كليًا كما كان يُعتقد.

وفي السياق ذاته، أفاد زعيم المجتمع المحلي كوندال لال شاشتري بأن هذا التقليد له جذور في الميثولوجيا الهندوسية، مستشهِدًا بذكره في ملحمة "المهابهاراتا" الشهيرة، وهو ما يضفي عليه بُعدًا ثقافيًا قديمًا يعزّزه بعض أبناء المنطقة.

ووفقًا لما أوردته الصحافة المحلية، شهدت منطقة شيلاي خلال العام الماضي خمس زيجات مشابهة لنساء ارتبطن بأكثر من رجل، ما يعكس استمرار هذا النمط من الزواج ضمن سياقات اجتماعية خاصة في بعض المناطق الجبلية من البلاد.