13-07-2025 12:04 PM
سرايا - يتنفس تسعة من كل عشرة أشخاص حول العالم هواءً لا يُلبي معايير جودة الهواء، التي تُوصي بها منظمة الصحة العالمية، بينما يودي تلوث الهواء بحياة 7 ملايين شخص سنويا.
وسلطت مديرة إدارة الصحة العامة والبيئة والمحددات الاجتماعية للصحة في منظمة الصحة العالمية، الدكتورة ماريا نيرا، في حلقة من برنامج "العلوم في 5" الضوء على الضرر الذي يلحقه التلوث بأدمغة الأطفال وكيفية حرمانه لهم من فرص التعلم والازدهار والنمو.
أرقام مروعة
وفي إجابة على سؤال فيسميتا غوبتا سميث حول خطر تلوث الهواء غير المرئي وتأثيره على الدماغ، وما الذي تفعله الدول لوقفه، قالت نيرا إن تلوث الهواء هو أكبر عامل خطر بيئي يهدد الصحة.
وأضافت أنه "في كل عام، يشهد العالم 7 ملايين حالة وفاة ناجمة عن التعرض لتلوث الهواء. وهذا رقم مروع. كما أن تسعة من كل عشرة أشخاص في العالم يتنفسون هواءً لا تتوافق جودته مع توصيات وإرشادات منظمة الصحة العالمية".
وأوضحت أنه يمكن لتلك الجزيئات الصغيرة في الهواء الملوث أن تتوغل عميقًا في الرئتين.
كما يمكن أن تؤثر على الدماغ بل بالتالي يؤثر على بقية الجسم المسؤول عن السكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية والربو وحتى سرطان الرئة.
مخاطر على الأجنة والأطفال
وأعطت مديرة الصحة العامة أمثلة على الضرر الذي يسببه تلوث الهواء فعندما تكون المرأة حاملًا، إذا تعرضت لمستويات عالية من التلوث، مثل أن تكون معرضة لخطر انخفاض وزن الجنين عند الولادة أو الولادة المبكرة، وحتى مشاكل في نمو الجنين.
بل يمكن أن يواجه المولود، المعرض لمستويات عالية من التلوث، صعوبات، ويمكن أن يكون أكثر عرضة للإصابة بالربو، على سبيل المثال، في مراحل لاحقة من حياته أو مشاكل صحية مزمنة.
كما أنه من الواضح أن الأطفال أكثر عرضة للخطر في المقام الأول لأنهم في مرحلة النمو ويكون لديهم رئات صغيرة في أجسامهم في طور النمو.
وأوضحت أنهم يتنفسون بوتيرة أسرع من البالغين، لذلك يأخذون كمية أكبر من الهواء بالنسبة لحجمهم، ويلعبون في الخارج، مما يزيد من تعرضهم للهواء ولا يمكنهم التحكم في هذا التعرض.
تشريعات وتدابير حكومية
وأضافت أن هناك بعض التدابير الفردية التي يمكن اتخاذها، مثل تقليل التعرض من خلال تجنب الطرق الأكثر ازدحامًا أو المناطق الأكثر ازدحامًا في المدينة وتجنب ممارسة الرياضة أو المشي في تلك الأماكن شديدة التلوث، أو حتى في المنزل، مع مراجعة أنواع الوقود التي يتم استخدامها للطهي والتأكد من استخدام أنظفها.
إلا أنها أكدت أن الأمر يحتاج إلى تشريعات وتدابير حكومية.
قصص نجاح
وسردت دكتورة نيرا أن هناك دليلا واضحا على إمكانية القيام بتلك الإجراءات والتدابير، فعلى سبيل المثال، اعتمد الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي، مؤخرًا توجيهًا بشأن جودة الهواء، وهو متوافق تمامًا مع توصيات وإرشادات منظمة التجارة العالمية، مما سيوفر حماية كبيرة لصحة الأوروبيين بموجب هذا التشريع. كما أن هناك أمثلة في الصين، حيث أثبتوا إمكانية الحد من تلوث الهواء مع الحفاظ على نمو اقتصادي جيد.
واستطردت دكتورة نيرا قائلة إنه يمكن تحقيق نتائج مذهلة، مستشهدة بأن عمدة باريس تمكن من خفض تلوث الهواء بنسبة 50% خلال العشرين عامًا الماضية، وبالتالي جميع الأمراض المرتبطة به، وذلك من خلال وضع بعض أنظمة المرور والتوصيات والمساحات الخضراء وزيادة خطوط المشاة والدراجات. وأشارت إلى تجربة لندن في إنشاء مناطق انبعاثات منخفضة للغاية، والتي أثبتت انخفاض تلوث الهواء والأمراض التنفسية المرتبطة به في كولومبيا. أما في بوغوتا، فإنهم يقومون بتركيب أسطول من الحافلات الكهربائية بنسبة 100%.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-07-2025 12:04 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |