08-07-2025 02:59 PM
بقلم : د. سالم نايف الكركي
ليس جديدًا على الأردن أن يهبّ حيث تشتعل الأزمات، وأن يقف شامخًا عندما تتراجع الرايات. في زمنٍ تحترق فيه غابات الشمال السوري، برهنت الطائرات الأردنية أن النخوة ليست مجرد كلمة، بل فعل يتغلغل في عروق شعب وجيش وقيادة، ليكتبوا أروع ملاحم العطاء والإنسانية.
حين استعرت النيران في غابات الشمال السوري، وامتدت ألسنة اللهب تحرق الأشجار والقلوب، لم تنتظر الأردن نداءً ولا استغاثة. لم تلتفت إلى الحسابات ولا التوازنات. بل هبّت من تلقاء ذاتها، كما عهدناها دومًا... سبّاقة لا متفرجة، فاعلة لا مترددة.
ليس جديدًا على الأردن أن يقف حيث يتراجع الآخرون، وأن يعلو حيث تنحني الرايات، وأن يُحلّق بنخوته لا ليُرعب، بل ليُنقذ. فالأردن حين يتحرك، لا يطلب التصفيق، بل يكتب سطرًا جديدًا من الكبرياء القومي والشهامة الهاشمية.
طائراتنا الأردنية لم تكن تطارد عدوًا، بل كانت تطارد النار... لم تكن تُسقِط حممًا، بل أسقطت ماءً وخيرًا ورحمة. كما عهدنا طائراتنا دائمًا: حين تُحلّق، تُسقِط كل ما هو خير. كانت تحارب الحريق كما يحارب الشقيق دمعة أخيه، وكما يحرس الفارس جرح الجار قبل أن يلتفت إلى جراحه.
هذا هو الأردن... لا يعرف المنطقة الرمادية في المروءة. لا يقف متفرجًا حين يشتعل الألم في جوار البيت، بل يتقدم بخطى رجالٍ خُلقوا للفعل لا للفرجة، وللنخوة لا للخطابات.
لقد حلّقت النخوة الأردنية فوق تراب سوريا، وقالت للعالم: إن الكرامة لا تموت، وإن الجيرة شرف، وإن القربى دين، وإن الجيش العربي ليس جيش حربٍ فقط، بل جيش إنقاذ، جيش نجدة، جيش لا يرى النار ويصمت.
منذ نشأته، والأردن يُصنع من مواقفه لا من بياناته، ومن أفعاله لا من تمنياته. لا يلوّح بشعارات، بل يقدّم رجالًا. لا يتحدث عن الإخوة، بل يمارسها في الميدان. واليوم، كما بالأمس، يمد ذراعه لأشقائه، لا ينتظر جزاءً ولا شكورًا، بل يفعل ما يليق بتاريخٍ من المجد، وتُرابٍ من الطهر، ورسالةٍ من النُبل.
حمى الله الأردن… قيادةً وجيشًا وشعبًا،
وحمى سوريا من لهيب الفتن وشرّ الاحتراق
سلامٌ على نخوتنا حين تُحلّق،
وسلامٌ على جيشنا حين يصنع المجد لا بالدمار… بل بالنجدة والحياة
وسيبقى الأردن، كما عهدناه، وطنًا لا ينكسر…
يُطفئ اللهب، ويرفع الرأس، ويصنع الفرق.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-07-2025 02:59 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |