بقلم : رولا المغربي
في معارك التاريخ الماضي والمعاصر أثبتت الخيانه انها الأداه التي يتم ضرب العمود الفقري فيها للاوطان فتُشَلّ وتسقط
تُعَرّف العَماله أنها التعاون مع دولة أو جهة أجنبية تُشكّل تهديداً واقعاً او محتملاً للدوله سواء بتقديم معلومات، أو دعم، أو تنفيذ أجندات يتم تسخير عملاء لأجلها.
تُعَدّ الخيانة أعمّ من العمالة، وتشمل أي فعل يُقوّض ويُضعِف أمن الوطن أو وحدته أو يُساعد أعدائه، بِدافع المال، ، الانتقام، أو حتى الجهل.
لا تقتصر الخيانه على الرجال، فهناك نساء اشتهرن بخيانتهنّ لأوطانهنّ ،لكن تختلف اساليب الخيانه النسائيه وادواتها بحسب طبيعة المهمه وحسب تعاون المرأه.
من أشهر العميلات النسائيه التي عرفها التاريخ :
1. ماتا هاري هولندية الهويه: كانت راقصه وممثله مشهوره تم استغلالها كجاسوسه
عاشت فتره لابأس بها من حياتها في فرنسا ارتَبَطَت بعلاقات مع ضباط دول اجنبيه ،تم إلقاء القبض عليها وأُدينَت بتهمة التّجسّس لصالح ألمانيا وأُعدِمَت رمياً بالرصاص في باريس عن عمر يناهز ٤١ عاماً .
٢-كريستين كيلر عارضة ازياء من بريطانيا تسبّبت في فضيحة تجسس.كانت على علاقة بوزير الدفاع البريطاني جون بروفومو وفي نفس الوقت على علاقة بضابط استخبارات سوفييتي، ما اعتُبِر خيانةً أمنِية كبيرة. هزّت الحكومة البريطانية بالكامل وأجبرتها على الاستقالة.لكنها لم تُدان بجريمة الخيانه ،حُكِمَ عليها بالسجن ٩ اشهر قَضَت منها ٦ اشهر .عاشت في ظل الفضيحه وتم اقصاءها اجتماعياً حتى توفّت.
٣- روث فيشرمن ألمانيا، كانت عميلاً مزدوجًا خلال الحرب الباردة،كانت شخصيه سياسيه مثيره للجدل تعمل لصالح الولايات المتحدة، وتنقل معلومات عن الشيوعيين الألمان.لم تُعاقب قضائياً لأنها لم تدان بتهمة الخيانه الرسميه.
بالطبع لم تغِب العماله الأنثويه العربيه لكنها كانت غالباً ما يتم التعتيم عليها بحكم المجتمعات المُحافِظه ،لكن هناك اسماء لازالت تُذكَر كدروس للتاريخ السياسي.
٤- هِبه سليم من مصر، كانت طالبه في جامعة باريس تم تجنيدها من قِبَل الموساد فأقنَعَت خطيبها الضابط المصري(فاروق الفقي) بتسريب معلومات عن مًواقع الصواريخ المصريه، دمّرت اسرائيل مواقع الصواريخ في حرب الاسنزاف،هرَبت هبه الى ليبيا لكن تم اختطافها وإحضارها الى مصر وأِعدِمَت شنقاً حتى الموت عام ١٩٧٤. تم عمل فيلم سينمائي يوثّق القصه بعنوان (الصعود الى الهاويه).
كثير من النساء تم استغلالهن من قبل العدو بطرق نفسية أو عاطفية أو مالية. بعضُهُنّ استُدرِجن عبر المال او التهديد او الظروف الاجتماعيه .في أغلب الحالات، واجهت العميلات أحكامًا مشددة وصلت حدّ الإعدام أو السجن المؤبد. مجتمعاتهنّ غالبًا تبرّأت منهن واعتبرتهن رموزًا للخزي والخيانة.
عادة ما تكون المرأه حلقه ضعيفه سهلة الاصطياد إن كانت جوفاء غير محصّنه . او تتعرض لضغوط اسقاط او ضغوط اجتماعيه واقتصاديه شديدة التعقيد.
لكن اللافت ان الخيانه في جميع الأديان والأعراف والمجتمعات وإن اختَلَفَت ،جميعها يتّفق بالإجماع أن خيانة الأوطان هي الجريمه الوحيده التي تستحقّ الموت دون قبول المبرّرات.
اللهم احفظ اوطاننا وأدِم علينا عين اليقظه والعين التي تحرس ولاتغفل ولا تنام.
رولا المغربي