01-07-2025 12:00 PM
بقلم : د. سالم نايف الكركي
في كل محفل وطني، وحين تُرفع راية الأردن عاليةً خفاقة، يخطر ببالي وجه شابٍ أردنيٍ يحمل شهادةً في يده، وأملًا في قلبه، لكنه يقف على أعتاب الحياة حائرًا:
إلى أين نذهب؟ لماذا لا تُفتح الأبواب كما وُعدنا؟ وكيف يمكن أن نحيا بلا فرصة، ولا أمل، ولا معنى؟
أنا لا أكتب اليوم ناقدًا، ولا محللًا، بل أبًا يحمل الهم، وأستاذًا جامعيًا يرى الأمل في عيون طلابه، ومواطنًا يغار على وطنه، وعلى شبابه الذين هم عماده الحقيقي، وروحه المتجددة.
نعم، شبابنا هم الثروة التي لا تنضب، والعنصر الأهم في معادلة البناء، لكنهم في المقابل، يواجهون تحديات قاسية لا يمكن إنكارها:
• بطالة تقفز فوق أحلامهم.
• مهارات لا تجد أرضًا لتُزرع فيها.
• وبيئة تُثقل كاهلهم بالانتظار والقلق.
في قاعات الجامعات، أرى طلابي متحمسين، مثقفين، مبدعين، يُدهشونني بأفكارهم ونقاشاتهم، لكنهم يسألونني كثيرًا، وبصدق يوجع القلب:
"دكتور، هل هناك مستقبل حقيقي ينتظرنا؟"
وأقف، في كثير من الأحيان، عاجزًا عن الإجابة بما يليق بحماسهم وكرامتهم.
ومع ذلك، لا نملك ترف اليأس.
إن المسؤولية جماعية. الدولة تبذل جهودًا مشكورة في التدريب والتشغيل، وتدعم مبادرات الريادة والعمل الحر، وهناك توجّهات ملكية سامية تُعلي من شأن الشباب، وتؤمن بقدرتهم على التغيير والابتكار.
لكننا بحاجة إلى ما هو أبعد من المبادرات: نحتاج إلى رؤية وطنية شاملة تُعيد رسم العلاقة بين التعليم والاقتصاد، بين الجامعات والميدان.
نحتاج إلى:
• أن تتحدث الجامعات وسوق العمل بلغة واحدة واضحة.
• أن نُراجع تخصصاتنا الجامعية لا على أساس "المعتاد"، بل وفق حاجات السوق ومتطلبات المستقبل.
• أن نُعيد للشباب ثقتهم بأنفسهم أولًا، ثم بمؤسساتهم، ثم بمجتمعهم.
لقد علّمنا جلالة الملك عبد الله الثاني أن الإنسان الأردني هو جوهر التنمية، وأن الشباب ليسوا عبئًا، بل هم الفرصة الذهبية إذا أحسنّا توجيهها واستثمارها.
فلتكن المرحلة القادمة مرحلة أبواب تُفتح لا تُغلق، وقرارات تُنفَّذ لا تُعلَّق، ومبادرات تُحتضَن لا تُؤجَّل.
إلى كل شاب أردني يقرأ هذه الكلمات:
أنت لست وحدك. وطنك معك. ومهمتنا جميعًا أن نُعيد فتح الأبواب.
ثق بنفسك، وتمسّك بأملك، واعلم أن المستقبل لا يُوهَب… بل يُصنَع.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-07-2025 12:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |