حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,4 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4131

العشي يكتب: السياحة في الأردن .. كنز وطني ومورد اقتصادي واعد

العشي يكتب: السياحة في الأردن .. كنز وطني ومورد اقتصادي واعد

العشي يكتب: السياحة في الأردن .. كنز وطني ومورد اقتصادي واعد

29-06-2025 10:51 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الإعلامي الدكتور محمد العشي
يمثل قطاع السياحة في المملكة الأردنية الهاشمية ركيزة محورية من ركائز الاقتصاد الوطني، ونافذة حضارية تعكس الوجه المشرق للأردن، بتاريخه العريق، وتنوعه الجغرافي، وثقافته المتجذّرة في عمق المشرق العربي.

ورغم ما واجهته السياحة العالمية من تحديات خلال السنوات الأخيرة، لا يزال الأردن يحتفظ بمكانته كوجهة آمنة، أصيلة، وثرية بالتجارب التي تجمع بين عبق الماضي وحداثة الحاضر.

يتميّز الأردن بتنوّع فريد في أنماط السياحة، حيث يستطيع الزائر أن ينتقل في ساعات من صحراء وادي رم ذات الطابع الصحراوي العالمي، إلى أجواء البحر الميت، أخفض نقطة على سطح الأرض، أو يتجه شمالًا إلى جبال عجلون وغاباتها، ثم يحط رحاله في أحد الأسواق التراثية في وسط العاصمة عمان، أو في مدينة البتراء، إحدى عجائب الدنيا السبع.
هذا التنوّع الطبيعي، المصحوب بإرث تاريخي وحضاري غني، يجعل من الأردن تجربة متكاملة للسائح الباحث عن المعنى، والمتعة، والسلام الداخلي.

السياحة الثقافية والأثرية هي من أبرز ملامح الهوية الأردنية، إذ تزخر المملكة بمواقع تاريخية ذات قيمة إنسانية كبرى، أبرزها البتراء، جرش، أم قيس، الكرك، مادبا، والمغطس. كما تحتضن مواقع دينية ذات أهمية عالمية، تمثل نقطة التقاء للديانات السماوية.
وتكتمل الصورة بالجوانب الحديثة من السياحة، كالأنشطة البيئية في المحميات الطبيعية، وسياحة المغامرة، وسياحة المؤتمرات، والسياحة العلاجية، التي جعلت من الأردن مقصدًا موثوقًا للآلاف من الباحثين عن خدمات طبية عالية الجودة ضمن بيئة صحية وطبيعية جاذبة.

ويأتي عنصر الأمن والاستقرار كعامل حاسم في جذب الزوار، حيث يتمتع الأردن بسمعة راسخة كبلد آمن وسط منطقة تعجّ بالتحديات. وقد ساعد هذا الاستقرار في تعزيز ثقة السائح، إضافة إلى ما يتمتع به المجتمع الأردني من كرم ضيافة، ووعي ثقافي، وتسامح ديني يجعل الزائر يشعر أنه بين أهله.

ورغم ما تحقق، لا تزال هناك تحديات تواجه القطاع، من أبرزها الحاجة إلى تطوير أدوات الترويج الخارجي، وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية لبعض المناطق ذات الإمكانات السياحية غير المستغلة، إضافة إلى ضرورة دعم الكوادر البشرية العاملة في القطاع، وتحديث برامج التدريب لتواكب المستجدات العالمية في مجال الضيافة والسياحة المستدامة.

ومع ذلك، فإن ما يميّز الأردن في هذا السياق هو وجود إرادة سياسية واضحة لتطوير القطاع السياحي، وتوجيهات ملكية دائمة بتعظيم الاستفادة من هذا المورد الوطني. وقد شهدت السنوات الأخيرة خطوات ملموسة في مجال التسويق الرقمي، والتعاون مع منصات إعلامية ومؤثرين عرب وأجانب، فضلًا عن المشاركة في معارض السياحة الدولية.

إن السياحة في الأردن ليست مجرد نشاط اقتصادي، بل هي رسالة ثقافية وإنسانية، تعكس روح الشعب، وجمال المكان، وصدق الانتماء. إنها فرصة لتقديم الأردن كما هو: بلد يحترم زوّاره، ويصون تراثه، ويسعى إلى مستقبل أكثر إشراقًا.
ولذا، فإن دعم هذا القطاع لا يقتصر على المؤسسات الرسمية، بل هو مسؤولية جماعية يتشارك فيها الإعلام، والقطاع الخاص، والمجتمع المحلي، من أجل صناعة تجربة سياحية تليق بتاريخ الأردن وتطلعاته.











طباعة
  • المشاهدات: 4131
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-06-2025 10:51 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم