بقلم : المحامي محمد عبدالحميد المجالي
وفي الجانب الآخر لهم تاريخ أقوى في الهزائم والإنتكاسات لكن الظاهرة المقلقة والتي تطورت بشكل ملحوظ حالياً هي ظاهرة الشعور بالهزيمة نيابةً عن الآخرين يشعر كثير من العرب اليوم بمرارة الهزيمة نيابةً عن إيران، وكأنها هزيمة عربية خالصة. وحتى لو كان السبب هو وجود عدو مشترك، فإن إيران نفسها لم تكن أقل عداوةً للدول العربية والمجتمعات العربية من هذا العدو الذي تحاربه فكلا طرفي الحرب الدائرة مارس كل أنواع الإجرام والقتل والتدمير
نحن نبحث عن أي دولة أوكيان ينتصر نيابةً عنا فإذا إنهزم ذرفنا دموع الخيبة والإنكسار ومارسنا كل طقوس اللطم
كثير من العرب يمارس كراهية أمريكا مثلاً نيابةً عن اليابان بحجة قنابل هيروشيما وناغازاكي مع أن إستطلاعات الرأي في اليابان تقول أن شعبهم يعتبر النموذج الأمريكي الأقرب لهم وأنهم تجاوزوا تلك المرحلة وأنتقلوا لمرحلة البناء والعمل الجاد بعيداً عن سردية اللطم العربية .
نحن لاننتصر لكن نطمح في أن ينتصر غيرنا نيابةً عنا ونتجرع مرارة الهزيمة ونوغل صدورنا بالكراهية نيابةً عن الطرف المهزوم وقد يتجاوز هو تلك المرحلة أما نحن فلا والف لا
قد يطمح جزء من الشعب الإيراني مثلاً لتغيير النظام عندهم لكن بني يعرب سبناصبونه العداء ويبكون على النظام نيابةً عنه ونمارس أقصى درجات الشتم والتخوين لأننا فقط قفدنا من سيحارب نيابةً عنا الحمد لله أن من يسيطرون على المشهد العربي ويختطفون وعينا وعقولاً (غصباً عنا) لم يحضروا حرب الإكوادور مع البيرو وإلا لألفوا فيها الأشعار والمقامات ولأحتكروا المشهد كما هو اليوم فإن لم تلطم وتنوح مثلنا فأنت خائن جبان وفقاً للمنهج الفرعوني إن أريكم إلا ما أرى فلا يجوز لك التفكير ولا الحديث نحن نفكر عنك وننوب عنك وننيب غيرنا في الحرب نيابة عنا وأصارحكم أنني أكره الإنابة في كل شيئ حتى في عملي كمحامي والإنابة في الحضور متصورة وطوال ستة عشر عاماً من شغفي وحبي وممارستي لمهنتي لم أمنح إلا إنابتين فقط ولظرف خاص جداً أحب أن أقوم بعملي بنفسي وأبغض الإنابة لذا فإنني بالضرورة أبغض أنصار من يريدون للغير أن ينتصر نيابةً عنا ويحتكرون المشهد الآن بكل صلف وغباء وإن كان جزء بسيط منهم طيبون لكن الله تعالى سيسألهم عن عقولهم التي منحهم إياها لماذا لم يستخدموها طوال حياتهم.
المحامي محمد عبدالحميد المجالي