22-06-2025 11:31 AM
بقلم : د. ذوقان عبيدات
تم اعتماد الحادي والعشرين من شهر حزيران عيدًا عالميًا للأب. تم ذلك سنة ١٩٠٩، وهذا يعني أنه ليس ردّ فعل لعيد الأم، بمقدار ما هو تقدير لدور الأب في المجتمع.
فماذا يعني تكريم الأب؟
هل يكرّم أحد بسبب دوره البيولوجي؟ وهل له فضل في ذلك؟ بل نسأل: لماذا نكرم الشجرة؟ ولماذا خصصنا لها عيدًا سنويّا؟ هل نكرمها لذاتها، أم لتوجيه الانتباه إلى أهميتها؟
طبعًا لا أحد ينكر دور الأب وأهميته، لذلك، فإن تكريمه يعني زيادة الاهتمام به، وتنمية مهاراته،
وقيمه، وأخلاقه!
اقترحت طفلة أمريكية تكريم والدها لرعايتها، وإخوانها بعد وفاة والدتها! وحتى هذه الحادثة هي جزء من وظيفة أب أنجب أطفالًا ماتت والدتهم!
إذن! ما معنى عيد الأب؟
(١)
ازدحام الأعياد باللاأعياد!
نمرّ نحن العرب، والأردنيين بأعياد متنوعة؛ ففي الأردن مثلًا تزامنت أعياد الاستقلال والجيش،
وأحداث غزة، وعيد الأضحى، وعيد المنتخب، وتوترات سورية، ولبنان، وعدوان إسرائيل على إيران، والجدل الدائر حول ضرورة وقوفنا إلى جانب إيران! ومدى سلامة موقفنا أفرادا، والجدل المستتر حول الدور العربي الغائب، أو الصامت! ولذلك جاء عيد الأب عيدًا باهتًا، مرّ ولم يكد أي منا يشعر به! هل هو قصور من الأمهات للانفراد وحدهن بالعيد؟؟؟ أم ليس بمتسع لعيد لدى أي أردني! فالأردنيون مثقلون بهموم عربية في مقدمتها لماذا تتمادى إسرائيل على التاريخ العربي والإسلامي، ولا رادّ لها.
(٢)
مجلس إدارة الأسرة
عيد الأب فرصة لتصحيح دور الأب السيادي، وتوزيع السيادة على جميع أفراد الأسرة، وتحمّل مسؤوليات أعبائها الاقتصادية والإدارية، وتقاسم النفوذ، والسلطة بين الجميع!
في عيد الأب تجدر الدعوة لتأسيس مجلس إدارة الأسرة، حيث يجتمع المجلس دوريّا ، وبرئاسة دورية تشمل جميع أعضاء الأسرة، وتتخذ القرارات بالاتفاق العام داخل الاجتماع .
إن مجلس إدارة الأسرة يعكس رقيّ الأب، وتفهّمه لدوره الجديد.
(٣)
الأب الراقي!
الأب ليس مجرد وظيفة بيولوجية، يختلف فيها عن الأم! الأبوة هي مسؤولية، تمارس عبر سلوك ديموقراطي تشاركي، تختلط فيه الأدوار، ويتم تبادل أو الأعباء المالية والمنزلية، والاجتماعية! وتشاركها.
الأب الراقي هو عضو في مجلس إدارة الأسرة، وليس زعيمًا مطلقًا لها!
دور الأب هو المساعدة في بناء الأسرة، وتنشئتها، وإكساب أعضاء الأسرة أخلاقيات تساعدهم في بناء أسرهم القادمة! فالأسرة الديموقراطية تنشىء أسَرًا ديموقراطية مستقبلية، لا تشويه فيها، ولا تنميط!
(٤)
تهنئة في عيد الأب!
على الرغم من أن الأردنيين لديهم أغانٍ عن مدنهم، وعن الجوازات، وإدارة الجمارك ، وربما نشهد أغاني لمؤسّسات أخرى، وشركات كالبوتاس، والفوسفات، ومصفاة البترول، لكنهم يفتقرون إلى أغانٍ للأمهات والآباء!
ربمًا، كان ذلك خيرًا، فلا نتقن سوى ترضية المسؤولين!
فهمت عليّ جنابك؟!!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-06-2025 11:31 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |