حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,15 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4268

د. سالم نايف الكركي يكتب: وراء كل نجاح .. تضحيات لا تُنسى

د. سالم نايف الكركي يكتب: وراء كل نجاح .. تضحيات لا تُنسى

 د. سالم نايف الكركي يكتب: وراء كل نجاح ..  تضحيات لا تُنسى

14-06-2025 11:49 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. سالم نايف الكركي
نكتب في الدين، ونجادل في السياسة، ونتفلسف في الإدارة، ونُحلل الواقع ونتسابق على التنظير، ونرتّب الكلمات في المؤتمرات والمقالات... لكننا ننسى، أو نتناسى، أن أعظم الإنجازات لم تُصنع بالكلمات وحدها، بل على أكتاف من ضحّوا بصمت، ومن صبروا في الظلّ ليُضيء طريقنا إلى القمّة.
ننسى أن وراء كل رجلٍ بلغ طريقه، أبًا حمل الهمّ بصمت، وأمًّا سهرت، وزوجةً صبرت، وأبناءً انتظروا بصبر. ننسى أن النجاح الذي نحتفل به، ما كان ليولد لولا تضحيات خفية، وجهود لا تُرى، وأرواح شاركتنا الهمّ قبل أن تتذوق معنا الفرح.

الأب... اليد التي لم تتأخر، والخطى التي سبقتنا

الأب هو أول من فتح لنا الطريق، حتى قبل أن نفهم إلى أين نمضي. خرج في الصباحات الباكرة، وعاد يحمل على كتفيه تعب الأيام، لكنه لم يتذمر. ضحّى براحته، وأمنياته، واحتياجاته، كي نحيا حياة كريمة، ونمشي بخطى واثقة نحو مستقبلنا. في كل مرة نُحقق فيها إنجازًا، هناك لمعة فخر في عين أب، وهناك دعاء خفي نبع من قلبه قبل أن ينطق به، وهناك يدٌ امتدّت لتسندنا حين كدنا نسقط. الأب لا يسأل عن مقابل، ولا ينتظر مديحًا، لكنه يستحقه كل لحظة، فهو الحائط الذي احتمينا به، والسقف الذي ظلّل أحلامنا بصبرٍ صامت.

الأم... جذر الحكاية وبداية الطريق

الأم هي أول من آمن بنا، حتى قبل أن نعرف أنفسنا. سهرت الليالي في صمت، وقدّمت لنا الحب دون مقابل. ضحّت براحتها، وساعات نومها، وصحتها، كي نكبر وننهض ونقف على أقدامنا.
في كل مرة نُحقق فيها إنجازًا، هناك دمعة فخر في عين أم، هناك دعوة صادقة رفعت يدها بها في السّحر، وهناك قلب ما زال يخاف علينا وكأننا لم نكبر بعد. الأم لا تنتظر شكرًا، لكنها تستحقه كل يوم.

الزوجة... الشريكة الحقيقية في النجاح

وراء كل رجل ناجح، تقف امرأة محبة وصبورة، ليست فقط شريكة حياة، بل روح تسكن القلب وتضيء الدرب. الزوجة ليست فقط من تُشاركك البيت، بل هي من تشاركك الأحلام والأمل، تحمل أعباء الأيام وتقلباتها بابتسامة لا تفارق وجهها، وتُواسيك عندما تثقل بك ضغوط العمل ومتاعب الحياة.
بيدها الحانية تزرع الحب في قلوب الأبناء، وبحنانها تُحافظ على دفء البيت واستقراره، معك تبني أجمل الأحلام التي تُكتب بأفعالها لا بأقوالها.
كم مرة ضحّت بصمتها لتُهديك لحظات سلام تسمح لك بأن تكتب فصول نجاحك؟ وكم مرة أخفت تعبها وأحلامها حتى لا تثقل كاهلك؟ هي ليست فقط زوجة، بل هي الحب الحقيقي الذي يمنحك القوة ويُشرق حياتك بأجمل الألوان.

الأبناء... صغار في السن، كبار في التأثير

الأبناء قد لا يدركون ماذا يعني العمل أو الترقية أو السهر، لكنهم يشعرون. يشعرون حين تغيب كثيرًا، وينتظرونك على أمل أن تُمسك أيديهم قليلًا. حين تنجح، تلمع أعينهم فخرًا، وحين تُخطئ، يبقون يحبونك كما أنت.
تضحياتهم غير مرئية، لكنها صادقة. حرمانهم من وقتك، من لحظات اللعب، من حضنك في بعض الأيام… هو ثمن يدفعونه بصبر لا يتكلم، لكنه يؤثر فيك من الأعماق.

كلمة أخيرة…

النجاح ليس مجرد لقب يُكتب أمام الاسم، ولا منصب يُنادى به في الاجتماعات. النجاح الحقيقي هو أن تصل دون أن تنسى من كان السبب في وصولك. أن تُدرك أن هناك من أعطاك من عمره ليكبر حلمك.
لأبي الذي رحل جسدًا وبقي أثره في كل خطوة، ولأمي التي لم تفقد يومًا إيمانها بي، ولزوجتي التي صبرت وآمنت، ولبناتي اللواتي منحنني سببًا لأستمر… شكرًا لا يكفي. لو استطعت أن أُهديكم كل إنجاز، لفعلت. أنتم الأصل، وما عداكم تفاصيل تمضي.











طباعة
  • المشاهدات: 4268
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-06-2025 11:49 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم