سرايا - يوم عرفات يحمل مشهدًا روحانيًا فريدًا على أرض عرفات، حيث يقف الحجاج في أجواء مهيبة تتكامل فيها الخدمات والتنظيم ضمن رؤية المملكة 2030 لخدمة ضيوف الرحمن.

في التاسع من شهر ذي الحجة، تتجه أنظار المسلمين إلى مشعر عرفات، حيث يقف ملايين الحجاج في مشهد تعبّدي مهيب، يجمع بين السكينة والانعتاق الروحي. وتتوحد الدعوات وتتلاشى الفوارق، في لحظة تصفها القلوب بأنها لا تُشبه سوى عرفات.

أبرز تفاصيل يوم عرفة 2025

يقع مشعر عرفات على بُعد نحو 18 كيلومترًا من المسجد الحرام، و10 كيلومترات من مشعر منى، و6 كيلومترات من مشعر مزدلفة. وهو الركن الذي لا يتم الحج بدونه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة».



يمتد المشعر بطول وعرض ميلين، وتحيط به جبال تشكّل قوسًا طبيعيًا، ويُحظر فيه المبيت أو الإقامة الدائمة، وينحصر وقت الوقوف فيه من بعد زوال شمس يوم التاسع حتى فجر اليوم العاشر من ذي الحجة.


المكانة التاريخية لعرفات

عرفات ليس مجرد موضع مكاني، بل يحمل بعدًا تاريخيًا وروحيًا عميقًا، إذ شهد خطبة الوداع التي ألقاها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأعلن فيها أسس العدالة وحقوق الإنسان، مكمّلًا بها رسالة الإسلام، كما ورد في الآية الكريمة: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا}.

يتجلى في عرفات مشهد إنساني عظيم، حيث يقف الجميع بلباس موحد وقلوب متوجهة إلى الله، تلهج بالدعاء والتضرع. وعلى مرّ العصور، واجه الحجاج تحديات التنقل والطقس والمبيت، قبل أن تشهد البنية التحتية تطويرات شاملة خلال السنوات الأخيرة.


كيف تستعد السعودية ليوم عرفات ضمن رؤية 2030؟

تأتي هذه التحسينات ضمن مستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية 2030 من خلال توفير أفضل سبل الراحة للحجاج. وقد نفّذت شركة "كدانة" مشروع تظليل ساحة مسجد نمرة على مساحة 85 ألف متر مربع باستخدام 320 مظلة و350 عمود رذاذ، بالإضافة إلى تشجير المنطقة، وتظليل 60 ألف متر مربع من مسارات المشاة عبر مراوح رذاذ لتخفيف حرارة الجو.


تشمل التحسينات تجهيز مستشفى جبل الرحمة وعدد من المراكز الطبية، بالإضافة إلى فرق إسعافية موزعة على أنحاء المشعر. وتم تفعيل أنظمة مراقبة ذكية، وتقديم خدمات ترجمة فورية لخطبة عرفة بـ34 لغة، مع تطبيقات إلكترونية تسهم في تنظيم حركة الحجاج.


جبل الرحمة ومسجد نمرة: معالم بارزة في عرفات

يتوسط المشعر "جبل الرحمة"، والذي يُعرف أيضًا بـ"جبل الدعاء" و"جبل الموقف"، نظرًا لما يشهده من مشاهد خشوع ودعاء عند قمّته. ويعد مسجد نمرة من أبرز المعالم، حيث يتسع لأكثر من 350 ألف مصلٍّ يوم عرفة، ويمتد على مساحة 110 آلاف متر مربع، ويضم 6 منارات و3 قبب، و64 بابًا رئيسيًا.


يخدم المسجد أكثر من 610 مكيفات، و59 وحدة فريش إير، و185 مروحة رذاذ، و72 كاميرا مراقبة داخلية وخارجية. كما يشمل 700 دورة مياه للرجال و300 للنساء، ويعمل فيه 176 فنيًا وعاملًا خلال موسم الحج، وقد شهد المسجد مؤخرًا تطويرات شملت تهيئة الساحات الخلفية بتكلفة تجاوزت 3 ملايين ريال، ومشروع سقيا الحجاج بقيمة تفوق 2.2 مليون ريال.

• إقرأ أيضاً : أكثر من مليون ونصف مسلم يبدأون مناسك الحج وسط حرارة عالية وإجراءات مشددة
• إقرأ أيضاً : اليابان تضع قواعد جديدة لاختيار أسماء الأطفال