بقلم : علي محمد الدراوشة
شهدت المدينة الوردية وصحراء رم في التاسعِ والعشرين من آيار حفلاً موسيقيًا ضخمًا ، وضّمَ هذا الحفل أكثر من ٢٠٠٠ شخص من جنسياتٍ مختلفة حول العالم ، ويُذكر أن هذا الحفل أُقيم تحت مظلة مهرجان "مدنيا".
وإنْ صحَّ التعبير فهو لم يكن حفلاُ موسيقيًا ... بل كان مشهدًا مروعًا من الأنحطاط الأخلاقي ممزوجًا بالرذالة، حيثُ تجسدت كافة مظاهر الخزي والعار في هذا الحفل من أجسادٍ عارية تتمايلُ على إيقاعٍ ورجال يتارقصون مع النساء بلا استحياء وكلماتٍ تنبعثُ من الأفواه كالعفن.
كل شيء في هذا الحفل كان متآمرا على الإحترام والنقاء، لا شيء يشبهُ عاداتُنا وتقالِيدُنا ، فالتاريخ يقولُ لنا أن هذا المكان لم يكُنْ يوما ما مكانًا لاحتواء الخزي والعار لكن ما شهدناهُ كان عكس ذلك.
المدينة الوردية ووادي رم ليست أسماء على الهامش ولا رُقع جغرافية فحسب بل هي مواقع تاريخية تضم الإرث والحضارة ولها قدسيتها ومكانتها الرمزية والحضارية.
ما شهدناهٌ ليسَ مألوُفًا، لكنَّ المألوف هو التصاريح والأذونات التي تُمنح لإقامة مثل هذه الحفلات المُخزية جملةً وتفصيلا ، فقد شهدنا قبل ذلك العديد من المشاهد التي اساءت للمدينة الوردية وحطت من مكانتها.
وفي هذا الصدد يثور لدينا تساؤل مفادُه :
أين دور الأجهزة المختصة في الرقابة على مثل هذا المهرجانات ؟؟ ( ولا احنا بس يوقع الفاس بالراس بنبلش نشكّل لجان لتقصي الحقائق حتى نعرف الحقيقة)
لكن يبقى التساؤل الأبرز والأهم هل ستخرج حكومتنا بقرارات تمنع إقامة مثل تلك الحفلات ومن سيتحمل مسؤولية هذا الحفل المشين؟؟؟
ننتظر الاجابة.