حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,29 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4332

النائب فراس القبلان يكتب: الأردن وفلسطين .. عبء العروبة في زمن الصمت العربي

النائب فراس القبلان يكتب: الأردن وفلسطين .. عبء العروبة في زمن الصمت العربي

النائب فراس القبلان يكتب: الأردن وفلسطين  ..  عبء العروبة في زمن الصمت العربي

28-05-2025 09:18 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : النائب فراس القبلان
لم تكن فلسطين يومًا مجرد قضية حدود أو أرض محتلة بالنسبة للأردن، بل كانت – وما زالت – جوهر الانتماء، وصُلب الرسالة، ونبض الهوية.

فمنذ تأسيس الدولة الأردنية، لم تُبْنَ سياستها على مصالح ضيقة أو حسابات آنية، بل قامت على فكر عروبي قومي أصيل، يرى في فلسطين امتدادًا للروح، وفي القدس عهدًا لا يُخان.

الأردن، حمل لواء القومية العربية منذ تأسيسه ، فكان جيشه منذ اللحظة الأولى يُعرف بـ”الجيش العربي” لا الجيش الأردني، في دلالة واضحة على أن حدوده لا تقف عند جغرافيته، بل تمتد حيث يكون الحق العربي مهددًا، وحيث تكون الكرامة منقوصة .

الهاشميون… حُماة القدس لا أصحاب شعارات

لم تكن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس مجرّد شرف رمزي، بل مسؤولية تاريخية متجذرة، حَمَلها الهاشميون بكل ثبات وإخلاص.

ومنذ أكثر من قرن، تعاقبت مبادرات الترميم والدعم والرعاية للمقدسات، واستمرت الجهود الدبلوماسية في المحافل الدولية، لوقف محاولات تهويد المدينة وتغيير طابعها العربي والإسلامي.

جلالة الملك عبد الله الثاني، بصفته صاحب الوصاية الهاشمية، لم يترك مناسبة إقليمية أو دولية إلا وجعل من القدس عنوانًا رئيس في خطاباته، مؤكدًا أن هذه القضية ليست موضوعًا للتفاوض أو المساومة.

غياب التنسيق العربي… ومضاعفة العبء الأردني

لكن الأردن، في وفائه للقضية، لم يجد من العرب تنسيقًا على مستوى التحديات، ولا دعمًا يُوازي حجم التضحيات.

فبينما كانت عمان تفتح ذراعيها للاجئين وتقدم الدعم السياسي والمعنوي للفلسطينيين، كان التنسيق العربي – في كثير من اللحظات الحرجة – غائبًا أو باردًا أو حتى معطلاً.

هذا الغياب لم يترك الأردن وحده في مواجهة الاحتلال فحسب، بل حمّله أيضًا أعباء اقتصادية واجتماعية متزايدة ، فتراكمت عليه الضغوط، وارتفعت نسب البطالة والفقر، دون أن يتنصل من مواقفه، أو يبيع مبادئه، أو ينسحب من خندق الكرامة العربية.

هل نتخلى حين يتخلى الآخرون؟

في هذا المشهد المؤلم، تتردد الأسئلة على لسان الأردنيين:
هل نُغلق الباب على القدس و نُسلِّم الراية حين تسقطها أيدي الآخرين؟
لكن الإجابة، التي باتت من ثوابت الدولة الأردنية، واضحة مطلقة : لا.

فالأردن ليس دولة تبحث عن دور، بل دولة تحمل رسالة ، والقدس ليست ورقة سياسية في يد الدبلوماسية الأردنية، بل عهدٌ ديني وتاريخي، وموقف قومي لا يُنتقص.

الهوية الوطنية الأردنية… عمقها العروبة لا التنازع

وسط هذه التحديات، تظهر بين الحين والآخر محاولات للتشكيك في وحدة الهوية الأردنية، تحت عناوين ضيقة لا تُعبّر عن حقيقة المشهد .لكن الحقيقة أن الهوية الأردنية، بما تحمله من تنوع اجتماعي وامتداد قومي، لم تُبنَ على الانغلاق، بل على الشراكة في المصير.

ومن يحمل القدس في قلبه، ويناصر فلسطين، ويؤمن بعدالة الأمة، فهو أردني بالمعنى الأعمق من مجرد الجنسية.

نهاية القول… لسنا من “القاعدين”

حين قال بنو إسرائيل لنبيهم:
“اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون” كانوا يتخلون عن مسؤوليتهم أمام الله والتاريخ لكن الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الحر، لم يكن يومًا من القاعدين، بل من المقاتلين في ميادين الكرامة، والكلمة، والموقف، والدعم، والبناء.

وإذا كانت العروبة قد خانت بوصلتها في لحظات، فإن الأردن ما زال ممسكًا بها، ويدفع ثمن ذلك… لكنه يدفعه بفخر،لكن الوفاء، حين لا يُقابله سند، يتحول إلى نزيف ، والثبات، في ظل الانهيار من حوله، يتحول إلى عزلة مكلفة .

الأردن لا يطلب جزاءً ولا شكورًا… لكنه، بكل وجع، يستحق أن لا يُترك وحيدًا في ساحة الشرف .


رئيس لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية النائب فراس القبلان











طباعة
  • المشاهدات: 4332
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-05-2025 09:18 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم