26-05-2025 01:14 PM
بقلم : يحيى الحموري
بكل ما أُوتيتُ من حروفٍ مشتعلة، ونبضٍ غاضب، ووجدانٍ مثخنٍ بالجراح، أكتب…
لا أكتب حبراً، بل أكتب دماً، أكتب صرخة طفلٍ من تحت الركام، وأكتب دمعة أمٍّ علقت على شرفة الغروب، تودّع فلذة كبدها بلا نعش ولا كفن… أكتب لأُدين، لا لأُبين فقط… أكتب كي تهتزّ الأرض تحت أقدام قتلة الأنبياء ومرتكبي المحارق اليومية في غزة الحبيبة.
يا من تتباكون على محارق التاريخ وأنتم تصنعون محرقة كل صباحٍ ومساء، بأي وجهٍ تتحدثون؟
تبكون على “الهولوكوست” وتُسرفون في عدّ ضحاياه، بينما في غزة، الهولوكوست يتكرر حيّاً مباشراً على الهواء… تشعلونه بطائراتكم وصواريخكم، وتحتفلون بعدد من قتلتم، وتفاخرون بجثث الأطفال كما يفاخر الجزار بعدد الخراف المذبوحة في عيدٍ دمويٍّ قذر!
تصرخون من معاداة السامية، وأنتم أمّ المعاداة للإنسانية كلّها!
هل بقي جنس أو عرق أو دين لم يذق من خبثكم شيئاً؟ هل سلم من حقدكم حجر أو شجر أو بشر؟ تتوسلون العالم بحجة السامية، وأنتم أحفاد الذين قتلوا زكريا ويحيى، وسعوا لصلب عيسى، وسمموا محمّداً صلى الله عليه وسلم… أنتم معادون لكل نبي ورسالة، ولكل معنى من معاني الرحمة.
تبحثون عن آثار الأنبياء وأنتم قتلتهم، تدّعون وصلاً ببيت المقدس، وأنتم أول الخائنين له!
تسرقون التاريخ، تزوّرون الجغرافيا، تصنعون لأنفسكم جذوراً في أرضٍ لفظتكم منذ الأزل، وتحفرون تحت المسجد الأقصى بأوهامكم بينما أنتم تحفرون قبوركم في وجدان الشعوب الحرة.
يا أبناء تل أبيب، يا صنّاع الموت،
إن الله يُمهل ولا يُهمل،
وإن الشعوب لا تنام، وإن الأرحام التي أنجبت أطفال غزة قادرة أن تُنجب من يمحوكم من الوجود كما تُمحى اللطخة من الثوب الأبيض!
غزة آية في كتاب الكرامة ،في كل بيت شهيد، وفي كل زقاق بطل، وعلى كل جدار قصيدة.
يحاصرونها، لكنها تُحاصر جبنهم بصمودها.
يُحرقون مآذنها، فتصدح من تحت الركام: الله أكبر…
يغتالون أحلام صغارها، لكنها تُنجب أحلاماً أعظم وأشجع كل يوم.
أيها العالم المنافق، أما سئمتَ الصمت؟
أما شبع الإعلام الغربي من الكذب؟
وأما آن لمجلس الأمن أن يخجل من “عدم أمنه”؟
وأما آن للمجتمع الدولي أن يعترف أنه مجتمع المصالح لا الضمير؟
يا أبناء غزة،
أنتم أصحاب الحق، والحق لا يُهزم وإن أُحرق،
أنتم أصحاب الأرض، والأرض لا تنبت إلا أصحابها،
وأنتم ورثة النصر، ولو طال الطريق.
يحيى الحموري
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-05-2025 01:14 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |