24-05-2025 09:14 AM
بقلم : الدكتور فارس العمارات
مع بدايات الصبح الأول لفجر الأردن ومنذ بدايات عشرينيات القرن الماضي، كانت جحافل الميامين من احرار الأردن تحمل السلاح، ومعول البناء لتذود عن الحمى وان كان حينها غضا طريا، عالي الهامة لا يرضى الا بالقمة ،وصغير المساحة الا انها كانت بحجم الكون، والورد ، ارجوان هذا الوطن ، ورؤوس النشامى عالية لا تعرف الانحناء الا لله .سمتها العناد في الحق، لا ترضي بالذل حدائها دائم واهازيج الصباح لا تغفو عنها حناجرها، ولا تغفر ولا تُسامح أي ناعق أو جاحد أو مُتنمر يحاول المساس بجديلة الوطن ، أو يلامس عباءتها الوارفة الظلال على كل اردني قابض على الجمر ، مُحب لوطنه الذي ضمه سنوات طويلة وما بخل عليه .
الجيش كيف ينام، وعيونه شموع يُضيئها، ويد حانية يمدها، وراياته مرفوعة عالية، خفاقة تطاول السحاب سيوفه بتارة لرقاب الاعادي؛ لا يصدها أي حاقد او جاحد للوطن، ما زالت جذوته متوقدة. لم تخبو نارها وينحر كل عتم بسيوف الحق. هامته مسنودة بأعناق الرجال الذين ينقشون ويرسمون اسمه بالدم كل مساء وطالع صبح، لا يعرفون المواربة أو المُهادنة. فزناد البنادق ورصاصها الارواح، تُعاند السُهاد عيونه، وفي قاموسها ان سوق الحرب لا تستوي له بضاعة الا ارواح الرجال.
الجيش كيف ينام وهو رمح في عين كل مُتربص، تستهويه وتساوره مشاهد الانتحار على كل شبر وحد يتفيأ فيها وعليها كل أردني حر شريف، ومهما حاول أي متغطرس ان يشوه صورة الجيش فلن يكون له أي رد سوى انه سيكون في مزابل التاريخ، وستكون بساطير الجحافل قبر له ولا امثاله، ولا قاع ولا غطاء له.
في يوم الجيش .... الجيش العربي ، جيش كل العرب فان التاريخ لن يغفل عن ملاحم البطولات التي سطرها وعلى مدار مائة عام مضت ، شهدت وما زالت تشهد على بطولاته ارض فلسطين ، ففي اللطرون سطر الجيش ورجاله بطولات اسطورية ...لا تزال قبور الشهداء شواهد حية على ما قدموا وكيف كانت بسالتهم ، والذود عن الحوض المقدسي ، وكيف شمخ باب الواد حينما كان النزال بحجم الرجال ، وكيف كان الوطيس يزلزل اقدام المحتل ، ومازال الشيخ جراح يتغنى بما رسمه الرجال ، الرجال ، لوحات بطولية لن تكون الا شاهدة على ما قدمه الجيش ، الجيش الذي يكتوي بنار المعارك ويلقن الاعداء دروس في النصر والصبر والارتقاء بدماء زكية ، لن تكون الا لوحات تعلق على جدارية الوطن ، وعلى جدارية القدس ، لتشهد على فعل هذه الزنود ، فكان وما زال خير مُعين للمشردين والطامعين بالحرية والعدالة والاستقرار ، الذين عاهدوا الله ، فمنهم من ارتقى إلى عليين راضين مرضيين ومنهم من ينتظر يحمل روحه على اكُفه ، لينعم الوطن بعز وليبقى عزيزاً شامخا ًقوياً مهما كانت الصعاب .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-05-2025 09:14 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |