24-05-2025 08:25 AM
بقلم : محمد علي الزعبي
في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، وفي ظل التحديات الاقتصادية والإقليمية المتصاعدة، يبرز اسم دولة جعفر حسان كعنوان للجدية والقدرة على إدارة الدولة بأسلوب مختلف يجمع بين التخطيط العقلاني والتنفيذ الصارم. واليوم، يتقدم الصفوف لا كصاحب رؤية فحسب، بل كقائد ميداني يعيد تعريف مفهوم المسؤولية الحكومية من المكاتب إلى ميادين العمل .
الزيارات المفاجئة التي نفذها حسان إلى المؤسسات الخدمية والمواقع التنموية، أعادت شيئاً من الثقة بين المواطن وصاحب القرار ، وهي خطوة نالت احترام الشارع الأردني، ومن الواضح بانها لم تكن دعائية بقدر ما كانت رسالة واضحة: لا مكان للتقصير، ولا مجال للمجاملة على حساب جودة الخدمات. وقد أسفرت تلك الجولات عن نتائج ملموسة، منها تسريع تنفيذ مشاريع البنية التحتية المتعثرة، وتحسين مستوى الخدمات الصحية في عدد من المحافظات، إلى جانب إطلاق برنامج خاص لدعم البلديات في تحسين الإدارة المحلية وتطوير الأداء الخدمي.
كما أطلق حسان حزمة من الإجراءات التنظيمية التي استهدفت خفض الكلف التشغيلية للمؤسسات الحكومية، وتوجيه الإنفاق نحو مشاريع إنتاجية وتشغيلية. ويُحسب له نجاحه في تقليص زمن إنجاز المعاملات الحكومية الإلكترونية بنسبة وصلت إلى 40%، وفق تقارير رسمية حديثة، ما عزز ثقة المواطن بمؤسسات الدولة.
الرأي العام الأردني، الذي كان متوجسًا في البداية من عودة شخصية ارتبطت بفترات إصلاح مالي صعبة، بدأ يعيد النظر في مواقفه. فالرجل، رغم تاريخه المرتبط بسياسات تقشفية، بات اليوم يقدم نموذجًا متقدمًا في التواصل والاحتواء، متسلّحًا بخبرة واسعة وواقعية سياسية، تراعي حجم الضغوط وتوازن بين الإصلاح والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي.
ما يميز حسان اليوم هو مزجه بين الحزم في الإدارة والانفتاح في السياسة، وبين التركيز على المؤشرات الاقتصادية الكبرى والاهتمام بمطالب الناس اليومية. فقد أدرك أن نجاح الحكومة لا يُقاس فقط بالأرقام، بل بمدى رضا الناس عن أثر السياسات على حياتهم، وهو ما جعله يوجه الجهاز الحكومي لإعادة ترتيب الأولويات بناء على احتياجات المواطن وليس افتراضات المكاتب، شريطة أن تُمنح حكومتهُ المساحة الكافية للعمل بعيدًا عن الضغوط الشعبوية، وأن يستمر هذا النهج القائم على النزول للميدان.
في مشهد سياسي معقد وسياق اقتصادي ضاغط، يقدّم دولة جعفر حسان نموذجًا نادرًا في الإدارة الأردنية: رجل لا يكتفي بإدارة الملفات، بل يعيش تفاصيلها، يتقدّم الصفوف دون ضجيج، ويصنع أثرًا دون أن يسعى للأضواء. حضوره الميداني، وتواصله المباشر، وصرامته المقترنة بالواقعية، كلّها عوامل تعيد تشكيل العلاقة بين الدولة والمواطن على أسس الثقة والاحترام ، وإن كانت التكنوقراطية تُتهم أحيانًا بالجفاف والبعد عن نبض الناس، فإن حسان، بتواضعه العملي وقدرته على الإنصات، يثبت أن الكفاءة إذا اقترنت بالوعي السياسي والالتصاق بالشارع، تتحول إلى قوة تغيير حقيقية ، اذاً هو اليوم ليس فقط رئيس حكومة؛ بل حالة إدارية سياسية تفرض الاحترام، وتمنح الأمل بأن التغيير ممكن إذا ما توفرت الإرادة والرؤية والقيادة التي تتقدم بالفعل لا بالخطاب.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-05-2025 08:25 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |