حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,15 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7883

ماهر أبو طير يكتب: إذا هدموا المسجد الأقصى

ماهر أبو طير يكتب: إذا هدموا المسجد الأقصى

ماهر أبو طير يكتب: إذا هدموا المسجد الأقصى

14-05-2025 09:00 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ماهر أبو طير
إذا كانت اسرائيل تقصف دولا عربية، وتواصل الذبح في قطاع غزة، فمن ذا الذي سيوقفها إذا سمحت لاحقا، سرا او علنا، بهدم المسجد الأقصى خلال الفترة المقبلة.
نحن شعوب لا تدافع عن الحجر، ولا عن البشر، لأن التشاغل بالكلام عن قتل البشر في غزة والضفة الغربية، لم يؤد الى الدفاع عن الحجر بالمقابل، اذا جاز اعتبار الأقصى ابنية حجرية لها قداستها بفعل الموقع والتاريخ والصياغة الدينية للمبدأ.


نحن شعوب عربية واسلامية لا ندافع عن المسجد الأقصى، ونترك المهمة للسوار الاجتماعي المنهك والمرهق في مدينة القدس، وهو سوار في اضعف احواله اليوم.
كل هذه التشظية في بنية الشعب الفلسطيني، من خلال تقسيمه، وارهاقه، وقتله، والتدمير في بنية شعوب جوار فلسطين، واستهداف اهم حاضنات عربية تاريخية، يؤدي الى ذات النتيجة اي عزل المسجد الأقصى عن حمايته المفترضة، لدى شعوب تتفرج على استباحة الأقصى يوميا، دون اي رد فعل، او حتى ذكر لملف المسجد الأقصى، وقد رأينا قبل ايام محاولات ادخال القرابين، مع معرفتنا بأن ما يتعرض له الأقصى، واهل القدس، اخطر بكثير من محاولة ذبح قربان داخل الأقصى.
أسأل نفسي في مرات كثيرة، عما سيحدث اذا صحونا على خبر تفجير الأقصى من الانفاق التي تحته، او حرقه، او تفجيره من الداخل، او حتى فرض التقاسم الجغرافي داخل الحرم القدسي بقانون من الكنيست، او حتى الاعلان عن اقامة كنيس داخل الحرم القدسي، وهل سيكون رد الفعل متأخرا، ام اننا لن نرى سوى المسيرات والمظاهرات والبيانات الرسمية التي تنهمر من كل جغرافيا العالمين العربي والاسلامي، فوق الاسئلة حول الذي سيحدث من رد فعل داخل فلسطين، والاجابات المتخيلة تناقض بعضها، في ظل خريطة الواقع المعقدة جدا.
التحشيد للمسجد الأقصى في العالمين العربي والاسلامي غائب، فلا احد يتحدث عنه في خطبة جمعة، ولا اعلام، ولا مدارس، ولا جامعات، ولا تتنبه له الفعاليات السياسية والبرلمانية والحزبية والاكاديمية، الى درجة ان سياسيا عربيا في جلسة خارج الأردن قال خلال عشاء ان الأقصى مجرد مجموعة حجارة بناها الامويون وهدمه لا يعني شيئا، لأن الأهم هو الموقع الجغرافي، فيما اعادة بناء الأقصى المهدوم امر محسوم، وفقا لرأيه العتيد الذي اتحفنا به خلال العشاء المسموم، والنكد.
إذا صحونا على خبر مؤلم في المسجد الأقصى، فإن علينا لحظتها لوم انفسنا، قبل الاحتلال، لأن المشروع الاسرائيلي، واضح ومحدد ومتدرج ومتسارع، من ناحية دينية وسياسية، وتتويج هذا المشروع سيكون بشطب ما يراه من رمزية اسلامية داخل القدس، في ظل انكشاف الظهر الفلسطيني والعربي امام كل العربدة الاسرائيلية التي تقصف في كل مكان، من اليمن جنوبا، الى سورية شمالا، مرورا ببقية الدول، وما قد نشهده ايضا من تصرفات وسياسات اسرائيلية خلال السنوات المقبلة.
إثارة الكلام حول الأقصى لا يأتي من باب ابلاغ الامانة، او مجرد ابراء الذمة، لكن للاشارة الى تضاعف الاخطار، كل يوم وكل اسبوع، حيث الخط البياني للمشهد في الحرم القدسي، يؤشر كل يوم على وضع اكثر خطورة مما رأينا في وقت سابق.
إدارة الموقف مما يجري في القدس، والمسجد الأقصى، والحرم القدسي، يجب ان تتغير، خصوصا، مع اشتداد الاخطار، خلال هذا العام، والعام المقبل ايضا.











طباعة
  • المشاهدات: 7883
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-05-2025 09:00 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
مع اقتراب انتهاء الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين.. ما هو رأيكم في أداء المجلس حتى الآن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم