حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,15 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7359

ألونسو يستلم إرثا ثقيلا وسط مشاكل تحيط ريال مدريد من كل جانب

ألونسو يستلم إرثا ثقيلا وسط مشاكل تحيط ريال مدريد من كل جانب

ألونسو يستلم إرثا ثقيلا وسط مشاكل تحيط ريال مدريد من كل جانب

14-05-2025 09:16 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - قبل أقل من عام، كان لاعبو كارلو أنشيلوتي في الهواء بملعب "ويمبلي"، احتفالا بتتويج ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة في تاريخه، رقم قياسي جديد يضاف إلى خزائن النادي الملكي.

المشهد تبعه احتفال أنشيلوتي بالرقص مع لاعبيه حول الكأس، التي حصدها للمرة الخامسة في مسيرته التدريبية، ليعزز مكانته كأكثر المدربين تتويجا بلقب البطولة القارية.

كانت احتفالات ريال مدريد آنذاك انعكاسا لناد يسير في اتجاه واحد، بقيادة مدرب مخضرم يتمتع بعلاقة قوية ومتينة مع لاعبيه، وهي العلاقة التي كانت محورا أساسيًا في هذا الإنجاز.

لكن اليوم، تغير كل شيء في مدريد. أنشيلوتي في طريقه لمغادرة النادي من أجل تولي تدريب المنتخب البرازيلي، بينما يستعد لاعب وسط الريال السابق، تشابي ألونسو، لتسلم الدفة.

ألونسو يوشك أن يرث بيئة مختلفة تماما عن تلك التي كانت قبل عام، في ظل تقارير عن خلافات متكررة بين لاعبي الفريق خلال الموسم، من بينها خلاف يعتقد أنه دفع النجم البرازيلي رودريجو لاتخاذ قرار بعدم اللعب مجددا مع الفريق.

عدد من نجوم ريال مدريد انتقدوا زملاءهم علنا خلال الموسم، في وقت شهدت فيه محاولات الدفاع عن لقبي دوري الأبطال والدوري الإسباني سقوطا مدويا.

فقد خرج الفريق من ربع نهائي دوري الأبطال بهزيمة مذلة 5-1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب أمام آرسنال، كما طرد ثلاثة لاعبين من ريال مدريد في مباراة الكلاسيكو ضمن كأس ملك إسبانيا أمام برشلونة، التي خسرها الفريق في أجواء مشحونة.

وجاءت الهزيمة 3-4 أمام برشلونة يوم الأحد الماضي، لتمنح الغريم الكتالوني لقب الدوري عمليا، وتسلط الضوء على هشاشة الفريق الملكي.

ومع اقتراب ريال مدريد من إنهاء موسمه من دون أي بطولة لأول مرة منذ الموسم 2018-2019، لم يكن مفاجئا أن يبدي النادي انفتاحًا أكبر على فكرة رحيل أنشيلوتي. وقد تكون وجهته الجديدة مع منتخب البرازيل بمثابة "مخرج مشرف"، يجنب الرئيس فلورنتينو بيريز اتخاذ قرار الإقالة علنا.

وجاء رحيل أنشيلوتي تتويجا لمفاوضات طويلة بينه وبين الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، استمرت لأكثر من عامين، قبل أن يعلن رسميا عن الصفقة يوم الإثنين.

وكان الإيطالي يمتلك عاما واحدا متبقيا في عقده مع ريال مدريد، لكن رجل الأعمال دييجو فرنانديز، نيابة عن الاتحاد البرازيلي، نجح في التوصل لاتفاق يقضي بانتقاله.

وأصدر الاتحاد البرازيلي بيانا جاء فيه: "يفخر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم بالإعلان عن أن كارلو أنشيلوتي سيكون المدير الفني القادم للمنتخب الوطني البرازيلي".

وأضاف: "أنشيلوتي، أسطورة اللعبة، وأعظم مدرب في تاريخ كرة القدم من حيث عدد الألقاب، سيتولى منصبه رسميا عقب نهاية الموسم 2024-2025 من الدوري الإسباني، استعدادا لانطلاق تصفيات كأس العالم في حزيران (يونيو) المقبل. وتاريخ مباشرته الرسمية للعمل هو 26 أيار (مايو) 2025".

وتابع: "أنشيلوتي سيكون أول مدرب أجنبي في تاريخ السيليساو. هذه اللحظة التاريخية تجمع بين أسطورتين المنتخب الوحيد المتوج بكأس العالم خمس مرات، ومدرب يمتلك سجلا غير مسبوق في بطولات النخبة الأوروبية. يتوجه الاتحاد البرازيلي بجزيل الشكر لنادي ريال مدريد والرئيس بيريز على روح التعاون والاحترام التي أظهروها، ما سهل إنهاء العقد الحالي بطريقة ودية تسمح ببدء هذه المرحلة الجديدة بروح متبادلة من التقدير والتفاهم".

مع استعداده ليصبح أول مدرب أجنبي يتولى قيادة المنتخب البرازيلي، سيكون على أنشيلوتي مهمة ضخمة: إعادة هيبة "السيليساو" وقيادتهم نحو حلم التتويج بكأس العالم للمرة السادسة في صيف العام المقبل.

وقال أنشيلوتي في مؤتمر صحفي أول من أمس: "كرة القدم مثل الحياة، تبدأ وتنتهي. لقد استمتعت كثيرا، ويوم السادس والعشرين (من أيار مايو 2025) سيكون بداية تحد جديد". وأردف: "لم تكن لدي أي مشاكل مع ريال مدريد، ولن تكون. في يوم ما، كان لا بد أن تنتهي هذه المرحلة. حققنا الكثير من الألقاب، وستظل ذكرى ترافقني مدى الحياة. قدمت أفضل ما لدي، والبطولات تتحدث عن نفسها".

ورفض أنشيلوتي تقديم النصائح لخليفته المنتظر تشابي ألونسو، لكنه أثنى عليه بقوله إنه يمتلك "كل الأدوات" التي تجعله مؤهلا لتدريب ريال مدريد.

ومن المتوقع أن يتولى ألونسو قيادة الفريق بداية من كأس العالم للأندية الشهر المقبل، لكن المدرب الإسباني سيكون عليه التحرك بسرعة لحل سلسلة من المشاكل التي لاحقت ريال مدريد طوال الموسم.

أنشيلوتي نفسه سبق وأن تحدث علنا عن هذه الأزمات، التي بدأت منذ فترة الانتقالات الصيفية الماضية.

ورغم نجاح ريال مدريد مؤخرا، في التعاقد مع كيليان مبابي مجانا من باريس سان جيرمان، فإن النجم الفرنسي كان واحدا من صفقتين فقط أبرمهما النادي. الصفقة الأخرى كانت ضمت الموهبة البرازيلية الشابة إندريك.

لكن غياب النجم الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله بنهاية الموسم، ترك فراغا هائلا في قلب وسط الملعب، وأفقد الفريق جزءا كبيرا من سيطرته المعتادة التي امتدت لعقد كامل.

وفي الدفاع، زادت الأزمة بعد رحيل القائد المخضرم ناتشو مجانا، ما حرم الفريق من عنصر خبرة حيوي، خصوصا مع إصابة داني كارفاخال وإيدير ميليتاو بتمزق في الرباط الصليبي، واستمرار معاناة دافيد ألابا مع الإصابات لأكثر من عام.

غياب التعاقدات الدفاعية، وعدم تعويض هذه الخسائر، كان من أبرز النقاط التي انتقدها أنشيلوتي، إذ اضطر إلى توظيف لاعب الوسط فيدي فالفيردي كظهير أيمن في أكثر من مناسبة، ما زاد من حالة عدم الاستقرار داخل الفريق. ورغم الاحتفاء الكبير بصفقة مبابي، فإن رحيل المهاجم خوسيلو الذي كان يُعد بديلا فعالا الموسم الماضي بدأ يذكر في مناسبات عدة.

وعندما خرج ريال مدريد من دوري الأبطال أمام آرسنال الشهر الماضي، أقر الحارس تيبو كورتوا بأن غياب خوسيلو كان مؤثرًا. كما لمح إلى أن وجود مبابي أخل بالتوازن الجماعي للفريق.

وقال كورتوا: "نحن فريق، لكن في بعض الأحيان أشعر أننا نلعب بشكل فردي أكثر من اللازم. عندما يتم مضاعفة الرقابة على فينيسيوس أو كيليان (مبابي)، تنجح الخطة أحيانا، لكن في ثلاث أو أربع محاولات لا تنجح. إذا أردنا الفوز، علينا أن نكون أفضل".

وأضاف: "الفريق الذي واجهناه منظم دفاعيا ويضغط بشكل جيد، وكان من الصعب إيجاد المساحات. لعبنا الكثير من الكرات العرضية، لكننا نفتقد خوسيلو هذا العام مهاجم تقليدي في منطقة الجزاء".

لا شك في أن كيليان مبابي قدم أداء فرديا استثنائيا هذا الموسم، وآخر الأمثلة كان تسجيله ثلاثية في الخسارة 4-3 أمام برشلونة. هذا الهاتريك جعله يتربع على قمة هدافي ريال مدريد في موسمه الأول، محققا رقمًا قياسيا بـ39 هدفا في 52 مباراة بجميع البطولات.

لكن السؤال الأهم الذي ما يزال مطروحا: هل تسببت صفقة مبابي في الإخلال بالتوازن الجماعي داخل ريال مدريد؟

تشير الانتقادات الموجهة إلى خط هجوم الفريق إلى وجود تراجع في الانضباط والجهد الجماعي، وهي الاتهامات نفسها التي لاحقت خط هجوم باريس سان جيرمان حين كان يعج بالنجوم. البعض يرى أن تحسن أداء باريس بعد رحيل مبابي يعزز هذا الطرح، خصوصا إذا توج الفريق الفرنسي بدوري أبطال أوروبا هذا الشهر.

وكانت الهزيمة القاسية 4-0 أمام برشلونة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أثارت الحديث حول عجز أنشيلوتي عن إيجاد التوازن بين فينيسيوس جونيور ومبابي.

وفي استفتاء أجرته صحيفة "أس" الإسبانية، ألقى 53 % من المشاركين (14 ألفا) باللوم على "سوء التخطيط"، فيما وصفوه بموسم مخيب للآمال، في حين حمل 30 % اللاعبين المسؤولية، و17 % فقط وجهوا اللوم لأنشيلوتي.

المدرب الإيطالي اضطر إلى تعديل التشكيلة التي قادت الفريق للنجاح الموسم الماضي، في ظل إصرار أكثر من نجم على اللعب في المنطقة نفسها من الملعب، مع هجوم ثقيل، وخط وسط ودفاع يعانيان.

هذه التعديلات دفعت جود بيلينجهام للتراجع إلى أدوار أعمق، بينما تم سحب رودريجو إلى الأطراف لفتح المجال أمام مبابي في قلب الهجوم. ورغم تألق مبابي تهديفيا، فإن الفريق ككل تراجع.

بيلينجهام أنهى الموسم الماضي كهداف الفريق في الدوري بـ19 هدفا في موسمه الأول المذهل، و23 هدفا في جميع البطولات. هذا الموسم، سجل فقط 13 هدفا ثمانية منها في الليجا.

أما فينيسيوس، فقد تراجع أيضا، وفشل في الفوز بالكرة الذهبية، الأمر الذي دفع ريال مدريد لمقاطعة حفل الجوائز بالكامل.

لكن من تأثر أكثر من الجميع كان رودريجو. اللاعب البرازيلي البالغ من العمر 24 عاما، وبحسب صحيفة "ماركا"، رفض اللعب في الكلاسيكو الأخير الأحد الماضي، ودخل في عزلة داخل منزله احتجاجا على الوضع داخل الفريق.

تشير التقارير إلى أن رودريجو يشعر بالتهميش، بعد تصاعد الاهتمام الإعلامي بمبابي وبيلينجهام، واتخذ قرارا بمغادرة النادي الصيف المقبل.

رغم كونه أحد أعمدة الفريق في المواسم الأخيرة، تم استبعاده من مباريات كبيرة، إذ فضل أنشيلوتي الدفع بثلاثي مكون من فينيسيوس، بيلينجهام ومبابي.

وتفيد "ماركا" أيضا بأن العلاقة بين مبابي وفينيسيوس متوترة، حيث شعر النجم البرازيلي أن مبابي خطف منه دور "الوجه الأول للنادي".

وإضافة إلى ذلك، تصاعدت الانتقادات في الأسابيع الأخيرة داخل غرفة الملابس، وسط تقارير أن اللاعبين يشعرون بأنهم يدخلون مواجهات كبرى دون خطط فنية واضحة وهو ما طرح بقوة بعد الهزيمة أمام آرسنال.

كما أثيرت تساؤلات حول محدودية مشاركة المواهب الواعدة مثل إندريك وأردا جولر. حيث لم يبدأ جولر سوى 12 مباراة في الليجا ودوري الأبطال، بينما شارك إندريك أساسيا مرتين فقط.

كل هذه التحديات تنتظر المدرب الجديد تشابي ألونسو، المرشح لتولي المهمة بعد نهاية حقبة أنشيلوتي.

ألونسو، مدرب باير ليفركوزن الحالي، من المنتظر أن يقود الفريق في كأس العالم للأندية الشهر المقبل، ويشرف على بداية مرحلة انتقالية جديدة داخل "الملكي".

ويبدو أن الاستعدادات بدأت بالفعل، حيث ذكرت تقارير إسبانية أن ريال مدريد توصل لاتفاق مع ليفربول لضم ترينت ألكسندر-أرنولد، ليكون الحل المنتظر في مركز الظهير الأيمن.

وتشير التقارير ذاتها إلى أن إدارة "البلانكوس" تسعى أيضا للتعاقد مع ظهير أيسر ومدافع مركزي قبل كأس العالم للأندية، مع طرح أسماء مثل دين هويسن من بورنموث، وكريستيان روميرو من توتنهام.








طباعة
  • المشاهدات: 7359
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-05-2025 09:16 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم