12-05-2025 11:51 AM
بقلم : أنوار رعد مبيضين
بداية من ينكر دور جلالة الملك عبد الله الثاني في الدعم الإنساني الفلسطيني كنموذجًا إنسانياً على المستوى العالمي ، فليس جاحدا فحسب ، وإنما كافر بكل القيم والمفاهيم الإنسانية الجامعة ، وكل الشرفاء تؤكد أنه وفي خضم الزوابع الإعلامية والتصريحات المتناثرة، ومع تصاعد وتيرة حملات التشكيك الممنهج ضد الأردن وقيادته، تبرز ضرورة العودة إلى الوقائع الثابتة، بعيدًا عن الخطاب الانفعالي أو المزايدات السياسية، للوقوف على دور الأردن – بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني – في دعم القضية الفلسطينية عمومًا، وغزة على وجه الخصوص ، ولقد وثّقت دراسات ومراكز بحثية متخصصة، من بينها ما صدر عن "مركز دراسات الشرق الأوسط"، و"المعهد الملكي للدراسات الدينية"، إضافة إلى تقارير صادرة عن "الصليب الأحمر الدولي" و"أطباء بلا حدود"، حجم ونوعية المساعدات التي قدّمها الأردن على مدى سنوات طويلة، والتي تصاعدت بشكل لافت منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر ، لكن، ما الذي يجعل الدور الأردني مختلفًا عن غيره؟! وللإجابة نقول : علينا أن نتعرف على عطاء الملك الإنسان ، وعلى هذه المبادرات التي تتجاوز قدرة الدولة إلى الضمير الإنساني ، فمنذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي الأخير، تحرك جلالة الملك بتوجيهات إنسانية مباشرة، بعيدًا عن الاستعراض الإعلامي ، حيث أمر بإقامة المستشفيات الميدانية الأردنية داخل قطاع غزة، وتحديدًا في المناطق المنكوبة، ووجه بتأمين طواقم طبية كاملة التجهيز، تعمل تحت أقسى الظروف، وتقدم العلاج يوميًا لمئات المصابين، في وقت تعطلت فيه أغلب المنشآت الطبية داخل القطاع ، لم يكتفِ الأردن بالمجال الطبي، بل أدرك الملك حاجة الناس للغذاء، فأمر بتشغيل مخبز ميداني أردني يُعد اليوم المخبز الوحيد العامل داخل غزة، ويقدّم الخبز بالمجان لعشرات الآلاف يوميًا، في ظل ندرة الطحين وانهيار سلاسل التوريد ، وفي مبادرة تُعد الأولى من نوعها عالميًا، أوعز جلالة الملك بإنشاء جمعية متخصصة لتركيب الأطراف الصناعية، لخدمة ما يقارب 20 ألف فلسطيني فقدوا أطرافهم نتيجة العدوان ، والملفت أن هذه المبادرة لم تخرج على شكل خطاب سياسي، ولم تُحوَّل إلى حملة للترويج لصالح الأردن، بل جرى تنفيذها بشكل فوري ومنظم، عبر أذرع طبية وهندسية تعمل بصمت، وبإشراف مباشر من الملك ، وهنا نجد من حقنا طرح تساؤلات مشروعة أمام موجات التشكيك ، سيما وأنه وسط هذا الجهد الاستثنائي، تُطرح تساؤلات لا بد من التوقف عندها: لماذا يُهاجَم الأردن بهذه الحدة من قبل بعض المنصات والإعلاميين والنشطاء، بينما لم تُوجّه انتقادات مماثلة لدول لم تقدم شيئًا يُذكر، أو قدمت ما لا يكاد يُقارن بالمساعدات الأردنية؟!! و هل التشكيك المستمر بدور الأردن الإنساني يأتي في سياق الضغوط السياسية لفرض مبادرات خارجية – كالمبادرة الأمريكية الأخيرة لتوزيع المساعدات في غزة – بعيدًا عن الدول ذات الحضور الفعلي في الميدان؟! وهل يدرك الرأي العام العربي والدولي أن غالبية المساعدات التي تصل حاليًا إلى غزة، من طبابة وخبز ودواء وأطراف صناعية، تنفَّذ بإشراف مباشر من الدولة الأردنية، ومن شخص جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي اختار أن يبقى في الظل، تاركًا الأثر يتكلم بدلًا عنه؟!! في حين أن هناك العديد من الشهادات من داخل غرف القرار ، شهادات حق ، ومن
العاملين في قطاعي التجارة ونقابة تجار المواد الغذائية، والمتابعين من داخل غرف تجارة الأردن لعشرات القوافل والمبادرات، التي تؤكد – لا من باب الدعاية، بل من باب الأمانة – أن ما قُدّم من مساعدات أردنية لغزة، يتجاوز الأرقام المعتادة، ويتحدى الظروف المستحيلة ، فضلاً عن الكثير من المبادرات التي لم تُعلن للرأي العام، لا لأي هدف ، بل لأن من يقودها لا يؤمن بالمنّ ولا بالترويج ، جلالة الملك الذي لا يُصدر قراراته من حسابات شعبوية، بل من إيمان راسخ بأن ما يقدمه للأهل في فلسطين هو جزء من واجب تاريخي وأخلاقي لا يقبل المساومة ، والعجيب ما يثار من زوابع إعلامية، وقد يُشكَّك في النوايا، لكن الحقائق أقوى من الضجيج ، فما يقدمه الأردن – قيادةً وجيشًا وشعبًا – لغزة هو شرف لا منه ، وعمل لا شعار ، ومن أراد التحقق، فليزر المستشفيات الأردنية في القطاع، أو ليتحدث إلى طفل غزّي يأكل خبزًا من المخبز الأردني، أو ليرى بعينيه الأطراف الصناعية التي تُركّب بلا ضوضاء ، وأن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، اختار أن يكون في صف الإنسان، لا في صف المراهنين على الوقت والدم ، وهذا هو المعيار الذي يصمد أمام التاريخ . ناشطة في حقوق الإنسان على المستوى العالمي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-05-2025 11:51 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |