بقلم : غيث القرالة
في الأول من أيار من كل عام تتوقف عقارب الزمن برهة لنقف إجلالاً لليد التي تبني وللعرق الذي يسقي جذور الاقتصاد وللصبر الذي يحول التحديات إلى فرص إنه عيد العمال اليوم الذي يكرم فيه العالم أولئك الجنود المجهولين في المصانع والحقول والمكاتب والمواقع الإنشائية الذين ينهضون كل صباح ليبقى الوطن واقفاً شامخاً.

عيد العمال ليس مجرد مناسبة رمزية بل هو محطة تأمل في واقع العمل والعمال وفي السياسات التي تنظم حياتهم وتضمن كرامتهم ففي زمن التحولات الاقتصادية والتكنولوجية يواجه العامل تحديات جديدة تتمثل في أتمتة الوظائف وغياب الأمان الوظيفي وتفاوت الأجور وهنا تبرز مسؤولية الحكومات والنقابات والقطاع الخاص في تطوير بيئة العمل وتحديث قوانين العمل،د وتوفير التدريب والتأهيل ليبقى العامل قادراً على المنافسة والإنتاج.

وفي الأردن يحتل العامل موقعاً مركزياً في مسيرة التنمية الوطنية فقد كان لعطاء العمال دور حاسم في بناء البنية التحتية، وتأسيس الصناعات وتحريك عجلة الاقتصاد رغم محدودية الموارد والظروف الصعبة واليوم ونحن نحتفل بعيدهم، لا بد من الاعتراف بتحدياتهم اليومية من البطالة إلى تدني الأجور إلى ضعف الحماية الاجتماعية.

إن الاحتفاء الحقيقي بعيد العمال لا يكتمل بالخطابات فقط بل بقرارات ملموسة تحسن من أوضاعهم، وتضمن لهم حياة كريمة فكرامة العامل هي من كرامة الوطن ورفاهيته مؤشر حقيقي على العدالة والتنمية.

مجمل القول ،،، فلنرفع في هذا اليوم صوتنا عالياً شكراً لكل يد عاملة ووفاء لكل من رحل وهو يحمل حلماً لأسرة ووطن وكل عام وعمال الأردن والعالم بألف خير.