حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29829

فرصة عمل ام فريسة غزل

فرصة عمل ام فريسة غزل

فرصة عمل ام فريسة غزل

26-07-2016 12:07 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فرح ابراهيم العبدالات
لم يعد عمل المرأة مجرد مشاركة استثنائية أو محاولة لإثبات الذات, ففي ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة والارتفاع الفاحش في الأسعار أصبح ضرورة حتمية تسعى لها كثير من الفتيات فمن لا تحظى بوظيفة في القطاع الحكومي تضطر للبحث عن العمل في القطاع الخاص وبمجرد الحصول على هذه الوظيفة تحاول الحفاظ عليها قدر الإمكان كي لا تخسر مصدر رزقها بل وقد تضطر أحياناً لتقديم بعض التنازلات .. السؤال يا ترى هل الصبر على تحرشات المدير ومعاكساته من ضمن هذه التنازلات ومما يندرج تحت بند (عادي أو تمشاية حال؟)
يُعَدُّ التحرش في العمل من الظواهر المسكوت عنها في مجتمعنا العربي ؛ نظرًا لطبيعته المعقَّدة، حيث يصعب على المرأة المتحرَّش بها أن تفضح مديرَها أو زميلَها بسبب الطبائع الاجتماعية للمجتمع الشرقي والذي ينصف غالبًا الرجال على النساء، وربما يتم تلفيق التهم للمرأة بأنها كانت ترغب في حدوث ذلك أو حتى يتم القاء اللوم على اللباس الغير محتشم بنظرهم عند وقوع هذه الحادثة،والخيار الآخر تكن النتيجة بترك الوظيفة،وهو الخيار الأصعب لدى الفتاة بالأخص ان كان مردودها المالي عالي ولا يوجد بديل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها و ارتفاع نسب البطالة يوما بعد يوم, الواقع يقول ان المرأة في كل مكان معرضة للتحرش الجنسي من قبل الرجل، خصوصا في مواقع العمل التي تضم الأعمال والوظائف المختلطة،فتراهم يستغلون الأماكن الفارغة وقلة الموظفين في المكان, يستخدمون نفوذهم وقدرتهم على التوظيف أو إنهاء العمل للحصول على مرادهم، في أغلب الحالات ترفض الضحية التجاوب فتكون النتيجة ترك العمل, وفي حالات أخرى يحصل ما يريده الجاني... ونادرا ما تبلّغ الضحية عما جرى وتكتفي بالانسحاب، هذه أبرز ملامح عمليات التحرش الجنسي التي تجري خلف الأبواب المغلقة, فالموظفة والسكرتيرة والعاملة والمديرة والمسؤولة وعاملة النظافة, جميعهن سيان في التعرض للتحرش الجنسي, وتؤكد الأرقام أن عمليات التحرش تزداد بشكل لافت، مما يعني تحولها من حالات فردية إلى ظاهرة، وما يعززها استخدام النفوذ لتحقيق شهوات شخصية، وجميعهن مهما كبر أو صغر حجم هذا التحرش يملكن حق رفع قضية ضد الجاني بتهمة الفسق والفجور.
وتحول المحاذير الاجتماعية دون إمكانية الوصول إلى المعلومة في هذا المجال نظرا للحرص على المكانة الاجتماعية أو للحفاظ على العمل، فعادة ما تقوم النساء المتحرشات بترك العمل طواعية للهروب من الجو الذي يعشن فيه، ويرفضن في الغالب كما يرفض المسؤولون التحدث عن هذه الظاهرة، ويحاول الكثيرون نفي وجودها أصلا فيما يؤكدها غيرهم.
بكل صراحة,لم أعد أفقه شيئا بنوعية البشر في هذه الأيام ,أصبح محور تفكيرهم منحصر فقط بنزوات وشهوات بشكل مبالغ فيه و لا علاج لها,فما ذنب الفتاة ان احتاجت الى الوظيفة لتعيش حياة مستقلة كالأخريات ؟ما ذنبها اذا احتاجت الى وظيفة تستر فيها نفسها وتمد يد العون لعائلتها المحتاجة؟ صدقوني ليس هنالك أي ذنب عليها بل انوجد الذنب بعقولكم أنتم, وكأن شياطين الشهوات انزرعت في عيونكم وفي قلوبكم في كل مرة تروا فيها امرأة,فيبدأ الودّ وكلمات المديح والغزل و الانبهار بعملها المبتدئ ومحاولة التقرب منها و اعتبارك بيت اسرارها و سندها الدائم في كل مشكلة قد تمر بها, وكأنك "بطل الأبطال " وكل ذلك تمثيل بقصد الوصول الى غرض واحد فقط,وبعد ان تتقرب اليك هذه المسكينة تحدث الكارثة و تقم أنت باسدال الستائر على حياتها و سمعتها في النهاية.
اني لا أعمم على كافة الفتيات بل الضحايا منهن فقط , ولكنني صدقا ألقي لوما كبيرا على كل فتاة تقابل هذا التحرش بالسكوت والصمت, وما يزيد الامور سوءاً ان صمتهن هذا يسمح لبعض ضعاف النفوس بالتمادي ومحاولة اشباع غرائزئهم ظناً منهم ان الفتاة التي تعمل في الشركة اصبحت جزءاً لا يتجزأ من تلك الممتلكات, وللأسف هنالك الكثيرات من يأخذن ردة فعل معاكسة لا بل يتأقلمن مع الجو و يصبحن فريسات برضاهن, ولن أحكم هنا على نسب جمال الموظفات لأنه ببساطة هنالك الكثير من الرجال و المدراء " ما بوفروا جاجة " تكفيهم كلمة انثى فقط.
في النهاية، لا بد من التأكيد على أنه يوجد بالفعل تحرش قد اجتاج نطاق العمل و قد ازداد بالفعل وتحول من حالات فردية لظاهرة، ولم تنجح الكثير من المحاولات لربطه بالفساد واعتباره نوعا من الفساد الممارس في استخدام السلطة، ولذلك يجب العمل بشكل أكبر من أجل اعتبار قضايا التحرش الجنسي جزءا من قضايا الفساد بشكل واضح وجازم، وكذلك العمل على المطالبة بإدخال نصوص قانونية تجرم التحرش الجنسي خلف الأبواب المغلقة، وتطوير إجراءات تسهل تقديم الشكاوي ضمن الخصوصية الشخصية في هذا الموضوع,يجب تكثيف الحملات لتوعية الفتيات و الضغط على جميع الأطراف المعنية الى أن يقر قانون صارم و جدي بحق هؤلاء المتحرشين مهما علوا من مناصب,لأنها أصبحت مزعجة بشكل لا يطاق لفتياتنا ,فما أن يدخلن عمل يخرجن منه فرارا الى عمل آخر,وتستمر بالدوران في نفس الحلقة الى مالا نهاية, وهذا ليس كل شيء,فهنالك الكثير والكثير من المشاهد و القصص والأسماء قد تم تخبئتها وراء الكواليس,روايات تنكشف وروايات تندثر مع الزمن,وما خفي كان أعظم.



لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 29829
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم