حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,30 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 56922

بماذا نختلف عنهم

بماذا نختلف عنهم

بماذا نختلف عنهم

20-10-2016 09:37 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
عندما يزور احدنا بلدا من بلاد العالم المتحضر ، يشعر بالغصة والخيبة ، على ما نحن فيه من حالة تستوجب منا مزيدا من الجهد والعمل للحاق بهم حضاريا ، كي نتعلم منهم الأساليب والطرق التي استخدموها حتى وصلوا الى هذا المستوى الفكري والعلمي في التعامل والانتاج والابداع غير المتوفر لدينا في الوقت الحاضر .
ولن يغيب عن بالي اننا كشعوب وكذلك كدول عربية واسلامية ، نملك مقومات وادوات لو وظفناها توظيفا سليما ، او استغليناها استغلالا نافعا ومفيدا ، لما كان هذا هو حالنا .
ولست هنا بصدد تنصيب نفسي واعظا ، لكني كعربي اردني مسلم تلحقني الغيرة مما اراه في هذه البلدان المتحضرة من تقدم وازدهار بكل المقاييس والمعايير ، ولا ارى لها اثرا لدينا .
ومع هذا اود ان اعرج على القليل من بعض الامور التي استرعت اهتمامي واتمنى من كل قلبي ان اجدها في بلادي ، التنظيم والنظام لديهم في كل مناحي الحياة ، في حين لدينا الفوضى وعدم الاهتمام او اللامبالاة التي تعتبر ظاهرة من ظواهر مجتمعات بلدان العالم الثالث الذين نحن منهم ، ومن هذه البلدان ، من عمل بكل جد واجتهاد وفعلا استطاع بنقلة نوعية ،من شأنها اهلته للارتقاء نحو الافضل ، ونحن نراوح في اماكننا وكأنه قدر محتوم علينا .
ذكرت في بداية حديثي ، لدينا مقومات غير متوفرة عند تلك الدول ذات الشعوب الراقية ، كان لها ان تدفعنا للامام والتخلص من كل مظاهر التخلف والتبعية التي تلازمنا ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، ديننا الاسلامي الحديث ، الذي هو منارة اشعاع لكل من يلقي السمع وهو شهيد ، الذي هو من صنع الخالق سبحانه وتعالى ، لم يترك صغيرة ولا كبيرة ، ولا شاردة ولا واردة ، الا اوردها كي نستفيد منها ونجعلها شرعة ومنهاجا ، الا اننا وللاسف نأخذ القشور ونترك ( اللب) اذا جاز التعبير الذي فيه كل الفوائد ، في حين ان ما شاهدته ولمسته في هذه الاقطار الراقية تتعامل بالنهج الاسلامي القويم ، في امور حياتهم اليومية وهم ليسوا بمسلمين ، ونحن او معظمنا كي اكون منصفا ، نتعامل مع بعضنا ومع غيرنا في امور حياتنا بما لا يتفق وتعاليم ديننا ، الذي نعتنقه فعليا ولا نأخذ بكنهه ، بل الاسوأ من ذلك باسم الدين نقوم بسلوكيات شائنة ليست من الدين في شيء، فنعمل على تشويه صورة ديننا الناصع ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، سواء كان عن قصد او بغباء غير مقصود .
في تاريخنا الماضي عندما كان اجدادنا متمسكين بنهج ديننا بكل مصداقية وورع ، استطاعوا ان يقوموا بانجازات عظيمة وحضارة لا زالت شواهدها ماثلة الى يومنا هذا ، وعندما جاءت اجيال من بعدهم وانحرفت بوصلتها عن مسارها القويم ، انهاروا وخسروا كل شيء فلحقهم الذل والهوان الى يومنا هذا .
خالفنا امر الله سبحانه وتعالى في قوله الحق ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ) انه لأمر مخجل ان تجد دولنا وشعوبنا العربية وكأن في آذانها صمم او اصابها العمى ، ليبتعدوا كثيرا عن هذا الأمر الإلهي ، فالقتل والذبح والدمار يصيب شعوبنا علنا وعلى رؤوس الاشهاد ، اطفال في عمر الورود تهدم بيوتهم فوق رؤوسهم ، يخرجونهم جثثا هامدة من تحت الانقاض ، واكثرهم ما زالوا تحتها ، جرائم يندى لها الجبين , ولا اجد من يحرك ساكنا ،انه العجز العربي ، وكأنه قدر آخر نسلّم به ، بكل اذعان ، فبأي حق يأتون هؤلاء القتلة من الروس ، يعيثون فسادا وذبحا وقتلا ، بأطفال ونساء وشيوخ العرب المسلمين في حلب ، التي تُذبح الآن في وضح النهار ، تحت بصر وسمع من يدعي انه رئيس الدولة ،الذي لم تحرك فيه كل هذه الجرائم التي تقشعر لها الابدان ، ذرة من شفقة أو رحمة على اشلاء اطفال شعبه التي تتناثر بين الانقاض ،الغريب في الأمر ان الشعوب المتحضرة التي ذكرتها في بداية حديثي ، تتحسر عليهم ، وتتظاهر في الميادين العامة من اجلهم ، ولا يربطها بهم رابط سوى المشاعر الانسانية الحية لديهم ، الميتة لدينا .
السؤال الذي لم اجد له اجابة ، الى متى سوف تستمر بنا هذه الحالة من التخلف والرجعية والاستبداد بكل صوره الشنيعة البشعة ، في حين جلّ همّ بعض قياداتنا الأوحد ، التشبث بكراسي الحكم ما امكن ، في خضم الفقر والجوع والبطالة ، او الأسوأ من ذلك لدى البعض الآخر ،فوق بحر دماء شعوبهم النازفة .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 56922
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم