بقلم :

يحكى عن إحدى القبائل التي كانت تعيش في الزمن القديم بأن لهم عادات وتقاليد غريبة وعجيبة خاصة بهم ، فكان من هذه العادات عندما يقوموا بالذهاب في جاهة خطبة عروس أو جاهة إصلاح يتجمع أبناء القبيلة الواحدة ويحمل كبير الجاهة شعلة مضيئة بيده ويكون بالمقدمة ويمشي الناس من خلفه ، ويكون حامل الشعلة هو المتحدث بإسم الجاهة أو الصلح ...وفي احد الأيام اختلف بعض الناس على حمل الشعلة وأصبح كل واحد منهم يريد حملها والتحدث بإسم الجاهة...وقبل الانطلاق إلى أهل العروس تفاجئ الناس بوجود أكثر من شعلة مضيئة معهم ، فالكل يريد أن يكون هو المتحدث والمتزعم للجاهة ورفض كل واحد أن يتنازل للآخر ، فدَبّ الخلاف بينهم وتحولت هذه الشعلة المضيئة إلى شرارة حقد وفرقة بين الناس ، وفشلت الجاهة بعد أن تنطّح لها من لا يستطيع حمل شعلتها.
هذا ما يحدث اليوم مع بعض الناس الذين يتنطّحون للحديث بإسم الجاهات والصلحات وطلب العرايس والتحدث بالمحافل العامة والخاصة ولا يكون أهلاً لهذا الكلام وهذا المكان ، فقط يهتم بقول الناس بأن فلان تحدث بإسم الجاهة وفلان ترأس الجاهة ، فهو يتلعثم بالكلام ولا يعرف معنى دق الصدور والالتزام بما هو مطلوب ( يعني بشيل من تحت رجليه وبحط على رأسه وما بعرف يرتب جملة مفيدة على بعضها) فنقول لهؤلاء الذين يحشرون أنفسهم وأنوفهم في كل شيء ، بأنكم لا تصلحوا لهذا المكان ولن تستطيعوا حمل هذه الشعلة المضيئة.. واتركوا هذا المكان لأصحاب الاختصاص والحكمة والمشورة... فشعلة الاولمبياد يحملها الرياضي المختص وليس الأكبر سناً ، ولا تصدقوا كلام من يحاول تكبير رؤوسكم بقول ( أنت شيخ ، والله بتزبط تكون كبير ربعك ، والله بتحكي أحسن من فلان) فلا تنخدعوا بكلامهم ولا بمديحهم فأنتم اعرف الناس بأنفسكم .... ، فعندما مدحوا الحمار يوماً بعد أن وضعوه في إسطبل الخيول لليله واحده، حاول ذاك الحمار في الصباح عندما أفاق ووجد نفسه في الإسطبل بين الخيول أن يصهل لكنه نهق ... فلا تضعوا أنفسكم في مواقع لستم لها ودعوا واتركوا شعلة القيادة لأصحابها.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا