02-02-2009 04:00 PM
أشعر بحزن كثير، لست أدري ما السبب، ها أنا أبتسم الآن، ولكن ما المنفعه وعيناي تذرف الدموع، أي إبتسامه هي هذه التي تشق طريقها بين الدموع ..
آه قلبي حزين، فكري متعب، حتى كلماتي في حيره، وأنا ألتزم الصمت، لكني أحس في ثقل وطأة قوائم الوحش القادم من مستنقع النار، تلك الحيه القديمه (رؤيا 20: 2) التي أسقطتنا جميعاً بالخطيئه الأصليه.
أكررها، الجميع هبط في هاويه البغي المشهره المتنهده القائمه على جانب المياه الغزيره (رؤيا 17: 1).
إني رأيت الكل منذ سفر التكوين حتى سفر العقاب الأخير – لقد اقترب – ملطخون بالدماء، يوسمون يدهم اليمنى أو جبهتهم بسلطان التنين.
منذ حداثتي، بالوعي أو في حلم، في الدرب أو على مقعد الدراسه، بعدها في العلم، في الخدمه، في اللاهوت مع جيتس الجامعه مع الأساتذه، في العزله والصلاه في السجود والدموع. كنت أعيش النضال الوجودي للشعب المتشرد الفلسطيني المقهور، المظلوم، اللاجيء لكني لليوم لست أفهم هذا الصراع الدموي. كيف لا يتمكنون أن يجدوا نقطة إلتقاء. الكل يحق له بالوجود، بالإنتماء وإني من اللذين اختبروا الإنسلاخ كما ينسلخ الجلد عن اللحم. أعاود السؤال كيف استطاع المسيح أن يخرج من المضامين الأساسيه للوجود، أن ينقلع من الجذور من الجاذبيه التحتيه في العالم؟ كيف تمكن من العبور فوق الشرائع والمنازل والقوميات والعصبيات والقبائل وفوق أكبرها الإمبراطوريات رجال القوه والأنظمه ليحرر الإنسان.
لم يـُعلم في مدرسه ولم يكهن في هيكل إنما سار في الطرقات وجلس عند الأبواب. لم يكن له مكان يسند إليه رأسه والى تلميذه المتحمس رفع الصوت وأمر "رد سيفك الى غمده" لأن القضيه إختلفت والإنسان لم يعد لوحده في الأرض فإن الرب الخالق صار معه. لذلك قلب المقاييس والأعراف وفرق التاريخ الى الأبد وشتت المتكبرين بأفكارهم ورجرج أساسيات الكون: أحبوا أعدائكم؟ فأنا معكم لا تخافوا، أحسنوا واقرضوا غير راجين شيئاً !؟ لأنني معكم في كل حين، فيكون أجركم عظيماً، كونوا رحماء إن الله رحيم (لوقا 6: 35-36).
دماء أبناء غزة الأطفال لم ترفع عن اللعنه القاتله، الى متى سنبقى نتخبط في هذا المستنقع من اللهيب والنار. الأرض في غليان، كل الأرض أينما وقع نظرك ترى أرواحاً تزهق ودماء تنزف في زمن التجربه والفجيعه والصقيع.
ما هذه الحاله؟ (حزن وفرح) كيف لا أتمكن من الخروج عن اللعبه الحيوانيه من الغرائز البشريه. من يستطيع أن يجرع الكأس، كأس الآلام ليخلص العالم؟ من تحت الأرض تخرج الروائح النتنه والأرواح الشيطانيه لتسيطر على الأرض وما فوقها لتحولها الى سجن، الى ساحه للقتال، فنغدوا كلنا حفاري قبور إذا ما أصبحنا عمال تنقيب عن المجازر الجماعيه المنتشره حول حدود ارتسمت ضمن العقول في تصارع الإرادات والحضارات عند مداخل المدائن العظمى.
ما هذه الصورة القائمه للتاريخ للإنسان وللمصير؟ أين الحل؟ من يخلصنا؟ أين الرجاء؟ من يحررنا؟ هنا العقده المسممه : إننا لنا عيون ولا نرى، لنا آذان ولا نسمع، لنا قلوب من حجر وقساة الرقاب. ألم يحن وقت الولاده الجديده؟ لننزع عنا الغشاء لتنشق السماء وتمطر لنا الصديق والمعلم الإنسان، تعال لا تتأخر لترينا المدينه المقدسه نازله من السماء، لتهب لنا السلام. ياااااااه إنه "علق فوق" لكي أراه ولكي يراه الجميع، وأخيراً أشعر بأن الكثيرين لن يفهموني .. حتى أنا نفسي لا أفهم .. لذلك سألتزم، ألتزم الصمت.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-02-2009 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |