حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,29 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 13083

نوتردام تُعرّي فرنسا العلمانية

نوتردام تُعرّي فرنسا العلمانية

نوتردام تُعرّي فرنسا العلمانية

20-04-2019 09:41 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : شادي خليفات

ليست المره الأولى التي تظهر بها فرنسا العلمانية بهذه الصوره البارده إتجاه حدث اقل ما يوصف بأنه كارثه بحق التاريخ الفرنسي خصوصا والتراث العالمي والارث المسيحي عموما، فحادثة هدم كنيسة القديسة مادلين التاريخية والقابعة في منتصف مدينة باريس والتي حدثت بالأمس القريب لانشاء مكان لاصطفاف المركبات، مازالت تبرح مكانها بين بُنيات الأفكار وبنات الشفاة. وهاهي الان تطل علينا بنفس الوجه الأزرق الباهت تجاه حريق الكاتدرائية الاشهر اسما والاعتق إرثا وحدثا، فمن تبرير اولي لأسباب الحريق إلى اسلوب مكافحتة نقرأ بين السطور الفرنسية الرسمية لامبالاة لمثل هكذا حدث الذي لم يرتقي لان يحصل على أدنى درجات الوان الأحداث الخطرة التي تصيب البلاد عموما.

فبعيدا عن كونها كاتدرائية المسيحيين والتي تجاوزت هذا الحد إلى أن تصبح قِبلة سياحية يسارع إليها كل من اتي فرنسا كما برج ايفل واللذان كونّا سويا محوري السياحة الباريسية، وبدون الاهتمام لما تعنيه للبعض دون الاخر. يكفي لهذا الصرح العظيم بأن عمره قارب الألفية الا نيف من السنين بما حوت من قصص واحداث وحروب وروايات ومؤامرات ومؤتمرات، أحداث جعلت الدين محورها وجوهرها واخرى ذهبت به بعيدا لتصارع الدنيا وتتصارع على إرثها الزائل، وقفت وصمدت أمام كل الأحداث خيرها بشرها، مر عليها وبها ومن أمامها خير الناس واسوأهم وحدث بها ماحدث ولم يجرؤ انسان على التعامل معها إلا بكل وقار وخوف واحترام، فهي الشاهدة والسيدة والامينة على أحداث القرون الطويلة التي مرت عليها ترويها بامانه دون تحيز او مجاملة.

تصرخ نوتردام من الالم، ألمٌ تعلم هي حقيقته ومن المّه بها، تصرخ وتستغيث أبنائها الذين كانوا دوما حولها تطلبهم فلا تجدهم تناشد ابنائها لتقول ان الاسخريوطي ما زال حيا وما زال يخون، تراهم حولها واليها ينظرون نظرة المصدوم، نظرة المندهش، الصامت، الشامت، الصارخ، الباكي إليها ينظرون، وفقط ينظرون. تصرخ بأعلى صوتها اني احترق، كيف لي هذا وانا على ضفافك يا نهر السين، كيف هذا وانا عجوز قاربت الاف من السنين، أليس للكبير رحمه، أليس للعجوز حرمه، أليس للتاريخ رأفة.

ستشهد نوتردام على فرنسا بأنها مذنبة وستنثر من رماد حريقها اليوم على باريس نارا، وسيذكر التاريخ- الذي سيكشف أسرار هذا اليوم الاسود- فرنسا بأقبح الذنوب وسيعريها أمام راعيها وستشعر بالخجل والخزي والعار. فرنسا فرنسا يا حارقة الكنائس وهادمتها، يا نابذة الاديان ودورها، يا علمانية العنوان ملحدة النهج، ستبكين بصرير أسنان يسمع من أقصى الارض إلى أقصاها وستنثرين الرماد على راسك ندما، في ذلك الوقت سيكون دخان ذنوبك بلغ مبلغه فلا صريرٌ ينفع ولا رمادٌ يردع.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 13083
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم