حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,3 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10872

صفقة القرن خراب البيت المستعجل

صفقة القرن خراب البيت المستعجل

صفقة القرن خراب البيت المستعجل

25-02-2018 09:05 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الشواهين
عندما خرج الرئيس دونالد ترامب بمقترح اسماه صفقة القرن، في الواقع هو ليس بمقترح ، بل هو فرض على دول المنطقة ، شاءوا ام ابوا ، في ظل ادارة امريكية رعناء ، منحازة بشكل سافر الى طرف دون طرف ، بل منحازة الى جانب الجلاد ، دون ادنى اعتبار للضحية .
ترامب يدعي ان هذا هو الحل المناسب ولا حلّ سواه ، اما المراقبون فيعتبرونه تصفية ظالمة للقضية الفلسطينية ،ولا يصب الا في مصلحة اسرائيل وحدها ، لدرجة ان ترامب بات في نظر المجتمع الدولي اسرائيليا اكثر من الاسرائيليين انفسهم ، وبالعودة الى سنوات مضت ، قبل وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، فقد عُرض على الفلسطينيين في كامب ديفيد ، في عهد الرئيس كلينتون ، ما هو افضل بكثير من صفقة القرن ، على الاقل قبل رئيس وزراء اسرائيل الأسبق ايهود باراك، بمقترح كلينتون الذي يقضي ان الاحياء العربية في القدس هي للفلسطينيين ، والاحياء اليهودية تتبع للكيان الصهيوني ، بينما ترامب منح كل القدس عاصمة للاسرائيليين ، باحيائها العربية واليهودية !
الأردن هو أول المتضررين بعد الفلسطينيين في هذه الصفقة ، فالمتوقع ان تقوم حكومة اسرائيل اليمينية ، بتعليق الاعتراف بالوصاية والرعاية الهاشمية للأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية ، الفلسطينيون سوف يُجبرون على القبول بكيان هزيل حتى لو اسموه دولة ، غير كاملة السيادة على الجو والبحر والمياه والمعابر ، والاسوأ من هذا كله غير متواصلة جغرافيا ، ولا يخفى على احد حجم الضغوطات الواقعة حاليا على الاردن وفلسطين ،لاقامة كونفدرالية لا تسمن ولا تغني عن جوع ، مقابل مساعدات امريكية للطرفين ، لتمرير هذه الصفقة .
الاردن من جانبه لم يكن مرحبا بهذه الصفقة من بداياتها ، بل رفضها وهذا الرفض له ثمن باهظ ، سوف يدفعه الاردن ، على حساب وضعه الاقتصادي والمعيشي الذي يواجه ضنكا لم تشهده البلاد منذ وقت طويل ، وهذا الأمر سوف يندرج على الفلسطينيين ، الذين سوف تزداد معاناتهم ، كما سوف تتأثر جهود المصالحة بين الضفة والقطاع سلبا ، والأحرى لن يُسمح بالمصالحة من اصله .
ومما يجدر ذكره ان بعض التسريبات المتعلقة بمشروع الصفقة سيئة الذكر ، ابقاء كل المستوطنات على الارض الفلسطينية ، وعدم ازالة اي منها ، في حين ان حكومات اسرائيلية سابقة ، طلبت ابقاء خمس مستوطنات فقط ، وليس كل هذا العدد الكبير من المستوطنات الذي يلتهم اكثر من ثلث اراضي الضفة الغربية ، وضمها للسيادة الاسرائيلية ، كما ان قطاع غزة سوف يٌلحق بالادارة او الوصاية المصرية ،سمّها كما شئت ، وبالنسبة للمسجد الاقصى سوف يتم تقسيمه تقسيما مكانيا وزمانيا ، كما هو واقع الحال في الحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل ، ومن المحتمل جدا ان تقوم اسرائيل ببناء ما يسمونه بهيكل سليمان في باحة المسجد الاقصى .
السؤال الذي يطرح نفسه هل من الممكن تلافي هذه الصفقة بطريقة او أخرى ، باعتقادي ان هذا الرئيس الأمريكي الحالي ، هو انسان عجيب غريب ، وهو مصمم على اتمام صفقة القرن ، وهو بصدد حشد قيادات عربية للقبول بهذه الصفقة ، وان ثمة تهديدات مباشرة موجهة للأردن ، وللرئيس الفلسطيني ابو مازن بشكل مباشر ، القبول او الأفول ، والبديل جاهز ، نعم ان صفقة القرن هي كما تقوله العامة ( خراب البيت المستعجل ) .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10872
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم