حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,29 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 26652

القدس في دمائنا

القدس في دمائنا

القدس في دمائنا

13-12-2017 09:55 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : روشان الكايد
الكل يكتب ويتحدث والقليل من يشعر بهذا المصاب الجلل ..
إن إعلان ترامب بأن القدس عاصمة لاسرائيل جعل الدهشة والظلام تخيمان على أمتي العرب والاسلام ..

مئة عام على مشروع نهب وسرقة الأرض والتاريخ والحضارة ، ولكن هذه المرة كانت الضربة التي انهكت التاريخ وشوهت عبق الماضي ومزقت رايات المجد ..

الكثير ممن اعتبر أن هذا القرار لا يضيف شيئا فمنذ عقود وشعب الصمود يعاني ، هذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان لكن وجه الاختلاف هذه المرة أنها عملية تهويد قانونية ورسمية وبمباركة راعي السلام الولايات المتحدة الأمريكية عبر ممثلها ورئيسها دونالد ترامب ..

الأمر هنا من الجوانب العملية والقانونية يختلف كليا عما سبق ، فهو انتهاك حقيقي لعمليات السلام وتقويض مشرعن لمصير الشعب الفلسطيني ولأحقيته بهذه الأرض والتي تصفق دوما الدول الكبرى بضرورة حل الدولتين فإن كانت الأرض قد سرقت والأطراف تمزقت وحق العائدين مغيب فما الذي بقي غير هذه المدينة الثمينة التي هودت والتي كانت تعتبر محور الخلاف في كل مفاوضات السلام بأثر تاريخي أعمق من أن يكون سياسي ..

لا أبث التشاؤم ولست داع للهزيمة إنما وضعنا الحالي لا يحتمل سوى أن نعيد هيكلة أنفسنا أفراد ومجتمعات ومؤسسات لنبدأ من جديد ، فإن تمزقات الوطن العربي ومؤامرات الشرق الأوسط ولهيب الثورات أسقطت جميع المحاولات في النهوض واستخدام قوة الردع ..

لذا فحين يغيب التكاتف يصبح من الضروري صناعة النهضة والخروج من هذا التخلف والانغلاق عن الحضارة ، حيث لا بد من ارتداء ثوب العمل والانجاز والتغاضي عن الحاجة للآخرين دعما واستيرادا ومعونة ، فعصر الآخرين قد انكمش وها قد بدأ عصر الذات ومن بناء الذات تنهض أمم لا أمة واحدة ..

القدس أكبر من أن تصف لأجلها حروف ، أو تتراقص على هوامش الصفحات القوافي ، فهي منارة عزتنا ، وجوهرة تاريخنا ، وأيقونة حضارتنا ، ولأجل مدينة السلام علينا أن نتجاوز عن كل ما ابتدعه الغرب ليبقينا في مصاف الدول المحتاجة وفي ركاب التبعية ..

لأجل القدس لا بد لنا من أن نعمل لا أن نتباكى ونتراشق الاتهامات وننادي بوحدة أضعناها مع أنفسنا وأهلينا ومدننا وأوطاننا ..

القدس تحتاج منا أن نبني صروحا ونشيد حضارة ونضيء علما ونجوب بحثا عن كل ما ينفع أمتنا لتعود عزتنا ولنصبح أصحاب الرأي والقوة والمنعة كما كنا..

وستبقين يا حبيبة العرب عربية في وجداننا ..


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 26652
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم