بقلم :

أعي أننا خطاءون، وان اختلف النوع وحجم الخطأ ، ولا نستطيع أن نقفز عن حجم الفساد في الوطن العربي عموما، وعلى انتهاك طبقات خاصة لحريات واقتصاديات الشعب، وإن تخلص الغرب من التنظير إلى تقديم العمل للوطن فعلا وليس وقولا، والإخلاص حسب النتيجة وليس بالكلام الفارغ الذي نتسابق عليه، في الوطن العربي، ولكن ما نفوق به جميع حضارات العالم هو فيمن ينظر عليك بالوطنية والنزاهة.

  بصراحة لا تستطيع أن تضبط أعصابك حينما تجد رجل يمتلئ بالفساد وهو يحاضر بك عن حب الوطن ، وأنت تدرك أن هذا الشخص واضح السلب والسرقة كوضوح الشمس ، وإن كنا نختلف على البعض، إلا أن الروايات تأتي متواترة في أحيان كثيرة حينما يبصم الجميع على مسؤول أو شخصية ما أنها فاسدة ولم يترك الأجداد هذه الأموال المسجلة باسم الشخصية، أو يشهد القاصي أو الداني بعدم أهلية هذا المسؤول وتسمعه في كل صباح ينقد الترهل الإداري.

 بصراحة لا أريد أن اخترع شخصية مثل حنظلة التي ابتكرها الشهيد ناجي العلي أو  أبو محجوب للمبدع عماد حجاج، ولكني أريد أن استرجع من الزمن السياسي شبه الحديث كل من الدكتتور هتلر النازي   وشخصية بن جوريون الصهيوني المعروف ، فهاتان الشخصيتان اللتان تصارعتا في الحرب النازية اليهودية ، لهما من الشبه الكثير في الشارع العربي ، وإن لم يحصلوا على مركزهما، فلو تمعنا بهتلر صاحب الشعر الأسمر المسبل، والطول المتوسط والكشرة الدائمة والبحث عن شخصية المتسلط مع إضافة النتانة المادية لوجدنها لها نسخا كثيرة في شوارع الضاد. في المقابل تمعنوا جيدا أيضا في الإرهابي بن غوريون شكله العام مألوف ، وله من الشبه الكثير ، ولكن دهائه مع عدم وجود الشعر ، يمكنك من إيجاد أشباه كثيرة له في الصالونات ووراء المكاتب ويتحدثون مثله عن حقوق الموطن في العدالة.

أنا   لا أكتب طلاسما وأقصد بكل اختصار هل يحق لهتلر وأشباهه بالشكل أن يتحدثوا عن الحرية وتاريخهم النازي والقمعي ، لا اعرف كيف يتمكن النازيون الجدد من أشباه هتلر شكلا وركزوا على كلمة شكلا أن يعطيك درسا في النزاهة الإعلامية ويتطاول ليلقنك وعظا في الحرية وعدم الفساد ، ويلقي عليك تهما لطالما حاسب نفسه عليها وهو يمشط شعره، وقرأها كثيرا في عيون الآخرين، ولطالما أصدر أحكامه النازية ضد موظفيه ومن فكر بالتقرب منه. وتراه اليوم يعلو المنصة ليخطب عليك بكلام إنشائي يعلم الجميع انه لا يستطيع كتابة جملة من خطابه وليقليه عليك بعد أن نفح حرفا حرفا ورسمت فوقه كل الإشارات حتى يفرق بين الفعل الماضي ظلم والصفة ظلم.

 أما بن جوريون ومن شابهه فلن يأبه بتاريخه ، ولا بأصوات زجاجات الخمر التي رميت من سيارته   حينما يقف في لحظة انعدام ثمالة ليخطب بنا عن حقوق الآخرين ، والنزاهة ، وصدق التعامل، ويحدثك كثيرا عن جريمة الاعتداء على الغير.

 نتحمل النصيحة ، وتبادل التذكير ولكن ليقف الخطباء لدقيقة قبل أن يتوجه إلينا، ويحاول فقط أن يقنع نفسه فقط أنه مؤهل للحديث عن الشفافية والصدق. وعل هتلر كان مجرما وقاتلا وكذلك السارق الصهيوني بن جوريون ولكنهما لم يكونا كاذبان بل لا يتكلمان سوى بحقيقة أنفسهم.

Omar_shaheen78@yahoo.com