حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,13 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 30767

حقيقة .. النعم.

حقيقة .. النعم.

حقيقة  .. النعم.

15-08-2012 06:14 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

.النعم الحقيقية ليست تلك النعم المادية الفانية من مال وصحة  والتي لم يحرم منها حتى من كفر بالله تعالى .إذ أنها لا تساوي جناح بعوضة عند الله .. عندما  تبعد  الإنسان ولا توصله إلى  النعم الحقيقية وتحرمه  من نعم الله الكثيرة  التي لا تعد لا تحصى و.التي تستمر الحياة فيها عندما لا يوظفها ويوجهها  الإنسان  نحو الفضيلة أي شكر النعم ...

قال الله تعالى (((اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)).هذه حقيقة نعم الحياة الدنيا عندما نحبها ونسكنها في قلوبنا ...فتعبد من دون الله  وتغير في خلق الله.وتقطع الأرحام  وتتفاخر الناس من خلال ما تمليه عليهم أنفسهم المريضة رغم أن  خالقها واحد  ويستباح كل محرم من اجل شهوات الدنيا الفانية التي يلهث الإنسان خلفها ليمتلك متاعها ويتلذذ بكل لحظة دون الأخذ  بأي اعتبار أو حدود قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم (‏ ‏لو كان لابن ‏ ‏آدم ‏ ‏واديان من ذهب لأحب أن يكون له ثالث ولا يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب ‏ ) .كل ذلك على حساب النعم الحقيقية نعمة الأمن والاستقرار نعمة التكافل الأسري والاجتماعي نعمة الإيثار نعمة العدل  .مصدر قوانينها وأنظمتها الإيمان بالله وشعوره بمراقبة الله له .يردع الإنسان نفسه بها ويردع المعتدي من الآخرين إيمانا واحتساب عند الله ....وليست قوانين وأنظمة يضعها الناس لأنفسهم.. تختل وتنتهك هذه القوانين في جنح الظلام وغياب رجل الأمن وفي مخارج  القوانين وضعف الأدلة......

قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: "فوَاللهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عليكُمْ ولكنِّي أَخْشَى أن تُبْسَطَ الدُّنْيا عليكُمْ كما بُسِطَتْ على مَنْ كَانَ قبلَكُم فَتَنافَسُوها كَما تَنافَسُوها فتُهْلِكَكُمْ كما أهلَكَتْهُم" متّفَقُ عَليهِ.صدق رسول الله هذا واقع الحال الذي غابت فيه الرحمة مصدر النعم  نتيجة بطون متخمة وعقول مخمرة لا تعرف كيف تحسن للآخرين حتى بالكلمة تقودها الشياطين من خلال أنفسها المريضة التي لا تدين ولا تعرف إلا الظلم والظلمات وما ينتج عنه من هلاك للأمم سابقا ولاحقا فهذه من  سنن الله ... وأقول  إلا من رحم ربي ...

ليس المقصود من حديثي هذا أن لا يأخذ الإنسان نصيبه من نعم الدنيا الظاهرة من مأكل وشراب ونكاح وفي كل ما حلله الله إنما المقصود توظيفها في إظهار نعم الله المخفية وذلك من خلال توظيف قوة الإنسان للأمانة والعدل ومن خلال توظيف المال فيما أمر به الله تعلى من توظيف وحقوق الآخرين منه  وليس تكديسه في البنوك الربوية .ومن خلال تربية الولد على الفضيلة  والتي من خلالها يحفظه الله تعالى لا من اجل التكاثر والتباهي به  ومن خلال عدم التفاخر بلذات الدنيا أي التكبر على شكر النعم وهي سبب زوال النعمة وما ينتج عن ذلك من عذاب في الدنيا من ضياع الولد والأهل وعذاب الآخرة .

قال الله تعالى(" ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ".) إذ أن النعم عندما لا تضبط بأوامر النهي والشكر(وضع النعمة في طاعة الله مثال المال  والبصر والأرجل  تمشي وتوضع  في طاعة الله وهكذا ) تصبح هذه النعم نقمة على الإنسان والمجتمع وتصبح عبارة عن زاد لشهوات الأنفس التي لا تقنع و التي يغري الشيطان الإنسان بها ويزينها له حتى عند الإنسان المؤمن في لحظة غفلة القلوب .ولنعلم أن  ضبط  غرائز النفس   وشهواتها  في حدود ما حلله الله تعالى هي من عبادة الإخلاص والشكر  لله تعالى. رحم الله السلف الصالح الذي كان يدرك ذنبه وخطيئته من خلال تصرف دابته   فيستغفر ويعود لله تعالى








طباعة
  • المشاهدات: 30767
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
15-08-2012 06:14 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم