حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,30 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8179

الجراح ستظل تنزف يا غزة ..

الجراح ستظل تنزف يا غزة ..

الجراح ستظل تنزف يا غزة  ..

05-07-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

     آخر ما اتحفنا به "دولة الرئيس" اسماعيل هنية ، رئيس وزراء دويلة غزة ، في خطبته العصماء يوم الجمعة الماضي ، في احد مساجد غزة ، هو دعوته الى "فك الارتباط"   بين عمليةاعمار غزة وعملية المصالحة المكوكية ، بين السلطة الفلسطينية المعترف بها عالميا في رام الله ، وبين سلطة غزة التي لم تكتسب اعتراف أي دولة .

 

     هذا التصريح يبعث على الاسى والحزن ، ويثير في النفس مجموعة من الاشجان ، تثيرها العديد من العبارات ، التي وردت في ذلك التصريح ، ولعل اولها عبارة "فك الارتباط" ، التي يبدو انها اصبحت عنوانا بارزا في مسيرة الامة العربية ، تصلح ان تكون عنوانا لكل مآسينا او مسببات مأسينا .

 

      فبعد "فك الارتباط" الشهير ، والذي كان مطلبا فلسطينيا ، لانه كان هناك من وجد فيه استقلالا وابرازا للشخصية الفلسطينية ، وتدعيما لدور منظمة التحرير اللسطينية ، كممثل شرعي ووحيد للشعب العربي الفلسطني ، واعني به قرار فك الارتباط القانوني والاداري بين الضفة الغربية والاردن ، والذي جاء بعد خمسة عشر عاما من قرار قمة الرباط عام 1974 ، الذي كرس الصفة التمثيلية لمنظمة التحرير ، كان هناك من عارض لاحقا هذا القرار ، واعتبره تكريسا للقطرية ، ومنهم حلفاء حماس في اكثر من قطر عربي ، يأتي اليوم السيد هنية ليعيد تسويق هذا المصطلح ، ولكن على مستوى اضيق قطريا ، أي بين الفلسطينيين انفسهم ، فيطالب بفك الارتباط   بين الاعمار والمصالحة ، ولا يدري بانه يفتق جروح الانقسام ، ويذكرنا بفك الارتباط الحالي بين الضفة الغربية وغزة ، بعد ان فشلت اخر مرحلة من مفاوضات المصالحة ، واصبح تكريس الانقسام واقعا ملموسا في غزة ، لا يحتاج الا الى ختم الزمان ، أي ان يمضي عليه عشرات السنين ، بعد ان اصبح الزمان عند العرب ، اقراص تهدئة وتنويم .

 

      ففلسطين مضى على قضيتها اكثر من ستة عقود ، وحزيران الهزيمة اكثر من اربعة عقود ، وانسلاخ غزة عن الضفة ثلث عقد من الزمان ، ومجزرة غزة ستة اشهر ، لم يرمم فيها حجر من منزل ، وصمت الاعلام صمت القبور ، فتبخرت كل الشعارات التي انطلقت بها الحناجر ابان المجزرة ، والمليارات التي تبارز العرب المتناحرون للتبرع بها ، نكاية ببعضهم البعض ، فما زالت تدر على المتبرعين فوائد بالملايين ، هذا ان لم تكن قد تلاشى قسم منها مع الازمة المالية العالمية ، وجراح ابناء غزة ما زالت تنزف ، لا يسمع احد اهاتهم ، وكأن ما كان فلم سينمائي يتحدث عن الحرب العالمية الثانية ، التي انتهت اثارها المادية ، وان لم تنتهي اثارها المعنوية حتى اليوم .

      لقد انتهى حماس المتبرعين والمتظاهرين ، ولم يعد احد منهم يذكر اسم غزة ، اما من لا يزال فعله يسبق اقواله وكان قد سبق صراخ الاخرين ، والذي كان موقفه المشرف ، يثير سخرية هواة الصراخ الاجوف ، الاردن الذي ما زال مع غزة بصمت ، يداوي جراح ابنائها ، ويمدهم بكل المساعدات الممكنة ، حتى هذا الموقف الاردني ، لم يثر خجل اصحاب الاصوات العالية ، ولا نقول ندمهم على تهجمهم عليه ، ولم يكن قدوة لهم بالمثابرة والثبات على العهد ، فصمت الاعلام عن معاناة غزة ، كي لا ينقل حقيقة الوفاء .  

 

     لقد كانت خطبة السيد هنية ، تاكيدا لعدم البدء بالاعمار ، مثلما كانت اشارة واضحة الى ان المصالحة ستطول ، هذا ان استمرت جهود المصالحة ، والا فلماذا يطالب بفك ارتباط الاعمار بالمصالحة ، فكم من فك ارتباط عشنا مع القضية الفلسطينية ، لقد سمعنا هذه المعزوفة سابقا ، ابان الحرب الاهلية اللبنانية ، التي ربطت بين السلم الاهلي في لبنان ، وحل القضية الفلسطينية ، كما عاشت العديد من الاقطار العربية وما يزال بعضها كذلك ، حالة من فك الارتباط مع الديمقراطية والحرية وحقوق المواطنة ، لا بل مع حقوق الانسان ، كل ذلك من اجل فلسطين ، لكن النتيجة ان الجراح ما زالت تنزف ، وتولدت منها جراحا كثيرة ، تستنزف جسد الامة ، وها هي غزة اخر الجراح ، نأمل ان تكون الاخيرة .

 

m_nasrawin@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 8179
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
05-07-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم