بقلم :
قد كان يوماً اردنياً عز نظيره ، خرجت به العاصمة وتوافد المواطنون من كافة المحافظات للقاء القائد ، ورفرفت قلوب الاردنيين قبل ايديهم للموكب الملكي ، فمشاعر الناس لا يمكن تزيفها ، وشهادة الحب الأردنية لا تزور ، وعندما يهب الشعب بعفويته المحببة يكون أدى واجب الوفاء ، وقدم شكره على ما تحقق من انجاز. وهي علاقة قد لا تتكرر في نظام سياسي آخر بين المسؤول الأول وافراد شعبه ، وما كان رابط العلاقة بالنظر الى حجم ما تحقق على مستوى المعيشة فقط وإنما بما ينتظمها من سلسلة قيم اخلاقية لعل من اقلها التواضع ، والمحبة والسماحة ، فالملك يبدو بصورة شعبية اقرب الى الناس من كثير من المسؤولين الذين قد تأخذهم المناصب ، وقد رسخ مبادئ في الحياة العامة ، وابدى حرصه على مصالح شعبه ، وعلى رعاية ومتابعة أحوال الفئات الاجتماعية الضعيفة يوماً بيوم ، الى درجة اهتمامه الشخصي بوصول المواد التموينية الى بيوت الفقراء كل عدة اشهر كي لا يجوع احد. وظهر اقرب الى الاردنيين من مؤسساتهم ، ولم تعزله جسامة المهام المنوطة به عن التواصل الاجتماعي بامتياز ، فلم تبق بقعة اردنية لم تتشرف بلقاء ملكي ، او زيارة تفقدية ، او مفاجئة من مفاجآت القائد. وقد فاق ما تحقق على مستوى التقدم في البنية التحتية ، والتطور الاقتصادي ، والنقلة في حياة الناس ما تحقق على صعيد التقارب الشعبي بأسلوب ملكي اخاذ بعيداً عن الصورة الاعلامية ، فطغت الحالة الشعورية في علاقة الملك مع شعبه ، واحساسه بقربه ، وعدم قدرة الموقع على حجبه عن الأردنيين ، وكان لكل فرد من افراد اسرته الكبيرة بمثابة الاخ او الصديق او الاب الحاني يضمد جرح الحزانى والمكلومين ، وقدم صورة يعز نظيرها للمسؤول الاول المسكون بهم شعبه ، ومن يقسم وقته على الناس فتراه فإما انه يزيل الماً من قلب يتعرض الى المعاناة ، او يقدم خيراً لجهة اعسرتها الدنيا ، او يكد ساعياً في نهضة شعبه ، ويطغى على لقاءآته نقطة بحثه عن الحلول ، وتقصيه لمواقع الخلل ، وكان الرفيق بشعبه ، ولم يكن قاسياً غليظاً ، وكان تجاوب الديوان الملكي مع القضايا الانسانية يسبق الجهات المعنية التي تقع عليها المسؤولية المباشرة. وهذه العلاقة الحميمة تقام على المصداقية ، وهي مشاعر دفاقة ستظل تفيض من قلوب اردنية تشعر بالامتنان لقائد لم يبخل على شعبه ، وقد محضه الحب الخالص ، وكان الأردنيون على موعد مع الوفاء لملك بلغ استحقاقه ان ملك عرش القلوب.
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا