بقلم : العقيد المتقاعد محمد الخطيب
تزامنًا مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف في السادس والعشرون من حزيران، والذي حمل شعار الأمم المتحدة هذا العام: "الأدلة واضحة: لنستثمر في الوقاية – لنكسر الحلقة، أوقفوا الجريمة المنظمة"، يحق لنا جميعًا أن نشيد بالجهود الوطنية الأردنية التي تجسدت على أرض الواقع في مواجهة هذه الآفة الخطيرة بكل حزم ووعي.
وقد جاء توجيه جلالة الملك عبد الله الثاني الحكيم بإعداد الاستراتيجية الوطنية للوقاية من المخدرات لتكون خريطة طريق واضحة تتبعها مؤسسات الدولة كافة، بقيادة مديرية الأمن العام، لتعزيز هذه الجهود في إطار شامل ومتكامل.
هذه الاستراتيجية الوطنية حظيت بمتابعة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني الحثيثة، ليبرز حرص القيادة الهاشمية على مواجهة هذه الآفة بكل أبعادها، وضمان تحقيق حماية مستدامة للمجتمع الأردني
كمراقب للجهود الوطنية، تابعت عن كثب تطور عمل إدارة مكافحة المخدرات، وأستطيع القول بكل فخر إن هذا الجهاز يشكل ركيزة أساسية في منظومة الأمن الوطني. فمهامه لا تقتصر على الجانب العملياتي فقط، بل تمتد لتشمل الوقاية، والعلاج، والتثقيف المجتمعي.
ويُجسّد الأمن العام، من خلال جهود إدارة مكافحة المخدرات، شعار الأمم المتحدة لهذا العام: "الأدلة واضحة: لنستثمر في الوقاية – لنكسر الحلقة، أوقفوا الجريمة المنظمة"، مؤكدًا بذلك التزامه الشامل والمتكامل لمواجهة هذه الآفة من جميع الجوانب.
وتواكب الإدارة التطورات العلمية والتقنية في رصد وتعقب شبكات التهريب والترويج، حيث تنفذ حملات ميدانية مدروسة تهدف إلى تجفيف منابع المخدرات. كما يبرز التنسيق العالي المستوى مع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى، الذي أسهم بشكل فعّال في إحباط العديد من محاولات التهريب عبر الحدود، وحماية الأسواق والمجتمع الأردني من هذه السموم.
وفي الجانب الوقائي، قامت الإدارة بدور متميز في نشر الوعي عبر المحاضرات والبرامج التوعوية المستهدفة، لا سيما بين الشباب في المدارس والجامعات، مستفيدة من وسائل الإعلام التقليدية والرقمية. هذه الجهود تأتي انسجامًا مع التوجه الوطني الذي يضع الوقاية في مقدمة خططه الاستراتيجية.
أما الجانب العلاجي، فهو شاهد على الرؤية الإنسانية التي تنتهجها الدولة، حيث تركز الإدارة على تأهيل المدمنين وإعادة دمجهم في المجتمع، مع توفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازمين، مؤمنة بأن المعركة ضد المخدرات ليست فقط أمنية، بل إنسانية أيضًا.
في ظل هذه الجهود المتكاملة، يمكنني التأكيد بأن إدارة مكافحة المخدرات الأردنية تقدم نموذجًا يحتذى به على مستوى المنطقة في كيفية مواجهة التحديات الأمنية والاجتماعية بإستراتيجية شاملة، تجمع بين الحزم والرحمة، بين القانون والوعي.
إن دعم القيادة الهاشمية الحكيمة، والمتابعة الحثيثة من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد، عززت من قوة هذه الجهود وجعلت من مكافحة المخدرات قضية وطنية جامعة.
ختامًا، فإنني أؤكد اعتزازي وفخري بجهاز الأمن العام، وبالأخص إدارة مكافحة المخدرات، الذين يثبتون يوميًا أن الأمن لا يُبنى فقط بالأسلحة والقوانين، بل بالعلم، التوعية، والإنسانية. حفظ الله الأردن وأدام عليه نعمة الأمن والاستقرار.
.

عقيد متقاعد محمد الخطيب/عضو التحالف الوطني لمكافحة المخدرات