01-06-2025 11:37 AM
بقلم : علي الدلايكة
استبشر الشعب الاردني خيرا بعودة الحياة الحزبية وقد ساد الارتياح السواد الاعظم من الشعب الاردني بمختلف اطيافه والوانه لان العودة كانت بضمانة ملكية تضمن ازالة ما مضى من تراكمات سلبية مترسخة فكريا نتيجة لبعض الممارسات التي رافقت العملية الحزبية وتضمن ازالة التشوهات لها وتضمن حرية الحركة الحزبية المنضبطة سقفها السماء ...
وقد كانت اللجنة الملكية وما انتجت من قوانين اصلاحية اجتهد فيها ثلة من ابناء الوطن من مختلف الاطياف والمشارب انطلقت على اثرها المسيرة الحزبية وتعددت الاجتهادات واخذ التنافس طريقه باتجاه تشكيل الاحزاب وان كان هناك ما يقال في هذا الجانب ولكننا نتجاوزه لانه اصبح من الماضي ولكننا لا نتجاهله لاغراض تصحيح المسار....
ودخلنا الى الانتخابات البرلمانية بآمال عريضه ولكن النتائج جاءت على خلاف المأمول والمتوقع واسباب ذلك عديدة وواضحه يجب عدم تجاهلها والاخذ بها لتصويبها لتكون من معززات العملية الحزبية مستقبلا....
وفي محصلة القول ومحصلة التجربة السابقة نجد ان الزحام هو المعيق للحركة الحزبية وهو المربك للمشهد وهو المشتت للجهد وضعف الانجاز الذي حال دون التقدم في تحقيق خطوة ايجابية مضافة في الحياة الحزبية سيما وان غالبية الاحزاب التي تشكلت جديدا وهي ممن تتبنى النهج الوسطي حيث جلها له نفس الهدف والغاية ويتبنى نفس الفكر المتبع وبرامجها المطروحه متقاربه ولها نفس الاسلوب في الطرح في المحاكاه للواقع العام مع اختلاف بسيط في ذلك لا يكاد يذكر....
هذا الزحام والذي انتج تناكف وتناحر فيما بينها اشغلها بنفسها واعطى انطباع عام بان تنافسها بعيد عن الصالح العام وبعيد كل البعد عن ما قيل ويقال منها في خطابها للشارع اضف الى ذلك انسلاخها جميعها عن قواعدها الشعبية ما بعد الانتخابات وانقطاع التواصل والاتصال معهم مما سبب ردة فعل عكسية سلبية اثرت على مستوى الرضا عنها عززه بعض مواقف لها تحت قبة البرلمان لم تكن بالمستوى المطلوب الذي يحاكي حاجات الشارع وهمومه...
اصبح ضرورة قصوى تهذيب العمل الحزبي وتنظيمه ومأسسته ليقوم بالدور المأمول منه ويكون محرك للعملية الحزبية ورافعا لها ويجود العمل النيابي رقابة وتشريع ويفتح الآفاق واسعة امام الشباب للانخراط بالعمل الحزبي ويعطيهم الامل في تحقيق طموحهم واثبات وجودهم وهذا يحتاج الى خطوات عملية اولها واهمها الدمج بين بعض الاحزاب المتقاربة والمتماثلة في الطرح والبرامج والغايات والاهداف كأحزاب الوسط مثلا وحتى يكتب لها النجاح يجب تلافي كل السلبيات وما شاب العمل الحزبي سابقا وهي واضحة للجميع واهمنا ان لا تكون الغاية كم وكيف الحصول على المكاسب الشخصية وان تكون غاية الجميع تجذير وترسيخ هذة التجربة والتي اصبحت واقع حال لا يستوي العمل السياسي والنيابي دونه .... لانه لم يعد مقبولا ولم يعد في الصالح العام ان يبقى الحال عما هو عليه وان ينفرد حزب او تيار معين في الساحة يستثمر هذة الحالة من التشتت والتنافرية ويتقدم ويسجل المواقف على اثر اخطأء الاخرين وبسببهم ...
الدمج هو الفرصة الأخيرة التي يجب الحرص عليها والاستثمار فيها وعدم اضاعتها أمام شخصنة العمل وامام حب الانفراد والظهور واثبات الوجود وامام تحقيق بعض المكاسب والمنافع الشخصية هي فرصة لاعادة الانطلاق في ظل ظروف تحتاج منا ان ننظم جهودنا وافكارنا وتوجهاتنا ومواقفنا وهذا لا يتم بالعمل الفردي بعيدا عن العمل الجمعي والتشاركية ظروف لا مجال لمواجهتها بالفرقة والتشتت والانشغال بما نعتقد انه مهم عن ما هو اهم واولوية قصوى ظروف نواجه فيها تحديات جسام غير مسبوقة لا يمكن تجاوزها الا بالوحدة والتوحد والانضباط والعمل الجاد المنظم حزبيا حيث اننا لا نملك ترف الوقت لمزيد من الانتظار
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-06-2025 11:37 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |