28-05-2025 09:50 AM
بقلم : ماهر أبو طير
كما كان متوقعا يتدهور الوضع يوميا في مدينة القدس، والمسجد الأقصى بات في عين العاصفة، ولا يمكن إدامة ردود الفعل العربية والاسلامية بذات الطريقة.
رئيس الحكومة الاسرائيلية يبث فيديو له داخل نفق تحت المسجد الأقصى، يمتد من سلوان وصولا إلى أسفل المسجد الاقصى مباشرة، وقبله يقوم وزراء اسرائيليون باقتحام المسجد الاقصى، وابرزهم وزير الامن القومي الاسرائيلي الذي اقتحم الاقصى 6 مرات منذ طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر، ومعه ايضا وزراء ونواب كنيست بحماية الجيش الاسرائيلي، وتزامن كل هذا مع اقتحامات البلدة القديمة في القدس، ومسيرات الاعلام، والتضييقات الامنية اليومية على المقدسيين.
يقترب عيد الاضحى حيث تؤشر الدراسات الفلكية على ان موعده سيكون الخامس من حزيران، وهو ذات موعد النكسة التي وقعت عام 1967 وسقطت بسببها القدس الشرقية والجولان وسيناء والضفة الغربية بيد اسرائيل، واذا كان العيد سيعود هذه المرة في ذكرى النكسة، فهو اليوم امام نكستين وليس نكسة واحدة فقط، بعد الذي جرى في كل الاقليم، والذي يجري اليوم في المسجد الاقصى بشكل محدد يوميا.
الاحتلال يقوم بتوظيف الوضع الحالي لاستباحة الاقصى، وكأن غزة كانت درع المدينة الحامي، وبعد المذابح التي وقعت استرخت اسرائيل في سياساتها، دون أن تأبه بأحد اليوم، بما يقودنا الى مغزى شراكة كبار المسؤولين السياسيين في الاحتلال، في عمليات استهداف الاقصى، فلم نعد امام تعبيرات مرتبطة بالمتطرفين.
ملف المسجد الاقصى ليس عادياً، وقد شهدنا قبل ايام تجمع عشرات آلاف الاسرائيليين في ساحة البراق، والجرأة على الاقصى باتت يومية، لأن الاحتلال تجاوز المخاوف من قصة التقاسم الزمني، حيث باتت اقتحاماته يومية للاقصى، ومن حوله، ومن تحته ايضا، وهذا يعني من ناحية الحسابات المقبلة، ان موعدا ما سيأتي سيكون فيه الاقصى امام خطر كبير، خصوصا، مع السكوت العربي والدولي، على المستوى الرسمي والشعبي، وتعامي المجتمع الغربي، وتشظي الوجود الفلسطيني داخل فلسطين التاريخية بعد الارهاق الامني الذي تم ايقاعه على الفلسطينيين في فلسطين المحتلة عام 1948، والتنكيل اليومي بحق اهل القدس.
السلطة الفلسطينية تتفرج على المشهد وكأنها مجرد طرف صديق يعبر عن نفسه بشكل منخفض دون اي تحرك او تصور امام هذا الخطر غير المسبوق، وبين رام الله والقدس دقائق معدودات، لا تسمح اصلا للسلطة بالتفرج على المسجد الاقصى.
كما أن الرعاية الأردنية مهددة اليوم، وسيخرج غدا العرب والمسلمون ليحملوا الأردن بطريقة انتهازية مسؤولية اي حدث يقع داخل الاقصى، من باب غسل اليدين من الكلفة، والبحث عن طرف يتم اتهامه، لرفع الاثقال عن اكتاف دول عربية واسلامية، أو للقول إن الأردن لم يطلب مساعدة احد، وهذا الوضع المحتمل ربما يفرض على الأردن التنبه للكلفة المؤجلة، والتحرك بشكل مختلف، بدلا من ان نباغت هنا بإجراء اسرائيلي وفرض السيادة الاسرائيلية، او حتى تمرير قانون بتقاسم الحرم القدسي، او افلات الابواب لتنفيذ عمل ارهابي يؤدي الى هدم الاقصى، عبر تفجير داخلي، او تفجير نفق هنا أو هناك لإسقاط المسجد.
نحن امام تطورات سياسة خطيرة جدا داخل الحرم القدسي، وهي تختلف عن كل الفترات السابقة، بما يعني اننا ندخل مرحلة مختلفة جدا بخصوص المسجد الاقصى.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-05-2025 09:50 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |