17-07-2024 01:47 PM
سمير عبد الصمد - في غمرة النقاش الساخن بين وزارة الصحة وشركات التأمين ونقابة الأطباء، حول لائحة تعرفة الأجور الطبية التي تقدم للمواطن، والمؤتمرات الصحفية، والشد والجذب، والرأي والرأي الآخر، والتي محورها دومًا، وبشكل لا يقبل اللبس، هو المادة، وكيفية الانقضاض على جيب المواطن وقُوتِه.
في خضم هذا الزمن المتغير، يبرز اسم الطبيب حميدان الزيود، الذي يأتي منذ أكثر من عقدين من منزله في مدينة المفرق، إلى عيادته المتواضعة في هاشمية الزرقاء، يستقبل المراجعين بوجهه البشوش وقلبه الطيب وعلمه الفذ، لا يسألهم عن عملهم أو دخلهم، أو أقاربهم، أو مركزهم الاجتماعي، أو واسطتهم، يقدم لهم الفحص الطبي بدينارين، نعم دينارين اثنين، فقط، وأحيانًا يشمل الفحص الألتراساوند، وتقديم بعض العلاجات المتوفرة في عيادته، كل ذلك بالدينارين فقط، أما من لا يستطيع الدفع لأي سبب فيتم علاجه مجانًا.
حميدان النبيل، لا يخرج إلا لتأدية الصلاة في المسجد القريب، ولا يغادر عيادته إلا بعد انصراف آخر مراجع.
حميدان بسيط في حياته، نقي في تعامله، متواضع في تصرفاته، محترف في مهنته، هو ابن هذه الأرض الأردنية الطيبة التي أنجبت آلافًا من محبي الوطن، وعاشقيه.
حميدان يعيش بعيدًا عن الأضواء، لا يكترث بالانتخابات وجني الأصوات، لا يبحث عن خطابات شكر، وشهادات التقدير، أو الرغبة بالجلوس أمام كاميرات التصوير بالصفوف الأولى بابتسامة عريضة.
حميدان ينطبق عليه لقب (الحكيم) في علمه وصبره وبصيرته، وحبه للبسطاء والفقراء، وطريقة تعامله معهم، لا يشكو ولا يتأفف، ولا يتذمر.
حميدان مثل الكثير من الأردنيين، وفاء وحبًا، وبُعدًا عن بهرج الحياة وزخرفها، لم تفسده المادة، ولم يتملكه الجشع، ولم يهتم بالمغريات، وما أكثرها في هذه الأيام!
أكتب عن (الحكيم حميدان) ليس من باب التملق والمجاملة، فأن لم أزره مرة واحدة، ولكنني أروي ما يقوله الناس عنه، فكلما ذُكر اسمه تلهج الألسنة له بالدعاء والرحمة والتوفيق.
(والميدان الواسع سيظل لحميدان)، فمن ينافسه في أخلاقه، وترفعه!
حميدان الزيود قامة أردنية راقية تشبه أشجار الوطن الباسقة، طاهرًا كتراب الأردن، صافيًا كقصيدة شعر توهجت ذات مساء في وجدان عاشق، سيبقى ذكره يعطر ذكره مجالس الفقراء والمحتاجين ودواوينهم العفوية. وستظل سيرته العطرة تتردد على ألسنة البسطاء الذين يشبهون حميدان الزيود.
بالتأكيد، هناك الكثيرون مثل حميدان، في هذا الوطن الطيب.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-07-2024 01:47 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |