بقلم :

زيد عطيه عقله السعيدات - منذ ما يقارب عام بدا تكثيف النشاطات الحزبية وتسجيل العديد من الاحزاب التي أخذت تهافت على المواطنين وكأنها ذئاب جياع دخلت قطيع خراف كل منها يود ان يحظى بالغنيمة الأكبر ويحطم الرقم الأعلى لمنتسبيه فانساب المال السياسي وابدع تجار الذمم في استغلال ظروف الناس البسطاء الأميين ورصدت جداول الأسماء واحضرت الباصات لتنقل الناس الطيبين إلى القاعات التي ستشهد اعلان الأحزاب بعد التاكيد ما بين الهويات والكشوفات من قبل مندوبي الهيئة المستقلة الذين كان واجبهم تدقيق الشخص مع الهوية ثم تقديمها للماسح الضوئي للمصادقة وحال الموافقة على اي حزب منه يخرج الأمين العام ومساعديه المتفق عليهم مسبقا ببيانات وكلمات من اجل دغدغت مشاعر المواطنين المتهالكين من الظروف المادية بسبب ارتفاع نسبة البطالة والفقر وحال انتهاء اشهار الحزب الكريم منهم يقدم وجبة غداء والذي يليه قطعة حلوى وهناك من يكتفي بالشكر والوعود على قولتهم اللقمه الي توعد بها خير من الذي تاكلها ولا تستغرب ان قيل لك ان هنالك رؤساء فروع في محافظات او اعظاء لجان مركزيه وهم لا يعلمون انهم مسجلين بحزب أصلا أما ان كنت في جلسة وسمعت بعض الأشخاص يتناقشون بشده وكل منهم يدافع عن حزبه فلا تلمهم لان خطابات وافكار مشاريع الأبناء العامين للاحزاب المنتمين لها كانت ذات فولتيه عاليه حلقت بهم إلى عالم الأحلام المستحيل فصيرته لهم حقيقة وعلى قول المثل السكين ماخذتهم وما هم إلا خراف سمنت بالأفكار الوهمية وسوف تساق للذبح يوم الانتخابات دون إرادتها. لسنا ضد الأحزاب ولا ضد توجيهات جلالة الملك حفظه الله ورعاه الذي وجه للمسلك الحزبي تمهيدا لحكومات حزبية كحل ناجع لمكافحة الفساد والمحسوبية الذي يتلحف بها كثير من المسؤولين والمتنفذين ومع شديد الأسف أصبحنا مثل بني إسرائيل واتبعنا سياسة اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون لا بل زدنا على ذلك فما ان يحقق مع مسؤول فاسد إلا وقامت عشيرته ومحافظته باعمال الشغب والتكسير بحجة ان ابنهم ليس فاسد وهناك ابن عشيره او عائلة اخرى باحدى محافظات الوطن افسد منه بالرغم انهم على يقين من فساده متناسين ان العشائرية الصح هي التي تحاسب ابنها قبل الدوله لكنهم يساندوه لأنهم متنفعين منه ومتناسين أيضا ان الاعداد تبدأ بالواحد ثم تتزايد واول الغيث قطره وصعود السلم من أسفل درجه . نعم كلنا مسؤولين عن مكافحة الفساد والمحسوبية ولو دققنا قليلا بمصداقية مع أنفسنا لوجد اغلبنا انه فاسد ولكن بحجم صلاحياته ومن يناقض كلماتي هذه ادعوه لان يقف اما المرآة ويتحدث مع ذاته بصدق والله جل في علاه هو المطلع والحكم على ضميره ويسأل نفسه سؤال بسيط جدا وحسب طبيعة عمله مهما كان بسيط فلنفرض بائع خضار كم ارشد معارفه او ميزهم بالبدايه الأفضل او قلل لهم السعر ولم يساوي بين كل زبائنه بذات السلوك اما الموظف العادي فكم أعطى صفة الاستعجال لمعاملة تخصه او تخص ذويه او معارفهم على حساب المعاملات الأخرى حتى بائع القهوة او عامل المغسلة لديهم سلوك التمييز وقيس على ذلك واصعد إلى أعلى مناصب الدوله الا ما رحم ربي وهم ندره نادره وحتى هذه الفئة بها عينات غير فاسدين وإنما يتغاضون عنهم للحفاظ على مستقبلهم الوظيفي و ان لم تقدر الحكومات وتضعه بمكان يحبه او تحيله على التقاعد يقف بالصف المقابل معارضا ويبدأ بإطلاق الشعارات لمحاربة الآفات الاجتماعية من فساد ورشوة ومحسوبيه ولم يسأل نفسه لماذا لم يكن هذا الضمير لديه وهو بالوظيفة ربما كان يضن نفسه مخلد ؟!!! وهذا السلوك لم يقتصر على الموظفين فقط بل على أعلام واركان ركيزة في بعض الاحزاب الأردنية لمجرد معارضة مصلحته مع الحزب يصبح الحزب بالنسبة له معارض لمسيرة الوطن ويتناسى الشعارات التي كان يطلقها عن الحزب والاستماته بالدفاع عنه فلربما كان متخذ الحزب مطية للوصول لاحلامه وطموحاته !!!!! أخوتي انا أتحدث بواقع شارعنا الأردني متأمل ان نرجع إلى جادة صوابنا ونحاسب أنفسنا ونبدأ باصلاحها ثم نعمد لإصلاح ما أفسد بالوطن لان الإصلاح الذي يبدأ بالقاعدة أقوى وأشمل وأسرع لانه ان كانت الرعية ظالمة سلط الله عليها مسؤولين من ذات الجنس كما ورد بالاية الكريمة (( (128) وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129) )) اي انه كيفما انتم يولى عليكم وهذا يؤكد ان الشعب او العامه هم محور التغير كما قال الشاعر ابو قاسم الشابي : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر نعم نحن من نطوع القدر لا بالمظاهر والتكسير والاعتصامات والتنظير ولكن بالعمل الجاد الصادق النابع من ضمائر حية تجبل على المصداقيه بتقوى الله وحب الوطن وحسن الضن والعمل الجاد ولا احد يقول لي أين نحن مما يحدث في غزة والوطن العربي والعالم الإسلامي اقول لماذا لم يسأل أرحم بني آدم واطهرهم عندما عذب بلال وعمار وياسر وطعنت سميه رضي الله عنهم جميعا وكان يكتفي فقط صلى الله عليه وسلم بتصبيرهم ولماذا لم يسأل ابو بكر وحمزة والصحابة رضوان الله عليهم عن إيذاء الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم نعم ان تمكنا واصلحنا أنفسنا ووطننا و ولاة أمرنا كنا قوة ونتمكن من الدفاع عن إخوتنا وديننا وقوميتنا والإنسانية بالعالم اجمع اما بالظروف الحاليه فإنه نوع من الانتحار . الم يدر في خليك اخي السائل لماذا اهل غزة صامدون والمقاومة تضرب بيد من حديد وتنادد الدول العظمى بجيوشها بالرغم من بساطة امكاناتهم سأقول لك ان سر الانتصارات والصمود هو الإصلاح الذاتي الذي عمدوا اليه قبل الحرب وترسيخ العقيدة بالنفوس وأخلاق القران بالتعاملات والايثار على النفس والتوادد والتراحم والتعاطف الذي شكل البنيان المرصوص لنقتدي بهم ونصلح بنياننا ونبدأ بالسلوكيات الذاتية اولا ثم ننطلق ونوسع الدائرة تدريجيا فالانتخابات النيابية قادمه ومجلس نواب قوي بأعضاءه يعني القوة الضابطة لسياسة الوطن . وربما يراود القارىء وكيف يحقق ذلك وهناك أصابع خفية تلعب بالانتخابات من الدولة والاجهزة الأمنية فأقول: انه يجب علينا عقد ندوات صغيرة على مستوى العائلة وتتوسع تدريجيا على مستوى الحي لتبلغ مستوى المحافظة ليتم الاتفاق على افراز شخصيات وطنية صادقة ذات مبادئ ثابته وليكن افرازهم بكل محافظة بالتزكية بعيدا عن المحسوبيات والعشائرية والمال السياسي واغلا الباب على الدوله للعبث بالنتائج فهي لن تعين نائب وإنما توجه له سواء كان مستقل او قائمة حزبية كما أنه ممكن اذا تم الاتفأق بالمحافظة يتم منع اي فرد آخر للترشح وبذلك تقطع الطريق على كل من أراد العبث كما انه يجب علينا تجريد الأحزاب السياسية وعدم السماح لها بتفتيت النسيج المجتمعي اكثر مما هو عليه الآن وخصوصا ان غالبيتها تسعى لأهداف شخصية فالاحزاب التي ارادها جلالة الملك ذات مبادئ ثابته وأهداف واضحة ومسيرة شفافة همها الوطن والمواطن ورفعة الوطن ولنتذكر دوما ان الشعب محور التغيير والمواطن الركيزة الأساسية إبدأ بنفسك وتوكل على الله جل في علاه والله من وراء القصد. المهندس زيد عطيه السعيدات

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا