حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,29 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6799

الحرب الإسرائيلية على غزة: جردة حساب!!

الحرب الإسرائيلية على غزة: جردة حساب!!

الحرب الإسرائيلية على غزة: جردة حساب!!

24-03-2024 09:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

د. أحمد بطّاح - الآن... وبعد ما يزيد عن خمسة أشهر من الحرب الإسرائيلية على غزة يمكن للمراقب الموضوعي أن يرصد ما الذي حققته فعلاً بالنسبة لإسرائيل، ولغايات الدقة فلكي نحكُم لا بدّ من الرجوع إلى الأهداف التي حددتها إسرائيل في بداية الحرب وهي كما أصبح معروفاً: القضاء على حماس، واسترجاع «الرهائن»، وترك القطاع في حالة لا يمكنه معها تشكيل خطر على إسرائيل.

إنّ المتأمل في الموضوع الآن يمكنه أن يستنتج بغير عناء أن إسرائيل فشلت في تحقيق جميع أهدافها فهي لم تقضِ على حماس بل هي تفاوضها الآن بطريقة غير مباشرة، وهي لم تستطع استرجاع سوى بعض «الرهائن» ومن خلال الهُدنة التي تم الاتفاق عليها قبل عدة أشهر، ولم تبلور أية سياسة منطقية معقولة لإدارة القطاع في فترة ما بعد الحرب: فهي لا تُريد حماس، ولا تُريد السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة فتح، ولا تُريد دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لما أطلق عليه «حل الدولتين».

والواقع أنّ إسرائيل فشلت في تحقيق هدف كبير لم تُعلنه ولكنها كانت تسعى إليه عندما شنت حملة همجية مُدمّرة على قطاع غزة وهو (التهجير)، فهي حتى الآن قتلت ما يزيد عن (31,000) فلسطيني، وجرحت أكثر من (72,000) ودمّرت أكثر من (70%) من مباني القطاع بما في ذلك المساجد، والمستشفيات، والمدارس، والجامعات وغيرها وصولاً إلى هدف مُهم بالنسبة إليها وهي جعل القطاع غير صالح للحياة فيه بحيث يشعر الفلسطيني أنّ لا خيار لديه سوى الهجرة، وللحقيقة فإن صمود الشعب الفلسطيني–رغم العذابات غير المسبوقة التي عاشها–والرفض القاطع من قبل مصر والأردن حالا دون تحقيق إسرائيل لهذا الهدف غير المُعلن.

ولعلّنا لا نبالغ إذا قلنا بأنّ إسرائيل واجهت أشكالاً أخرى من الفشل لا تقل أهمية عن فشلها في تحقيق أهدافها المُعلنة فقد خسرت صورتها أمام العالم فبعد أن كانت تُقدّم نفسها إلى العالم على أنها دولة «صغيرة» تكافح لتعيش في وسط محيط مُعادٍ لها أصبحت أمام الرأي العام العالمي دولة «مارقة» لا تعبأ بالقانون الدولي، أو القانون الدولي الإنساني، أو اتفاقيات جنيف الرابعة أو حتى أخلاقيات الحرب وإلى درجة أنه تم تقديمها إلى محكمة العدل الدولية (وهي أرفع محكمة عالمية تقضي بالنزاعات بين الدول) بتهمة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.

وكما أنّ من أوجه فشلها أنها أخفقت في القضاء على الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) حيث ادعت أنّ (12) موظفاً من موظفي الأونروا (13.000 موظف) شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر عليها، وفي حين أن عدداً من الدول (16 دولة) سارع إلى قطع التمويل عن هذه المنظمة الأممية فإنّ عدداً آخر قد رفض هذا الادعاء غير المقرون بالأدلة (إسبانيا، إيرلندا)، بل إنّ عددا من الدول التي أوقفت التمويل عادت إلى تقديمه (كندا، والسويد، وأستراليا) ومن المتوقع أن تعود باقي الدول إلى تقديم المال مدركةً أنّ إسرائيل تدّعي بدون إثباتات، وأن قصدها في النهاية هو شطب قضية اللاجئين حيث شردت عند تأسيسها أكثر من (750,000) مواطن فلسطيني من وطنهم.

أمّا في الفضاء العربي بالذات فقد جمدّت هذه الحرب الإسرائيلية على غزة مسيرة «التطبيع»، حيث أعادت الأمور إلى المربع الأول وهو ما نصت عليه المبادرة العربية التي قُدّمت في قمة بيروت 2002 وخلاصتها تطبيع عربي كامل مقابل قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقد شكّل هذا التطور ضربة تاريخية لما سمي «مقاربة نتنياهو» القائلة بأن التطبيع مع الدول العربية سوف يترك الفلسطينيين بدون سند، الأمر الذي يجعلهم يرضخون ويقبلون بنوع من «الحكم الذاتي» المشفوع ببعض التسهيلات الاقتصادية التي توفر نوعاً من العيش الكريم.

إنً أوجه الفشل الآنفة الذكر تُضاف بالطبع إلى موضوع فشل «نظرية الردع الإسرائيلية» القائمة على أن الجيش الإسرائيلي القوي هو ضمانة الأمن لإسرائيل فها هو الجيش الإسرائيلي لا يستطيع حتى بعد (150) يوماً من القضاء على فصائل المقاومة التي خطّطت جيداً، وحزمت أمرها على مقارعة إسرائيل حتى النهاية.

كما تُضاف أيضا إلى ما يواجهه المجتمع الإسرائيلي الآن من انقسام حول ضرورة إجراء انتخابات عامة بعد الفشل المدّوي للحكومة الحالية في مواجهة «طُوفان الأقصى»، وحول مسألة تجنيد «الحريديم» (المتدينون اليهود المتفرغون لدراسة التوراة والمُعفَون من الانخراط في صفوف الجيش الإسرائيلي) وحتى أن الأمر بلغ بحاخام «السفارديم» (اليهود الشرقيون) إسحاق يوسف أن يهدد بالهجرة من إسرائيل إذا صدر قانون يجبر أتباعه من «الحريديم» على التجنيد.

وأخيراً فإنّ إسرائيل لم تفشل في السابع من أكتوبر فقط، بل فشلت أكثر في حربها التي تلت ذلك، الأمر الذي ما زال ذلك يتجلى يوماً بعد يوم.

الرأي 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 6799
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-03-2024 09:56 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم