بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
للمصاريف الاسلامية دور بارز في تحقيق التنمية المُستدامة بكافة ابعاداها بُغية تحقيق التنمية المُستدامة خاصة ان للمصارف الاسلامية صناديق خاصة مُهمتها جمع الزكاة وتوزيعها للمُستحقين؛ فيعتبر النظام المصرفي الاسلامي قاعدة مهمة لتطوير صناديق الزكاة لما يوفره من آليات التكافل والتواصل الاجتماعي.
فالزكاة تدير أموال طائلة والتي من شأنها الدفع بعجلة التنمية المُستدامة في المُجتمع، والزكاة في الاقتصاد لها آثار تنموية مباشرة وأخرى غير مباشرة، والزكاة تزيد الانتاج وتستثمر الاموال، وتوزيع الثروة، وتحل مشكلات البطالة، وتحارب التضخم، وتؤمن فرص العمل ، فهي تأثيراً كبيراً على التنمية في الدولة، ولكي تقوم الزكاة بهذا الدور الكبير يجب أن توجه اموالها لمشاريع استثمارية مُنتجة تقوم بكفاية الفقراء على سبيل الدوام.
فدور أموال الزكاة في تحقيق التنمية المُستدامة يكون من خلال الحصول عليه بدون تكلفة، والتكلفة هي المبلغ الذي يخصم من الايراد قبـل الوصول إلى الربح، وهذه الخاصية تجعل المُستثمر المسلم يحقق ربحا أكبر مـن غيره عند تشابه الظروف الاخرى ، وتعد فريضة الزكاة من أهم موارد الدولة المالية والمحرك الفعال التي تحث كل مسلم على استثمار أمواله ، وزيادة على تحصيل الاموال من الاغنياء ومنحها للفقراء والتي ستنفق لقضاء حاجاتهم الاستهلاكية، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة الاستثمار وإنعاش الاقتصاد وتوفير فرص عمل جديده ومنه تحقيق التنمية.
وان توجيه التمويل من مال الزكاة إلى الاستثمار في المجالات التي تفيد المُجتمع، وهذه أهم ميزة لتمويل اسلامي في مجال التنمية المُستدامة، فالمال مال الجميع ومن هذا المنطق يجب أن يوجه التمويل لخدمة أفراد المُجتمع بإقامة المشاريع التي لا تعود بضرر في الحاضر أو المُستقبل وتتميز المصارف الاسلامية بتقديم القروض الحسنة، والقرض الحسـن في البنوك والمصارف الاسلامية يقوم على إتاحـة البنك مبلغا ً مُحددا لفرد من الافراد ، ويضـمن سـداد القرض الحسـن، دون تحميل العميل أية عمولات، أو مطالبته بفوائد وعائد استثمار ، أو مطالبته بأي زيادة من أي نوع، بل يكتفي البنك فقط باسترداد أصل القرض والاموال التي أقرضها لهذا العميل أو لهذا الفرد. ويتم تقديم هذه القروض لغايات معينة مثل العلاج والتعليم وعمل المشروعات الصغيرة ولعلاج البطالة.
وتشكل المصارف الاسلامية صندوق خاص للوقف يمكن من خلاله للمحسنين وقف أموالهم لاعمال الخير وتشرف المصارف الاسلامية على إدارته. فالوقف له عدة أهداف اجتماعية واقتصادية وبيئية وهي في غالبها نفس أهداف التنمية المُستدامة ،ومن بين أهم الابعاد التي تهتم بها التنمية المُستدامة ، بُعد الموارد الطبيعية والبعد الاجتماعي، وإن اهتمام الوقف بإعادة توزيع الدخل وتحسين البنية التحتية لاقتصاد وتوفير القروض لكثير من النشاطات الانتاجية، ويعتبر دليـل واضح على اهتمام الوقف باستغلال الموارد الطبيعية وتقليص الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، ومن بين سمات التنمية المُستدامة هي أنها تتوجه إلى تلبية متطلبات واحتياجات أكثر الشرائح ، وهذا يمثل الهدف الرئيسي للوقف الذي يستهدف الفقراء والغرباء والمساكين والايتام والضعفاء والحالات الخاصة والغـارمين وأبناء السبيل، من حيث توفير الحاجات الاساسية لهم من طعام ومسكن وتعليم وغيرها.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا