حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3169

المشير حابس إرفيفان المجالي نقشٌ أبديٌ على بوابةِ الوطنِ ووشمٌ خالدٌ على جدارِ الرُّوحِ

المشير حابس إرفيفان المجالي نقشٌ أبديٌ على بوابةِ الوطنِ ووشمٌ خالدٌ على جدارِ الرُّوحِ

المشير حابس إرفيفان المجالي نقشٌ أبديٌ على بوابةِ الوطنِ  ووشمٌ خالدٌ على جدارِ الرُّوحِ

21-04-2021 11:05 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

بقلم.. فايز الحميدات 

 

إضــــاءة :

كلُّ الدُّروبِ إلى الجنوبِ قصيرةٌ

لكنَّ أقصرَها إلى قلبي المعنَّى

الطَّريقُ إلى سويعاتِ الأصيلْ

حيثُ الرُّبى مسفوحةٌ

من فوقِ دمِّكَ

والمساءُ بلا هديلْ

كلُّ الدُّروبِ إليكَ توصلُنا

ولكنِّي غدوتُ بلا دليلْ

فلديَّ قلبٌ

موغلٌ في الموتِ

مَنْ مِنَّا القتيلْ

 

سيِّدي أبا سطام :

 

أقطعُ الدُّروبَ إليكَ من آخرِها وأصلُ حيثُ فضاءُ روحِكَ الأرجواني وهيبةُ الوطنِ ترتسمُ بين عينيكَ وهما تتحفزانِ كعيونِ (صقرٍ للقنص متحضري ) فالحبيبُ الوليفُ جنديٌّ على حدودِ الوطنِ ( شاري الموت ولابس عسكري ).

يقسِّم ما تبقى من روحه على مواقعِ الشّرف والبطولة ويلفُّ بزندِه  خصرَ الوطنِ الجميل ويرسلُ صَداه الشَّامخ في سمعِ الزَّمن:

رجالك يا بلادي ذيابهْ

إن كشّر للموتِ نابهْ

وحنا دوّاسين الظَّلمةْ

                       وبالهيل الدَّلة سكّابهْ

سيّدي وحبيبي:

ما زالت صرخةُ الميلاد الاولى تدوي كقصفِ المدافعِ في سمعِ الوطن وأنتَ تزلزلُ بها أركانَ السّجن فهل كانتْ تميمةً ضدَّ الموت؟ والوالدةُ الصّابرة بندر(1) تنذرُك للوطن منذ تلك اللحظة ورفيقتُها الصّامدة في السّجن مشخص (2) تشدُّ من أزرها وتطمئنها بأن ( إخوان خضرا)  ومعهم الكركية يكتبونَ في هذه اللحظة تاريخَ الوطن بأحرفٍ من ذهب.

 

إنها أسماءٌ خالدةٌ تنيرُ سماءَ الوطن يا سيّدَ المكانِ والزمان تقفُ في ظلالِها الخنساء ورفيدة وخولة  والأردنياتُ النشَّمياتُ وهنَّ يُرضْعنَ أطفالَهنَّ حبَّ الوطنِ ويعلمنَهُمْ أن يكونوا في سمائهِ نجوماً وأَهِلةً فكانوا كما أرَدْنَ حتّى أورقَ الشّيحُ من عزيزِ دمِهم وتفجرْت ينابيعُ الأرضِ من شرايينِ أرواحِهم .

السّؤال يا سّيدي يجرّ السّؤال والكتابة عن الرّجال تثيرُ  القلمَ لكي يبحثَ عن الإجابة وأنا أعلم أنَّك إجابة السؤال قبل أن يُسأل ......

فهل كان من الصُّدف أن تولدَ في معان وتكونَ ابنَ الكرك وتقاتلَ على أسوارِ القدس وتسندَ عاصمةَ الوطنِ عمان بجامعةٍ هي الجامعةُ الأم ( الأردنية ) والتي انبجستْ  من ثاقبِ فكركِ  وبصيرتكِ  ثم تذودُ عن حياضِ الوطنِ بعنفوانِ الشّبابِ وحكمةِ الشُّيوخ- أكانتْ كلّ تلكَ المحطاتِ من محضِ الصُّدف ؟

أمْ أنّ الرّجال يولدونَ في المهد رجالاً ثمَّ تمشي  خلفَهم الأيامُ يصبونَ أعمارَهم في كأسِ الوطن ويسقونَه سلسبيلَ أرواحِهم .

هل ولدتْكَ بندر طفلاً أمْ خرجتَ إلى الدَّنيا رجلاً تقاتلُ من خلفِ القُضبان .

حتّى صنعتَ للوطنِ هيبةً وللبطولةِ معنىً وللرجولةِ تَذكاراً.

أكنتَ ترى ما وراءَ الأفق؟ وأنت تذودُ عن رمزِ الوطن وتاجهِ عادياتِ الزّمن والملك الشّهيد عبد الله الأول بن الحسين –طيّب الله ثراه - ينادي عليك

(لاتحبسني يا حابس)أكانتْ عينُ الصَّقر ترى ما خلفَ المشهد؟ والذّاكرةُ المتّقدةُ  تشمُّ رائحةَ الخيانةِ. أكنتَ في ذلك الوقتِ رجلاً واحداً أم كتيبةً من الرِّجال ؟

لقد مضى الزَّمن وتهتَّكت ستائرُ التَّمويه وها أنا أُطلُّ على المشهدِ كاملاً فأراك مقبلاً من أوّل الدّرب وقد صَحَّتْ نبوءتُكَ وسلمتْ يمينُكَ وسلمَ رأسُك

يا عنفوانَ الوطنِ وشموخَه. وها أنتَ تتفجَّرُ عزماً  في عُروقِ نشميّ وتسيلُ كحلاً في مآقي نشمّية وتتورَّد على شــــفتيها زغرودةً كلّما ذُكر اسمُك أو مرّ طيفُ خيالك .

أعود إليك يا سيّدي كلّما أنكرني الوقتُ ودقَّت عقاربُ ساعتي(هنا الوطن ) أعودُ إليك وأشهركَ في وجه المشُكِّكينَ رايةً من الصُّمود والتَّحدي وقد فعلتَ ما فعلت وأنتَ ترى الوطنَ ينبسطُ بينَ راحتيك (حقلاً من سنابل) تُقَلِّبُهُ ثم ينامُ

على هديرِ دبابات الجندِ وأزيزِ الرّصاص وزغاريدِ النّشميات وحين يصحو وقد انقشعَ الظَّلام ولاذتْ الفئرانُ بجحورِها وتعالى ضجيجُ الطلبةِ في مدارسِهم لأنَّ لهم وطناً حوَّطْتَهُ أنت وفرسانُ الجيشِ العربي بزنودِكم حتّى لا يميلَ، فتميلُ ساريةُ التّاريخ. ساعتَها يُقبِّلُكَ الوطن بين عينيكَ يدثِّرُكَ بالكوفيةِ الحمراء وتصيرُ أنموذجاً ورمزاً خالداً لا يمحوُه الزَّمنُ ولا تنساهُ الأيام .

ويخرجُ أهلُ الوطنِ إلى زمنٍ  جديدٍ من البناءِ والعملِ وهم يغنونَ لكَ ولفرسانِ الوطنِ

طلّوا الفرسان من ورا التّلينِ

كلهم نَشامى مبرشِمِينْ الخيلِ .

أعود إليك محمّلاً بأشجاني وآمالي فتطلعُ يا سادنَ البيتِ وحارسَ النّار لكي لا تخبو جذوتُها تطلعُ نجماً في الليلِ يسامرني،

وميداناً لتدريبِ الجندِ يسندُ وطني، وقصيدةً لفتى أردني يرمِّمُ بها عظامي الباليات:-

ما في يمينكَ  أو يسارِكَ إصبعٌ

                               إلا وفيهِ علامةٌ لزنادِ

أُنجبتَ في جوفِ السُّجون كأنّما

                               قد جئتَ عَجرفةً على الجلاَّدِ

فبزغتَ أنتَ مضمَّخاً بدمائِنا

                               أوَ كُنْتَ مع دمِنا على ميعادِ

فالدَّارُ تعلمُ من يكونُ فقيدُها

                               ولقد بكْتكَ حواظرٌ وبوداي

 

وأتطلعُ إلى اليومِ الذي أراكَ فيه روايةً تتحولُ إلى مسلسلٍ تلفزي يجدّدُ سيرةَ القابضينَ على الجمرِ

فسلامٌ عليكَ

يامَنْ أرهقتَ ليلَ المعتدينْ

وسلامٌ عليكَ

يا مَنْ أَطلعتَ فَجرَ الطَّيبينْ

وسلامٌ عليكَ

ماكبَّر مؤذنٌ أو زغردَ بارودٌ أو هدهدتْ أمٌّ طفلَها وأسبلتْ مُكحَّلَةٌ عينَها وهي تقرأُ كتابَ الوطن.

سلامٌ عليكَ من أهلِ الوطنِ يا من سكنتَ مآقيهم،  وشرَّشْتَ في قلوبِهم، وكنتَ لحنَ حياتِهم الجديدِ المتجدد .

 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 3169
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم