14-06-2020 12:38 AM
بقلم : د . رياض الشديفات
تعلمت في مدرسة الحياة أن مسافة الأمان ضرورية في الحياة ومن ذلك :
• في العلاقات الاجتماعية : فالثقة المطلقة مفسدة مطلقة " وخير الأمور الوسط " وعلمتي الحياة أن صديق اليوم قد يكون عدو الغد ، وعدو اليوم قد يكون صديق الغد ، كما أن شريف اليوم قد يكون وضيع الغد ، ووضيع اليوم قد يكون شريف الغد .
• في المعاملات المادية : فليس من الحكمة ترك الحبل على الغارب في المعاملات دون ضوابط من الحلال والحرام ، وتجنب الشبهات ، وتحري الضوابط الاخلاقية .
• في الحب والبغض : " أحب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما " .
• في الإتجاهات السلوكية والفكرية : فليس كل الإتجاهات السائدة سليمة ، وليس كل الأفكار التي تطرح أو تناقش نزيهة ومضمونة العواقب .
• في الحكم على الاشخاص : فالمجازفة في الحكم على الأشخاص مدحاً أو قدحاً قد يخضع لإعتبارات غير واقعية ، وترك مسافة أمان في إطلاق الأحكام على الناس لا تغلق الباب في الرجوع عن الخطأ عند معرفته .
• في الحكم على المواقف : فما تراه اليوم صواباً قد يظهر لك غداً عدم صوابه ، وما تراه اليوم من الخطأ قد يتضح لك غداً صحته وصوابه ، ودلت تجارب الحياة على تغير المواقف ، فترك مسافة أمان قد يحفظ ماء وجه صاحبه من التناقض والتلون .
• في القناعات : فالقناعات حول المواقف والأشخاص والأحداث والآراء تتغير ، فمن الحكمة أن لا يتزمت الإنسان ولا يتشدد ولا يتعصب لرأي أو لشخص أو لموقف موقف أو لحدث معين ، فربما المعطيات تتغير فتتغير معها القناعات ، ومسافة الأمان تحمي صاحبها من الحرج ومؤونة التراجع والتكلف " فلا تكن صلباَ فتكسر ولا ليناً فتعصر " .
• في الخصوصيات والأسرار : فالعاقل من يحفظ سره في صدره ، ورب سر أفشاه صاحبه لغيره أوقعه في الحرج ، وليس كل الناس أهلاً لحفظ الأسرار والخصوصيات ، ومسافة الأمان مطلوبة لحفظ ماء الوجه وكما قيل : " من مأمنه يؤتى الحذر " والطيبة وسلامة القلب لا تكفي ، فليس كل البشر ملائكة ، وليس كل البشر يتملكون طيبة القلب وحسن الخلق .
د . رياض الشديفات