بقلم :
ألا تعول الدولة على أن لديها سياحة دينية، أي أن هناك أماكن مرتبطة بأديان ومعتقدات لا يعتقد بها الشعب الأردني..؟ ؟ ؟
أوليست الأماكن المقدسة بالنسبة للسنة والشيعة من المسلمين والأماكن المقدسة أو المرتبطة بمعتقدات المسلمين والمسيحيين واليهود هي عامل جذب سياحي يفترض أن خطط الدولة دائما تبنى على تسويقها وإستثمارها من أجل إنعاش الإقتصاد بإنعاش هذا القطاع ..؟ ؟ ؟
..ألم يكن أحد يعلم أن السياح من كل الجنسيات وخصوصا من يعتقدون باليهودية يزورون الأماكن المرتبطة بمعتقداتهم حتى وإن لم يمارسوا طقوسا أو لم يعلنوا عن ديانتهم ..؟ ؟ ؟
..لا أعتقد أن ردود أفعال السلطات الرسمية منطقية ومبررة على ما أشيع عن مقام النبي هارون وإقامة بعض السياح طقوسا دينية هناك ، وأعتقد أن تلك الردود لا تنسجم مع السياسات العامة كما لا تنسجم مع ما ارتبطت به من معاهدات وإتفاقيات ..!
..نتفهم أن يثور الرأي العام على ممارسة بعض السياح لطقوسهم في مقام النبي هارون ، ولكن أن تكون ردود أفعال السلطات فقط من باب تغليق الأبواب وعلى قاعدة "الباب اللي بجيك منه الريح سده واستريح " فهذا يدعو للإحباط فوق ما نعانيه من إحباط مزمن ، لأن الحكومات تثبت أن همها الوحيد تمضية الوقت وعبور المراحل بسلام مهما كلف الأمر بالنسبة للمصالح العليا للدولة ..؟ ؟ ؟!!!
..السياسة وإدارة دولة ليست لعب أطفال وإستدرار عواطف شعبية ، بل تحمل مسؤوليات ووضع سياسات وخطط وتنفيذها مع دفع ضريبة تولي المسؤولية ، والأهم توظيف كل ما يخدم مصالح الدولة من أجل الدولة.
..أنا مع منع أيا كان أن يحاول إستثمار الأرض الأردنية لتشويه التاريخ أو للتوثيق وتزييف تاريخ المكان والإنسان مثل "فيلم جابر " لكن ان نعلن للعالم أننا نمنع أي كان أن يحمل معتقده وهو يسير على الأرض الأردنية فهذا سلوك خطير ينم عن سطحية وسخافة.
..مع التأكيد على أن منع ممارسة الطقوس مقبول بالنسبة للسياح اليهود ولكن ليس بالطريقة التي أعلنت عنها السلطات ، مع الإشارة إلى أن موضوع السياحة الدينية لليهود يمكن أن يكون ورقة سياسية تستخدم لخدمة قضية الوصاية على المقدسات في القدس والضغط من خلالها لوقف التجاوزات والمخططات التي يقترفها كيان الإحتلال حيث سيأتي الضغط عليه من اليهود ومن الداخل .
...والبحث في هذا السياق يطول والأسئلة لا حصر لها ..!

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا