23-11-2016 09:46 AM
سرايا - سرايا- يتصفحون الكتب باهتمام بالغ، يتجولون وتعلو وجوههم ابتسامة، هم طلاب على مقاعد المدرسة في مدارس السلط، زاروا مهرجان "القراءة للجميع" الذي تنظمه وزارة الثقافة في مختلف محافظات المملكة، ضمن خطتها في مشروع "مكتبة الأسرة" ومهرجان القراءة للجميع، بهدف توفير مطبوعات مختلفة بأسعار تناسب الجميع وفي متناول اليد ليكون هناك حافز لتكوين مكتبة في كل بيت أردني.
وتعتبر سامية جميل، وهي ربة منزل جاءت لتشتري بعض الكتب المختلفة لها ولأطفالها، أن هذه الخطوة هي فكرة رائدة وتسهم في أن يكون هناك حافز للقراءة، فمن يأتي ليشتري كتابا عليه أن يختاره بعناية ليقرأه وليس ليضعه على الرف بدون فائدة.
وتسعى سامية لأن يكون لديها مجموعة من الكتب التي ستعمل على تشجيع أطفالها على قراءتها، وبخاصة أن هناك بعض الكتب التعليمية التي تساعد الطفل على القراءة وتعلم اللغة العربية بكل سلاسة وبطريقة تعليمية.
وجاءت سامية مع مجموعة من صديقاتها لموقع مهرجان القراءة للجميع في أقرب موقع لديها؛ حيث شجعت صديقاتها على التوجه للمهرجان، لاعتباره فرصة "لإحياء روح القراءة لدى العائلة بأكملها"، وتنوي أن توفر لنفسها وعائلتها الأجواء والوقت المناسب للقراءة، التي ابتعدت عنها كثيراً بعد أن أصبح لديها عائلة وأطفال.
وتقول الطالبة دارين إبراهيم في الصف التاسع، إنها رغبت بزيارة موقع المهرجان الثقافي بعد أن سمعت من زميلاتها عن المهرجان الذي يقام منذ عشرة أعوام، وعن طبيعة الكتب المتوفرة فيه والتي تناسب مختلف الأعمار، وهي ترغب بأن يكون لديها مجموعة من الكتب والقصص التي تناسب عمرها، وتحصل عليها بثمن زهيد، على حد تعبيرها.
وتؤكد دارن أنها قامت بتوفير مبلغ من المال من مصروفها الشخصي في المدرسة، حتى تتمكن من ابتياع كتب عدة تكون ضمن المجموعة التي لديها، وتقول "ربع دينار سعر الكتاب للأطفال وخمسة وثلاثون قرشا للكتب الأخرى هي أسعار مشجعة لي حتى أبتاع كتبا عدة على مدار أيام المهرجان، وسأقوم بقراءتها جميعاً كوني أشتريها بمصروفي الشخصي".
وكانت وزارة الثقافة أطلقت مهرجان "القراءة للجميع" في هذا العام في العشرين من الشهر الحالي ويستمر حتى الرابع والعشرين، وينطلق من التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً؛ حيث يتواجد موظفو الوزارة في مديريات الثقافة في المملكة في أماكن إقامة المهرجان، لتقديم الخدمات للزوار.
وتواجدت في أحد معارض المهرجان الطالبة الجامعية سيرين منصور، التي جاءت لتختار بعض الكتب التي تتناسب مع توجهاتها الثقافية، فهي تحب قراءة الكتب الشعرية أو الروايات، على حد تعبيرها، فهي على مقاعد الدراسة الجامعية، إلا أن ذلك لا يمنع من أن تبتاع بعض الكتب بأسعار زهيدة جداً، تثري فيها مكتبتها الصغيرة الخاصة في البيت، ويكون لديها ولدى إخوتها مجموعة من الكتب المتوفرة، وتتمنى أن يكون هناك تنوع أكثر في الكتب في المرات المقبلة.
وفي محافظة البلقاء، كنموذج لإحدى المحافظات التي يقام بها المهرجان، قالت مسؤولة الإعلام والعلاقات العامة في مديرية ثقافة السلط، إيمان السعايدة، إنها وزملاءها في المديرية حريصون على التواجد في موقع المعرض، وتقديم النصح لأي زائر يرغب في ذلك، كما وتشجع الجميع على زيارة الموقع الذي يعد ثروة معرفية وثقافية لكل فرد ولمختلف الأعمار.
وتقول السعايدة إن الحضور في بدايته كان متواضعا نوعا ما، إلا أن مخاطبة مديرية الثقافة في البلقاء للمدارس أسهمت في أن يكون هناك تواجد للطلبة من مختلف الأعمار، والذين يتوفر لهم نسبة جيدة من الكتب والروايات الخاصة بهم، وتراعي تنوع الاهتمامات، إلا أن الكتب التي تتعلق بالثورة العربية الكبرى هي الحاضرة في المعرض لهذا العام، بمناسبة احتفال المملكة بمئوية الثورة العربية الكبرى.
وتعتقد السعايدة أن الأسعار الزهيدة للكتب قد تكون دافعاً لحضور نسبة كبيرة من العائلات أو الشباب الذين يبحثون عن تنوع الكتب وتناسب الذوق الفكري لديهم، مؤكدة أن تنظيم المهرجان ما هو إلا خطوة تسهم في تقريب أفراد المجتمع من الكتاب وتشجيعهم على القراءة، وبخاصة الأطفال منهم؛ إذ تبين أن الإقبال على كتب الأطفال هو الأكثر خلال اليومين الماضيين.
وتهدف وزارة الثقافة من خلال هذا المهرجان إلى تعميم ثقافة المعرفة وربط الأجيال بالتراث الثقافي والحضاري للأمة والتواصل مع الثقافات الإنسانية.
وكان وزير الثقافة نبيه شقم، افتتح مهرجان "القراءة للجميع" في مكتبة الأسرة الأردنية، في دورته العاشرة، ويشار إلى أن اللجنة الوطنية العليا لمشروع مكتبة الأسرة الأردنية تشكلت بقرار من رئيس الوزراء في مطلع العام 2007، بوجود لجنة خاصة بذلك.