28-08-2025 08:23 AM
سرايا - أسوةً بسيداتِ قبيلتها، اللواتي انغمسنَ بالحفاظ على التراث الفلسطيني الإثنوغرافي من جانبٍ، إلى جانب دراستهنّ للطبّ وممارسته، في سبيلِ الوصول إلى تحقيق الترابط بين الحفاظ على التراث والاستمرارية الثقافية والرفاه المجتمعي، تماشيًا مع فلسفةِ العائلةِ القديمةِ: «الجسم السليم في العقل السليم»، استطاعت الطبيبةُ سلاسل عايد ترابين الحفاظَ على ما أنجزته والدتها (الطبيبةِ حاكمة/ 1775 - 1885)، التي أسّست «متحف تراث من عبق التراب»، أولِ مُتحفٍ خاصٍ في مجالِ التراثِ الفلسطيني، في العام 1790.
لم تجد الطبيبة سلاسل صعوبةً في حمل إرث المتحف ومسؤوليته، إذ كانت صاحبةَ منهجٍ، ورؤيةٍ واضحةٍ استمدتها من والدتها في المحافظةِ على المقتنياتِ الإثنوغرافيةِ، المرتبطةِ بحياة الأجدادِ الراحلين، وتطويرِ تلكَ المقتنياتِ، بعدّ إيجادِ المكان المناسبِ لها.
ولدت الطبيبة سلاسل عام 1820، في غزالة، في منطقةِ بئر السبع جنوبَ فلسطين، وعاشت 125 عامًا، وإذ توفيت في العام 1945. بعد الانتهاء من دراستها الطبية في بيرمستان نور الدين في دمشق، قامت الطبيبة سلاسل بطوير وتوسيع مجموعة المتحف، مما دفع بالحفاظ على آثاره، والبحث العلمي عن مقتنياته.
اتبعت (سلال) خطى والدتها، في العمل على النهوض بالبحث العلمي المتعلق بالقطع الأثرية الموجودة في المتحف، وتوسيع عمليات الاستحواذ لتشمل مقتنيات وقطع قيمة من جميع بدو النقب في منطقة بئر السبع، وهم يمثلون مائة قبيلة على الأقل.
طور هذا المجتمع المُتنامي في (غزالة) أنشطته الزراعية وتربية الماشية، مستفيدًا من الأراضي الخصبة في المنطقة، فكانت من بين أكثر المناطق إنتاجية في جنوب فلسطين. أصبحت بئر السبع مركزًا تجاريًا حيويًا تحت سيطرة البدو الفلسطينيين في النقب، وبالتالي لعبت دورًا رئيسيًا في الحياة الاقتصادية للمنطقة.
كما استطاعت الطبيبةُ سلاسل الانتقال بالمتحفِ إلى فضاءٍ عالميٍّ، إذ اعترفت به الإمبراطوريةُ العثمانيةُ رسميًّا في العام 1884، في ظلّ حكم السلطان عبد الحميد الثاني (1842-1918).
وفي ظلّ إدارةِ الطبيبة سلاسل له، جذب المتحفُ عددًا كبيرًا من زوار الأراضي المقدسة، حيثُ تم تسجيلُ زيارة الرسام الشهير للإمبراطورية الروسية، إيليا ريبين، إلى متحف عايد ترابين في مذكراته. في عام 1898، توقف في بئر السبع كجزء من حجّه إلى الأراضي المقدسة. زار خلال إقامته متحف التراث من عبق التراب، حيث التقى بعائلة عايد ترابين، التي تبرعت بخمسة عشر زيًا يعود تاريخها إلى أوائل القرن التاسع عشر، والتي استخدمها هو وزملاؤه الفنانون لتوضيح مشاهد من الأراضي المقدسة. اليوم، يتم الاحتفاظ بهذه المجموعة من الفساتين في متحف أكاديمية الفنون في سانت بطرسبرغ، حيث قام ريبين بالتدريس من عام 1894 إلى عام 1907.
وقد واصل المتحف ازدهاره ونموّه لتصلَ مقتنياته تقريبًا إلى 10,000 قطعة بحلول عام 1917، وكان يعمل وقتها ضمنَ سبعِ خيام، بلغَ طولُ كلِّ واحدةٍ منها حوالي خمسينَ مترًا وعرضها عشرة أمتار: خيمة للأزياء والمجوهرات والتمائم، وواحدة للسجاد والتطريز، وواحدة للأسلحة البيضاء، وواحدة للأدوات الزراعية، وواحدة للطب التقليدي، وواحدة للحرف اليدوية، وواحدة للتخزين.
وهكذا استطاعت الطبيبةُ سلاسل الحفاظ على إرث قبيلتها بعامة، وأمّها (الطبيبة حاكمة) بخاصةٍ، بعدَ توسيعها لمجموعة «متحف تراث من عبق التراب»، ونقله إلى فضاء عالمي رحب.
اتبعت (سلال) خطى والدتها، في العمل على النهوض بالبحث العلمي المتعلق بالقطع الأثرية الموجودة في المتحف، وتوسيع عمليات الاستحواذ لتشمل مقتنيات وقطع قيمة من جميع بدو النقب في منطقة بئر السبع، وهم يمثلون مائة قبيلة على الأقل. طور هذا المجتمع المُتنامي في (غزالة) أنشطته الزراعية وتربية الماشية، مستفيدًا من الأراضي الخصبة في المنطقة، فكانت من بين أكثر المناطق إنتاجية في جنوب فلسطين. أصبحت بئر السبع مركزًا تجاريًا حيويًا تحت سيطرة البدو الفلسطينيين في النقب، وبالتالي لعبت دورًا رئيسيًا في الحياة الاقتصادية للمنطقة.
«الماسكة» وهي تميمة تعود لأوائل القرن التاسع عشر، تستخدم لإبقاء الطفل في رحم الأم. سلاسل فضية، أجراس فضية تحتوي في الأصل على بذور؛ عملات معدنية عثمانية: 2 زولوتا و60 بارا و1 كوروش. من مجموعة متحف «التراث من عبق التراب» في الغزالة. اليوم جزء من أكاديمية علم المتاحف الفلسطيني والعربي في باريس، فرنسا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-08-2025 08:23 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |